محتويات
العدل
يعتبر العدل من أسمى المعاني والقيم التي عرفتها البشرية، فهو عنوانٌ لكل خير، وطريقٌ موصل للمساواة بين البشر، وهو صفةٌ من صفات الله تعالى، واسمٌ من أسماءه الحسنى، أمر الله به عباده المؤمنين في أكثر من آية من آيات كتابه العزيز، منها قوله تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) [النساء: 58]، وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
مظاهر عدل الله بعباده
- التساوي بين الخلق، فقد جعل الله سبحانه وتعالى الخلق متساوين فيما بينهم، ولم يفاضل أحداً على آخر بسبب اللون أو الجنس أو العرق، وإنما كان معيار التفاضل بين الخلق مدى تقواهم لله، وخشيتهم منه سبحانه، فقال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [سورة الحجرات: 13].
- إرسال الرسل والنبيين إلى الناس، فمن مظاهر عدل الله بعباده أنه أرسل إليهم رجالاً منهم، ليبلغوهم شرائعه ورسالاته السماوية، ولولا هؤلاء الرسل والأنبياء لما كانت هناك واسطة بين العباد وربهم، ولما كانت هناك الشرائع السماوية التي تشكل دستوراً ربانياً ينظم علاقات الناس مع ربهم وأنفسهم، وبإرسال الرسل والأنبياء يقيم الله سبحانه الحجة على البشر، فلا يستطيع إنسان أن يقول ما أتاني من نذير أو بشير، قال تعالى: (رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) [النساء: 165].
- أن الله جل وعلا يبعث لأهل الفترة؛ وهم القوم الذين لم تصلهم دعوة الأنبياء في الدنيا رسلاً يوم القيامة حتى يختبر إيمانهم، وفي ذلك تأكيد على عدل الله المطلق في عباده .
- التفاضل في الرزق، فالتفاضل في الرزق هو مظهرٌ من مظاهر العدل الإلهي بالخلق، قال تعالى: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ) [النحل: 71]، فالله سبحانه وتعالى لم يجعل المجتهد الذي يكد ويتعب من أجل الحصول على الرزق كالمتكل على غيره، العالة على الناس، ولو تصورنا تساويهم في الرزق لكان ذلك ظلماً، وحاشا لله ذلك، وكما قيل لكل مجتهد نصيب.
- عدم تعذيب العباد ما داموا يستغفرون الله عز وجلّ وينيبون إليه، وإنما يعذبهم بعد إصرارهم على المعاصي والشرك، فالله سبحانه يمهل العباد لعلهم يرجعون عن ذنوبهم وعصيانهم، قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال: 33].
- عدم محاسبة الناس بذنوب غيرهم، فمن عمل عملا سيئاً كانت عاقبته عليه وحده دون الناس.
- وضع الله تعالى للميزان يوم القيامة، والذي توزن فيه أفعال العباد في الدنيا، فلا يظلم الله الناس شيئاً، وإن كانت مثقال حبة من خردل أتى بها، ووضعت في الميزان حتى تحسب للعبد.