معاملة الزوج لزوجته الحامل في الإسلام

كتابة:
معاملة الزوج لزوجته الحامل في الإسلام

المرأة بعد الزواج

للحمل آثارٌ إيجابيَّةٌ على المرأة بعد الزّواج؛ فالحمل من الأمور التي تحسّن الصّحّة النفسيّة لها،[١] ولكنّه غالبًا ما يغيّر نفسيّتها عن الحالة التي كانت عليها قبل الحمل؛ فكان لا بدّ للزّوج من معاملتها بشكلٍ مختلفٍ عن الحال الذي كان قبل الحمل.[٢]

معاملة الزوج لزوجته الحامل في الإسلام

مراعاة المشاعر المتقلّبة للزّوجة

ففي بداية الحمل يبدأ مزاج الزّوجة بالتغيّر وغالبًا ما يكون للأسوأ؛ بسبب التغيّرات الجسديّة التي تطرأ عليها والإرهاق والتفكير الزائد،[٣] وقد يصل بها الحمل إلى حالةٍ نفسيَّةٍ ومزاجيَّةٍ صعبةٍ؛ فعلى الزّوج أن يتفطّن لهذا، وأن يصبر ويحتسب أجر صبره عند الله.[٤]

الإنفاق عليها وعلى جنينها

فالمرأة الحامل تحتاج أثناء حملها إلى تناول أطعمةٍ معيَّنةٍ؛ لتساعدها في المحافظة على صحّتها وصحّة جنينها، وكذلك الفيتامينات كالكالسيوم وغيره،[٥] وقد أجاب النّبيّ -عليه الصّلاة والسلام- معاوية بن حيدة عندما سأله عن حقّ الزّوجات على الأزواج، فقال: (أن تطعمها إذا طعمت)،[٦] وفي هذا الحديث توجيهٌ للأزواج أن يهتمّوا بحقوق زوجاتهم، وأن يسألوا عنها كما كان يفعل الصحابة.[٧]

مساعدتها في أمور البيت فترة حملها أو استئجار من يخدمها

وذلك إذا وصلت في حملها مرحلةً لا تستطيع معها تدبير أمور بيتها، فقد ذكر الفقهاء أنّ الزوجة التي كانت تخدم نفسها ثمّ عجزت عن ذلك بسبب مرضٍ وغيره، فإنّه يجب على زوجها أن يتكفّل بتوفير من يخدمها.[٨]

الإكثار من الجلوس مع الزوجة ومشاركتها التفكير في أمور مولودهما القادم

ويتأكد هذا إذا كان مولودهما هو الأوّل، وهذا الفعل من الزوج يشعر الزوجة بالراحة النفسيّة والطمأنينة، ويزيل عنها حمل الخوف والتفكير الزائد بجنينها، بل يزيد التوافق بينهما في قادم الأيّام، فعليهما دائمًا التذكر بأنّهما سيكونان نواةً لأسرةٍ جديدةٍ؛ فيحرصوا علىبناء الأسرة بشكلٍ صحيحٍ.[٩]

الإكثار من معاملتها بالمودّة والرّحمة

ففي هذه الفترة تحتاج المرأة لمودّة زوجها ورحمته فهي أمام أحمالٍ ثقيلةٍ كالحمل والولادة وما يتبعها والبيت والأولاد وغيرها،[١٠] قال -تعالى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)،[١١] وقد فسّر ابن عبّاس- رضي الله عنهما- المودّة والرحمة، فذكر أنّ المودّة:حبّ الزوج لزوجته، وأنّ الرّحمة: رحمتها لها أن يصيبها بسوء.[١٢]

فالأمّ بعد أن يبدأ الجنين بالحركة تحتاج لفتراتٍ طويلةٍ من الرّاحة؛ لأنّ حركة الجنين قد تصل إلى إيقاظها من النّوم عدّة مرَّاتٍ، وهذا يدعو إلى أن يوفّر لها الزوج والأولاد الهدوء اللازم،[١٣] وإنّ فترة الحمل ليست فترة نمو جنينٍ في بطن أمّه فقط، وإنّما هي فترة نموٍّ ونضوجٍ للعلاقة بين الزوجة والزوج، ومثل هذا الزوج الذي تقبّل مسؤوليته اتّجاه زوجته وأسرته هو الشّخص الذي سينجح في قيادة أسرته في قادم الأيّام -بإذن الله-.[١٤]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، صفحة 123. بتصرّف.
  2. أمة الله بنت عبد المطلب، رفقا بالقوارير، صفحة 159. بتصرّف.
  3. عادل الاشول، علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة، صفحة 184. بتصرّف.
  4. أمة الله بنت عبد المطلب، رفقا بالقوارير، صفحة 89. بتصرّف.
  5. عادل الأشول، علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة، صفحة 190. بتصرّف.
  6. رواه أحمد بن حنبل، في المسند، عن معاوية بن حيدة، الصفحة أو الرقم:20022، صححه شعيب الارناؤوط في تخريج المسند.
  7. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داوود، صفحة 8. بتصرّف.
  8. سراج الدين بن الملقّن، عجالة المحتاج إلى توجيه المنهاج، صفحة 1481. بتصرّف.
  9. عادل الأشول، علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة، صفحة 632. بتصرّف.
  10. عبد الرحمن عبد الخالق، الزواج في ظل الإسلام، صفحة 43. بتصرّف.
  11. سورة الروم، آية:21
  12. شمس الدين القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، صفحة 17. بتصرّف.
  13. عادل الأشول، علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة، صفحة 186.
  14. عادل الاشول، علم نفس النمو من الجنين إلى الشيخوخة، صفحة 187. بتصرّف.
5858 مشاهدة
للأعلى للسفل
×