محتويات
الإسلام الدين السماوي الخاتم
يُعدّ الدين الإسلاميُّ خاتم الأديان،[١] وقد جاء للناس عامّة، وممّا يدلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)،[٢] وقوله -تعالى-: (قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّـهِ إِلَيكُم جَميعًا الَّذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ)،[٣][٤] وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وأُرْسِلْتُ إلى الخَلْقِ كافَّةً).[٥][٦]
القرآن الكريم معجزة الإسلام الباقية
القرآن الكريم هو كلام الله -تعالى- الذي أنزله على رسوله محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد نُقل إلينا بالتواتر، وابتُدئ بسورة الفاتحة وخُتم بسورة الناس، كما أنَّ تلاوته وقراءته عبادة،[٧] وقد اهتمّ الإسلام بالمعجزات الحسِّيَّة المادية ولكن ليس بقدر اهتمامه بالمعجزات المعنوية، لا سيما القرآن الكريم الذي يُعدّ معجزة الإسلام الخالدة الباقية مهما تعاقبت الأيام والأزمان،[١] فقد تكفّل الله -تعالى- بحفظه من أن يمسّه تغيير أوتحريف لحرف من حروفه؛ وذلك حتى يُبقي حُجّته -تعالى- على الناس إلى يوم القيامة.[٨]
النبي محمد عليه الصلاة والسلام نبي الإسلام وخاتم النبيين
نبي الله محمد -عليه الصلاة والسلام- هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي، وأمّه آمنة بن وهب بن عبد مناف بن زهرة،[٩] وقد وُلد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاة والده عبد الله، وتكفّل جدّه عبد المطلب رعايته والعناية به،[١٠] ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو نبيُّ الإسلام وخاتم النبيين، فلا نبيَّ بعده، لذا فلا يُقبل إيمان من لا يؤمن بنبوته ورسالته، وهو إمام النبيّين، وصاحب الشفاعة، وهو أوّل من يدخل الجنة.[١١]
أركان الإيمان
الإيمان هو ما وقر في القلب من الاعتقاد بالله -تعالى- ورسوله وما جاء به الشرع اعتقاداً جازماً منافيا للشكّ والرِّيبة، ثمّ تطبيق هذا الاعتقاد بعمل الجوارح، ولا بدّ أن يكون هذا الاعتقاد في الأُمور الغيبية، سواء كانت ممّا يعَجز الإنسان عن إدراكه لكونه في علم الله -تعالى- فقط، أو كانت ممّا يتأتّى له معرفته بالخبر اليقين عن الله -تعالى- ورسوله.[١٢]
وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ الإيمان يقوم على أركانٍ ستة وهي: الإيمان بالله -تعالى-، وملائكته، وكتبه، ورسله، والقدر خيره وشره، واليوم الآخر،[١٣] وبيان بعض منها فيما يأتي:[١٤]
- الإيمان بالله -تعالى-: يُعدّ الإيمان بالله -تعالى- عمود الدين وأصله، فهو لا يتحقّق إلّا بتوحيد الله في ربوبيّته؛ فلا خالق ورازق سواه، وتوحيده في ألوهيته؛ فلا أحد مستحقٌّ للعبادة سواه، وتوحيده في أسمائه وصفاته دون تشبيه وتمثيل، وتعطيل، وتحريف.
- الإيمان بالملائكة: الملائكة من مخلوقات الله -تعالى-، وقد خُلقت من نور، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ)،[١٥] ولا يعلم أحد عددهم سوى الله -تعالى-.
- الإيمان بالكتب السماوية: الكتب السماوية هي كتب الله -تعالى- التي نزل بها جبريل -عليه السلام- على رسل الله، وقد سُمّي لنا بعضٌ منها؛ كالقرآن، والتوراة، والزبور، والإنجيل، وصحف إبراهيم وموسى، وبعضها الآخر لم يرد لنا.
- الإيمان بالرسل -عليهم السلام-: جميع رسل الله قد جاءوا بالدعوة إلى عبادة الله -تعالى- وتوحيده، قال الله -تعالى-: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)،[١٦] وينبغي على المؤمن الإيمان بجميع الأنبياء -عليهم السلام-.
- الإيمان باليوم الآخر: ويعني التصديق بكلّ ما جاء به الله ورسوله من الأخبار الغيبية المتعلقة بذلك اليوم، كالموت، وعلامات الساعة، والبعث، والحساب، والصراط، والجنة، والنار، وغير ذلك.[١٧]
- الإيمان بالقضاء والقدر: وهو التصديق بأنّ كلّ شيء بمشيئة الله -تعالى- ورضاه وتقديره، قال -تعالى-: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)[١٨][١٩]
أركان الإسلام
الإسلام هو خضوع العبد لله -تعالى- واستسلامه لأحكامه،[٢٠] ويقوم الإسلام على خمسة أركان وهي: شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجّ بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا،[٢١] وبيان بعض منها فيما يأتي:[٢٢]
- الشهادتان: بأن يعتقد الإنسان أن الله تعالى هو المستحق للعبادة وحده، وأن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- رسوله الذي أرسله للناس كافة، فيؤمن برسالته وما أُنزل عليه من القرآن.
- الصلاة: وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، ومكانتها عظيمة في الإسلام، وهي خمس صلوات مفروضة واجبة على كلّ مسلمٍ مكلّف.
- إيتاء الزكاة: تعدّ الزكاة ثالث أركان الإسلام، وقد قرنها الله -تعالى- بالصلاة لبيان فضلها ومكانتها في الإسلام، حيث قال -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ).[٢٣]
- الصيام: وهو الركن الرابع من أركان الإسلام، حيث فرض الله -سبحانه- على المسلمين صيام شهر رمضان المبارك، ويكون بالإمساك عن جميع المفطّرات من الفجر إلى المغرب.
- حجّ بيت الله: يعدّ الحجّ خامس أركان الإسلام، وفيه يجتمع المسلمون على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وألوانهم، ممّا يؤدي بدوره إلى تجديد الروابط ومبادلة المصالح والمنافع فيما بينهم.[٢٤]
المراجع
- ^ أ ب محمد غازي، ابراهيم أحمد، أحمد عبد الوهاب (1413)، مناظرة بين الإسلام والنصرانية (الطبعة 2)، الرياض:الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 328. بتصرّف.
- ↑ سورة سبأ، آية:28
- ↑ سورة الأعراف، آية:158
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام، صفحة 123. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:523 ، صحيح.
- ↑ محمد غازي، ابراهيم أحمد، أحمد عبد الوهاب (1413)، مناظرة بين الإسلام والنصرانية (الطبعة 2)، الرياض:الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 303. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ أحمد الزيات، مجلة الرسالة، صفحة 48. بتصرّف.
- ↑ محمد الحمد، الطريق إلى الإسلام (الطبعة 2)، الرياض:دار بن خزيمة، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ محمد المنصورفوري، رحمة للعالمين (الطبعة 1)، الرياض:دار السلام ، صفحة 34. بتصرّف.
- ↑ موفق ابن قدامة (1420)، لمعة الاعتقاد (الطبعة 2)، الرياض: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 35. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، العقيدة، صفحة 25-26. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الفايز (1423)، الأحكام الملمة على الدروس المهمة لعامة الأمة، الرياض:وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح الأربعين النووية، صفحة 1-6. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2996 ، صحيح.
- ↑ سورة الأنبياء، آية:25
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 221. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية:2
- ↑ علي محمد الصلابي، الإيمان بالقدر، صفحة 17-21. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 337. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز الفايز (1423)، الأحكام الملمة على الدروس المهمة لعامة الأمة، الرياض: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، صفحة 34. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الخياط (1413)، ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه (الطبعة 3)، السعودية:الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:43
- ↑ عبد الله الخياط (1413)، ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه (الطبعة 3)، السعودية:الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 89. بتصرّف.