الطب
كان الاعتقاد القديم أن المرض يحدث لأسباب متعلقة بالشياطين والسحر، وكان العلاج بالسحر والشعوذة أو الأعشاب الطّبية هو العلاج المتعارف عليه، ظهر بعد ذلك مفهوم البيمارستان وهي كلمة فارسية تعني "محل المريض"، ويقوم على أسس معرفية علمية لا علاقة لها بالسحر، وكان بيمارستان دمشق أول مستشفى، بينما كانت الدول الأوروبية تعتمد العلاج الروحاني وكان الطب فيها أسير المعابد والكنائس، وقد تطور في العصر الحديث، حيث يُعنى بالطّب في هذا العصر عناية كبيرة كونه من أساسيات الحياة، وأصبح لكل مرض دواء وشفاء، وأدخلت العديد من التقنيات الحديثة المستخدمة في التّشخيص والعلاج، وأصبح الطّب يدرس في الجامعات، وفي هذا المقال سيقدم معلومات عن أول طبيب في العالم.[١].
أول طبيب في العالم
ويعود الطب القديم إلى إمنحوتب وهو من الأسرة الثالثة، إذ يعد إمحوتب أول طبيب ومؤسس علم الطلب، ومعنى اسمه في اللغة الفرعونية "الذي جاء في سلام"، وهو شخصية مصرية قديمة، ويُعرف عنه أيضًا أنه أول مهندس معماري في التاريخ، حيث قام ببناء هرم سقارة المدرج الشهير للفرعون زوسر في القرن الثلاثين قبل الميلاد، اشتهر إمحوتب بالمعرفة والحكمة وكان أيضًا فيزيائيًا عظيمًا، ، وبعد أن قدم العديد من الإنجازات في عهد البطالمة أصبح إله الطب، وله في الطّب مؤلفات عديدة ومخطوطات، وأقيمت له مزارات ومعابد منها معبد في سقارة ، وقد كان إمحوتب يستخرج العقاقير من خلاصة النباتات وعُثر له على مخطوطات تحتوى على مشاهداته في التشريح، ووجد فيها معلومات عن الأعراض وطرق علاج بعض الأمراض باستخدام العقاقير، وبعد وفاته تم منحه لقب آلهة الشفاء فقد كان مرجعًا في أي مرض وأي معضلة تمكن من تشخيص الحالات المختلفة وإيجاد العلاج المناسب لها وهو ما ظهر جليًا في العديد من المخطوطات القديمة[٢].
إنجازات امحوتب
كان إمحوتب الذي عُرف بأنه أول طبيب في العالم أيضًا أحد المستشارين المقربين إلى الملك زوسر، وواحد من المستشارين السياسيين وأصبح قبل وفاته بمقام نصف إله، وكان له أثر كبير في تطوير العمارة الفرعونية، كان الناس يقصدونه للشفاء من الأمراض وكان على علم ومعرفة ودراية بالأمراض والأعراض وطريقة العلاج المثلى لكل مرض، وكان على دراية بفن التحنيط وعلوم التشريح، وقد كانت العقاقير من أهم اختراعاته الطبية، وله العديد من المخطوطات التي توضح مشاهدات في التشريح ومعلومات طبية عن أعراض الأمراض، والكسور وطرق للعلاج منها، كما أنه أسس مدرسة لتعليم الطب في مصر داخل مدينة ممفس، والتي أصبحت بعد موته مكان لعبادة إمحوتب الذي أصبح بعد وفاته بمركز إله الشفاء، هناك العديد من المخطوطات والتماثيل التي تقدم معلومات عن أول طبيب في العالم والموجودة حاليًا في متحف الوفر وغيره من المتاحف حول العالم، ولا تتواجد معلومات كافية حول ظهوره وحياته الشّخصية أو وفاته[٣].