معلومات حول النجمة القطبية

كتابة:
معلومات حول النجمة القطبية

النجوم

تُعدّ النّجوم واحدة من أكثر الأجسام الفلكيّة انتشارًا ويُمكن تمييزها من قِبل المشاهد بسهولةٍ، كما أنّها تُمثّل معظم الوحدات البنائيّة الأساسيّة للمجرّات، ويُمكن استخدام أعمار النّجوم وتوزيعها ومكوّناتها لتحديد تاريخ وديناميّة وتطوّر المجرّات، كما تُعدّ النّجوم مسؤولةً عن إنتاج وتوزيع العناصر الثقيلة كالكربون والنتروجين والأكسجين، وتُشكّل الدراسات المسؤولة عن ولادة النّجوم وحياتها وموتها المجال البحثيّ الرئيس للدّراسات الفلكيّة، وهُناك العديد من أنواع النّجوم كالنجمة القطبية والشمس وغيرهما.[١]

النجمة القطبية

يُشير مفهوم النجمة القطبية أو النجم الشماليّ إلى أكثر أنواع النجوم سطوعًا، وتُوجد هذه النّجمة بالجزء الأقرب من القطب السماويّ في أي وقت من أوقات السنة، كما يُعدّ النّجم الشماليّ هو النّجم الأقرب إلى القطب الشماليّ منذ 2700 سنة قبل الميلاد، ويتميّز أيضًا بأنّه كان مهمًا تاريخيًا؛ حيث كان يُستخدم من قِبل الملاحين لتحديد خطوط العرض واتجاه الشمال والجنوب في نصف الكرة الأرضيّة الشماليّ؛ علمًا بأنّه لا يوجد نجمًا ساطعًا في القطب الجنوبيّ للكرة الأرضيّة.[٢]

كيفية العثور على النجمة القطبية

يقع بولاريس أو النّجم القطبيّ أو النّجم الشماليّ في مجموعة أورسا الصغرى النّجمية أو الدّب الأصغر؛ حيث تتكوّن هذه المجموعة من سبعة نجوم، ويقع النجم القطبيّ في نهاية مقبض المجموعة المتكوّنة من نجوم باهتة، وإنّ أفضل طريقة للعثور على النّجم الشماليّ هي عن طريق استخدام إبراة الميزان في تجويف نجم الدّبة ونجم القحافة الكبيرة؛ حيث يجب رسم خط بين هذين النّجمين ومدّه خمسة أضعاف، وفي النهاية سيصل الخط إلى النّجم القطبي.[٣]

استخدام النجمة القطبية لتحديد الاتجاهات

يختلف المكان الذي يُمكن مشاهدة النجم الشماليّ منه اعتمادًا على الارتفاع؛ حيث يُمكن مشاهدته في ولاية نيويورك الأمريكيّة على ارتفاع 41 درجة فوق الأفق الشماليّ والذي يتوافق مع ارتفاع الولاية، أمّا في القطب الشمالي فيوجد النّجم في سماء المنطقة عند خط الاستواء؛ حيث يُمكن رؤية موقعه في الأفق، وفي حالة الرغبة بالسفر إلى الشمال يُمكن استخدام النجم لتحديد المسار؛ حيث سيشعر المُشاهد بأنّ النجم يرتفع تدريجيًا إلى الأعلى كلّما اقترب من الشمال، ويختفي النجم في النهاية عند عبور خط الاستواء والاتجاه إلى النصف الجنوبيّ من الكرة الأرضيّة، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ النجم القطبي هو أكثر دقّة من أي بوصلة، حيث تخضع البوصلة لاختلاف بشكلٍ دوريٍّ ويُمكن أن تظهر للمستخدم اتجاه خطوط أقوى قوّة مغناطيسيّة لنقطةٍ معيّنةٍ ووقتٍ معيّن فقط، ويجب العلم أنّ النّجم الشماليّ لا يقع بالشمال بشكلٍ تامٍ؛ حيث يُفصل النّجم عن النقطة المحوريّة للقطب السماويّ الشماليّ بمقدار 0.7 درجة، وتتميّز النقطة المحوريّة بدوران النجوم حولها بشكلٍ يوميٍّ. [٣]

خصائص النجمة القطبية الفيزيائية

تعود أهميّة النجم الشماليّ إلى تعيين محور عليه بشكلٍ مباشرٍ، ويبقى في نفس المكان تقريبًا فوق الأفق الشماليّ في جميع أوقات السنة وتدور النّجوم حوله، وتتميّز النجمة القطبية ببعض الخصائص الفيزيائيّة ومنها ما يأتي:[٣]

  • يقع النّجم على بُعد 434 سنة ضوئيّة من الأرض.
  • يتميّز بسطوعه الذي يزيد عن سطوع الشمس التابعة لكوكب الأرض 4000 ضعف تقريبًا.
  • يتميّز بأنّه نجمًا نابضًا، ومتغيّر قيفاويّ؛ أي أنّه يظهر بأنّه يتغيّر سطوعه بشكلٍ قليلٍ أو بعشر قيمة سطوعه في إطار زمنيّ ينقسم إلى أربعة أيام.
  • يُمكن مشاهدة نجم صغير مُرافق للنجم القطبيّ يُسمّى بولاريس ب، ويسطع هذا النّجم بقوّة 9 بلونٍ خفيفٍ باهتٍ، وقد شُوهد لأوّل مرة من قِبل ويليام هيرشل في عام 1780م، ويعتقد العلماء أنّ المسافة الفاصلة بين النجم القطبي ومرافقه هي 2400 وحدة فلكيّة، أمّا الفترة المداريّة بينهما فقد تكون آلاف السنين.
  • تمكّن العلماء من اكتشاف نجم مرافق ثالث للنجمة القطبية في عام 1929 من خلال دراسة طيف النّجم، ويتميّز النجم الثالث بأنّه قزم أبيض يقع على بُعد 18.5 وحدة فلكيّة من بولاريس أ؛ أي كالمسافة التي تفصل ما بين كوكب أورانوس والشّمس الأرضيّة، ويؤثّر قربه الشديد من النجم القطبيّ في لمعانه؛ الأمر الذي يُفسّر عدم التمكّن من رؤيته لمدّة طويلة من الزّمن.

معلومات حول النجمة القطبية

يُمكن العثور على النجم القطبيّ في القطب الشماليّ في أي وقت من أوقات السنة دائمًا؛ حيث إنّه يُوجد فوق رأس المُشاهد بشكلٍ مباشرٍ في حالة تواجده في القطب الشماليّ، وتتجدد المعلومات الخاصّة بهذا النجم بشكلٍ دائمٍ، وما يأتي أحدث المعلومات والأخبار الخاصّة بالنجم الشماليّ:[٣]

  • يتّصف النّجم بأنّه متغيّر قيفاويّ؛ أي أنه يحتوي على دورة منتظمةٍ من الإشراق والإعتام كباقي النّجوم التي تنضم إلى هذا النّوع، إلّا أنّ النجم أصبح أكثر إشراقًا خلال العقديين الماضيين مقارنةً بالفترات السابقة ولا تزال الأسباب المُرتبطة بهذا الإشراق غير معروفة أو مفهومة جيدًا، وعلى الرّغم من أنّه لا يزال قاتمًا نسبيًا فقد قُدّر من قِبل مجموعةٍ من العلماء ابتداءً من عام 2014م بأنّه قد يكون أكثر إشراقًا في الوقت الحاليّ بمقدار 4.6 ضعف عمّا كان عليه في العصور القديمة.
  • بثّت وكالة ناسا الأمريكيّة للفضاء أغنية لفرقة أجنبيّة تُسمّى البيتلز عبر الكون لنجمة الشمال في عام 2008م؛ وذلك تكريمًا بالذّكرى السنويّة الخمسين لتأسيس الوكالة والذّكرى الخمسين لمُكتشف أول قمر صناعي أمريكي وهو قمر إكسبلورر 1 بالإضافة إلى الذّكرى السنويّة الخامسة والأربعين لشبكة ناسة لمراقبة الفضاء العميّق؛ وهي الشبكة التي تستقبل إشارات من مجسّات الفضاء العميق.

المراجع

  1. "Stars", science.nasa.gov, Retrieved 24-07-2019. Edited.
  2. "Polestar", www.britannica.com, Retrieved 24-07-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "The North Star: Polaris", www.space.com, Retrieved 24-07-2019. Edited.
3819 مشاهدة
للأعلى للسفل
×