محتويات
معجزات عيسى عليه السلام في سورة آل عمران
توضح سورة آل عمران معجزات عيسى -عليه السلام- في آيات كريمة؛ وذلك من الآية (45-49)، وفيما يأتي ذكر هذه المعجزات:
- قال -تعالى-: (إِذ قَالَتِ الملائكة يَمَريَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَة مِّنهُ اسمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابن مَريَمَ وَجِيها فِي الدُّنيَا وَالأخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ)[١]
"إنها بشارة كاملة وإفصاح عن الأمر كله، بشارة بكلمة من الله اسمه المسيح عيسى بن مريم، فالمسيح بدل من الكلمة في العبارة، وهو الكلمة في الحقيقة، كما أن هذه الكلمة وأمثالها من أمور الغيب؛ التي لا مجال لمعرفة كنهها على وجه التحديد، وربما كانت من الذي عناه الله -تبارك وتعالى- بقوله: (أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات)".[٢]
- قال -تعالى-: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي المهدِ وَكَهلا وَمِنَ الصَّلِحِينَ)[٣]
من معجزات عيسى -عليه السلام- أنه كلم الناس وهو في المهد أي طفلاً؛ والحكمة من هذه المعجزة تبرئة أمه مريم مما يتهمونها به، وليثبت صدق نبوته، "وأما قوله: وكهلاً، فإنه: وُمحتَنِكًا فوق الغُلومة، ودُون الشيخوخة، يقال منه: رجل كهل وامرأة كهلة"؛ أي أنه في مرحلة عمرية ما بين غلام وأقل من الشيخوخة.[٤]
- قال -تعالى-: (قَالَت رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَد وَلَم يَمسَسنِي بَشَر)[٥]
اصطفى الله -سبحانه وتعالى- مريم وأكرمها؛ ومن صور هذا التكريم أنه بعث لها جبريل يكلمها، وأوصاها أن تقرّ عينها فلا تحزن، والآية الكريمة تبين معجزة ولادته من غير أب.
- قال -تعالى-: (أَنِّي أَخلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيئةِ الطَّيرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيرَا بِإِذنِ اللَّهِ وَأُبرِئُ الۡأكمَهَ وَالأبرَصَ وَأُحيِ الموتَى بِإِذنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تأكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُم)[٦]
تبين هذه الآية عدداً من المعجزات التي اختصها الله بعيسى -عليه السلام-؛ وبيان ذلك فيما يأتي:
- يشكل طيراً من الطين وينفخ فيه؛ فيصبح مخلوقاً حياً بإذن الله وإرادته.
- يمسح على المريض فيشفى؛ وحدد نوعين من المرضى: الأكمة والأبرص؛ أي من يكون جلده فيه برصاً، وهذين المرضين لا دواء لهن، وقيل: "كمه يكمه كمهاً: فقد بصره، أو عمي، فهو أكمه، فالأكمه: من ولد أعمى أو من فقد بصره".[٧]
- إحياء الموتى بإذن الله -سبحانه وتعالى-.
- يتنبأ ما يدّخر الناس ببيوتهم، وما يأكلون.
التعريف بعيسى عليه السلام
النبي عيسى -عليه السلام- أمه مريم التي اصطفاها المولى وطهرها على نساء العالمين، وولد بلا أب، وهذه أُولى المعجزات التي حصلت له، بُعث لبني إسرائيل متّبعاً لشريعة موسى ومكملاً لها، قال -سبحانه وتعالى-: (وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ).[٨]
التعريف بالمعجزات
هي قدرات خارقة تجري على غير العادة، يهبها الله -عز وجل- لأنبيائه لإثبات صدق نبوتهم وصدق دعوتهم، وتقع بإذن الله ومشيئته وفق إرادته، وهذه المعجزات قد انتهى زمانها مع آخر نبي مرسل؛ أي معجزات محمد -صلى الله عليه وسلم-، والذي كانت معجزته العظيمة هي القرآن الكريم.[٩]
المراجع
- ↑ سورة آل عمران ، آية:45
- ↑ سيد قطب، في ظلال القرآن، صفحة 55.
- ↑ سورة آل عمران، آية:46
- ↑ الطبري، تفسير الطبري، صفحة 56.
- ↑ سورة آل عمران، آية:47
- ↑ سورة آل عمران ، آية:49
- ↑ حسن عز الدين بن حسين بن عبد الفتاح أحمد الجمل، معجم وتفسير لغوي لكلمات القرآن، صفحة 98.
- ↑ سورة آل عمران، آية:50
- ↑ [عبد الرزاق عفيفي]، فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي، صفحة 377. بتصرّف.