محتويات
تشريح العمود الفقري
قبل الحديث عن أورام العمود الفقري الحميدة لا بدَّ من ذكر نقاطٍ مهمةٍ في تشريح العمود الفقري، حيث يتكون من عظام مسطحة هي الفقرات الرقبية والصدرية والقطنية والعجزية والعصعصية، وتشكل هذه الفقرات قناةً تضمُّ داخلها النخاع الشوكي هي القناة الشوكية، ويشكل النخاع الشوكي مركزًا وطريقًا عصبيًا حسيًا وحركيًا، وتخرج منه أعصاب حركية تُعصب العضلات الإرادية وتدخل إليه أعصاب حسية تنقل أحاسيس الجسم من حس لمسٍ وضغطٍ وحرارةٍ واهتزازٍ إلى المراكز العصبية الأعلى، ويحيط بالنخاع الشوكي ما يعرف بأغشية السحايا المتكونة من الأم الجافية والغشاء العنكبوتي والأم الحنون.
أورام العمود الفقري الحميدة
تتطور أورام العمود الفقري الحميدة داخل القناة الشوكية التي تحتوي على النخاع الشوكي أو داخل عظام العمود الفقري، ويسمى الورم الذي يتطور من النخاع الشوكي أو من الغشاء الذي يغلفه بالورم داخل الجافية، أمَّا الورم الذي ينمو على حساب عظام العمود الفقري فيسمى بالورم الفقري، ومن الأورام داخل الجافية التي تنشأ من النخاع الشوكي الأورام الدبقية، الأورام النجمية وورم البطانة العصبية.[١]
الأورام النجمية
تنمو هذه الأورام من خلايا على شكل نجمةٍ تُسمى الخلايا النجمية في الدماغ والحبل الشوكي، وهي تنتمي إلى مجموعة الأورام الدبقية، وتنمو هذه الأخيرة من الخلايا الدبقية التي تدعم وتحمي الألياف العصبية، وفي حين أنَّ بعض الأورام النجمية تنمو ببطءٍ شديدٍ، فإنَّ أخرى تنمو بسرعةٍ أكبرَ، وعندما يضغط الورم على أعصاب العمود الفقري فقد يتسبب ذلك في أعراض مثل ضعف الذراعين أو الساقين أو صعوبة المشي أو مشاكل في التحكم بالتبول والتغوط، وتعتمد هذه الأعراض على مكان الورم وحجمه.[٢]
ورم البطانة العصبية
يشكل هذا الورم أحد أنواع الأورام الدبقية، وهي عادةً ما تنمو ببطءٍ من منتصف النخاع الشوكي باتجاه الأسفل ونادرًا ما تنتشر إلى أعضاء أخرى، وقد تحتوي على سائلٍ بداخلها، ولها عدةُ أنواع؛ فبعضُها ينمو في الدماغ وآخر في النخاع الشوكي، وهناك ورم البطانة العصبية المخاطي الحليمي وهو نوع نادر ينمو في الجزء السفلي من النخاع الشوكي، وبالنسبة للأعراض فهذا يعتمد على حجم الورم ومكانه، ويمكن أن تشمل الأعراض على الغثيان، التقيؤ، الصداع، التنميل واضطرابات في التبول والتغوط، ويتمُّ علاجها بالجراحة ثمَّ بالإشعاع.[٢]
أمَّا بالنسبة للأورام خارج الجافية فهي تنشأ إمَّا من الأم الجافية المحيطة بالنخاع أو من الجذور العصبية الناشئة منه، ومن الأمثلة عليها الأورام السحائية، الورم الليفي العصبي وأورام غمد شوان.[١]
الأورام السحائية
تشكل حوالي 25 ٪ من أورام النخاع الشوكي، وهي أكثر شيوعًا بين النساء من الرجال، وعادةً ما تبدأ في منتصف العمر أو لاحقًا، وهي تنشأ من السحايا، وعادةً ما تكون غير سرطانية، ولكن في حال كانت سرطانية فمن الممكن أن تنتشر، وغالبًا ما تحدث هذه الأورام في العمود الفقري في منتصف الظهر، وعندما تضغط على الأعصاب فإنَّها قد تسبب أعراضًا مثل الألم أو الضعف أو التنميل في الذراعين أو الساقين، وقد يحدث اضطراب في السيطرة على التبول والتغوط، وقد تزداد هذه الأعراض سوءًا مع نمو الورم.[٢]
الأورام الليفية العصبية
تنشأ هذه الأورام من الأعصاب الشوكية، وهي أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من حالة تسمى الورام العصبي الليفي نمط ١ أو NF1، ويتسبب هذا الأخير في نمو مجموعات من الأورام حول الجسم تكون عادةً على الجلد أو تحته، وهي ليست سرطانية، وبشكل عام ينمو الورم العصبي الليفي ببطء، ومعظم الناس لا يشكون من أعراض، لكن في حالاتٍ نادرةٍ قد يحدث ألم أو ضعف أو تنميل في الذراع أو الساق.[٢]
أورام غمد شوان
تنشأ هذه الأورام من خلايا شوان التي تشكل غمد النخاعين الذي يغلف الأعصاب ويحميها، وتزداد احتمالية الإصابة بهذا النوع من الأورام في حال إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان في العمود الفقري أو في حال إصابة الشخص بالورام الليفي العصبي نمط ٢ أو NF2 ، وهذه الأورام تقريبًا غير سرطانية، ومع ذلك فقد تنمو وتضغط على النخاع الشوكي، ممَّا ينجم عنه تخرب في الأعصاب وحدوث ألم وتنميل وضعف في الأطراف.[٢]
أعراض أورام العمود الفقري الحميدة
تسبب أورام العمود الفقري الحميدة علاماتٍ وأعراضًا مختلفةً، خاصةً مع نمو الأورام، وقد تؤثر هذه الأورام على النخاع الشوكي أو جذور الأعصاب أو الأوعية الدموية أو عظام العمود الفقري، وتشمل على:[١]
- ألم في موقع الورم بسبب نموه.
- ألم في الظهر، يسوء ليلًا وفي حال عدم العلاج، وينتشر في كثير من الأحيان إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، وهو من الأعراض الباكرة.
- قد ينخفض الإحساس بالألم والحرارة والبرودة.
- اضطرابات في وظائف الأمعاء والمثانة وفي الحالات الشديدة يحدث قصور تام فيها.
- صعوبة في المشي، تؤدي في بعض الأحيان إلى السقوط.
- فقدان الإحساس أو أسباب-الصداع-المتكرر/، وخاصةً في الذراعين والساقين.
تشخيص أورام العمود الفقري الحميدة
تتجلى الخطوة الأولى في تشخيص أورام العمود الفقري الحميدة بالقصة المرضية والفحص السريري، ثمَّ يأتي بعد ذلك دور الاستقصاءات الأخرى وأهمُّها في هذه الحالة هي الاستقصاءات الشعاعية وتشمل على:[٣]
- التصوير الشعاعي البسيط.
- التصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي.
- تصوير القناة الشوكية الظليل.
- التصوير الطبقي بالإصدار البوزيتروني.
- وأحيانا قد يتطلب الأمر أخذ خزعة لتحديد نوع الورم بدقةٍ، إمَّا بعملٍ جراحيّ أو بوساطة إبرة خازعة.
علاج أورام العمود الفقري الحميدة
يعتمد العلاج على نوع الورم وحجمه وضغطه على البنى المجاورة الحساسة ولا سيما النخاع الشوكي والأوعية الدموية، ويشمل التدبير على الجراحة سواء الاستئصال الكامل أو الجزئي، العلاج الكيمياوي والشعاعي بما في ذلك التطورات الجديدة في مجال الأشعة العلاجية مثل العلاج بالبروتونات المستهدفة، وتستخدم الستيروئيدات لتخفيف التورم المرافق للأورام والألم الناجم عن الورم، وأخيرًا قد لا تحتاج بعض أورام وكيسات العمود الفقري الحميدة إلى علاج إذا لم تسبب أية أعراضٍ.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت "Spinal cord tumor", www.mayoclinic.org,1-5-2019، Retrieved 1-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "What Are the Types of Spinal Cord Tumors?", www.webmd.com,1-5-2019، Retrieved 1-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Spinal Cancer and Spinal Tumors", www.hopkinsmedicine.org,1-5-2019، Retrieved 1-5-2109. Edited.