معلومات عن الأشهر القمرية

كتابة:
معلومات عن الأشهر القمرية

أسبقية التقويم القمري

يبدأ التّقويم الشمسي بميلاد المسيح -عليه السلام- أما بداية التقويم القمري فمن الهجرة النبوية، ولا شكّ في كون ميلاد المسيح سابق للهجرة، إلا أنه من الحقائق التي يجهلها الكثيرون هو أن وضع التقويم القمري وبَدْء العمل به مُتقدم وسابق للتقويم الشمسي، حيث تمّ الاتفاق على أن وضع التقويم القمري وابتداء العمل به لم يتأخر عن وفاة عمر بن الخطاب والتي كانت في القرن السادس الميلادي بينما وضع التقويم الشمسي كان في القرن العاشر الميلادي، أي أن التقويم القمري سابق تاريخيًّا للتقويم الشمسي بما يقارب أربعة قرون، وإن كان التقويم الشمسي قد اعتمد حدثًا تاريخيًّا سابقًا للحدث التاريخي الذي اُتُخذَ بدايةً للتقويم القمري، وسيتحدث هذا المقال عن الأشهر القمرية وبعض الموضوعات المتعلقة بها.[١]

الأشهر القمرية في الجاهلية

مرّت أسماء الشهور القمرية بعدّة مراحل وتطورات فقد كانت تُسمى في العصر الجاهلي بأسماء مختلفة عن أسمائها في الإسلام، ولكن عدد الشهور لم يختلف بين الجاهلية والإسلام وهي اثنا عشر شهرًا وأسماؤها هي: "المؤتمر" و"ناجر" و"خَوَّان أو خُوَّان" و"بْصَان أو وَبْصَان" و"الحَنين" و"رُنَّى أو رُبَّى" و"الأَصَمُّ" و"عاذِل" و"ناتق" و"وَعِلو" و"وَرْنَة أو هُوَاع" و"بُرَك"، هذه أسماء الشهور القمرية في الجاهلية مرتبّة من الشهر الأول إلى الشهر الأخير، ولكن لم يحصل اتفاق على هذه الأسماء فقد نازع بعضهم فيها وقيل بأنه قد لحقها بعض التغيير والتحريف.[٢]

كما أن أسماء الشهور القمرية في لغة العرب العاربة مختلفة عمّا هي عليه في لغة العرب المستعربة، وأسماؤها هي: "موجب" و"موجز" و"مورد" و"ملزج" و"مصدر" و"هوبر" و"مويل" و"موهب" و"ذيمر" و"جيفل" و"ملحس" و"مسبل "، وقد وردت أسماء أخرى للشهور القمرية مختلفة عمّا تمّ ذكره وعمّا استقرت عليه في الإسلام.[٢]

الأشهر القمرية في الإسلام

قال تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ}،[٣] ذكرت الآية الكريمة عدد الشهور كما ذُكر في القرآن الكريم أسماء بعض الشهور القمرية مثل شهر رمضان، أما تسمية الشهور القمرية بأسمائها التي عرفها المسلمون الأوائل وما زالت معروفة إلى هذا اليوم فقد قيل أنه قد اُصطُلح عليها في القرن الخامس الميلادي ويُروى أن كعب بن مُرّة الجد الخامس للرسول محمد هو واضع أسماء هذه الشهور.[٢]

يبدأ العام القمري بشهر المحرّم أما الشهور التالية له فهي: "صفر"، "ربيع الأول"، "ربيع الآخِر"، "جُمادى الأولى"، "جُمادى الآخِرة" "رجب"، "شعبان"، "رمضان"، "شوّال"، "ذو القعدة"، "ذو الحجة"، ومن الملاحظ أن الابتداء بشهر المحرّم كان جريًا على عادة العرب في الجاهلية بابتداء العام بهذا الشهر وإلا فإن الهجرة النبوية كانت في ربيع الأول ولم تكن في المحرّم.[٤]

يعتمد حساب الشهور القمرية في الإسلام على رؤية القمر حيث قال -صلى الله عليه وسلم- في هلال رمضان: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ"،[٥] وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الشهور القمرية التي ارتبطت بأركان إسلامية عظيمة كالصيام في شهر رمضان والحج في شهر الحج، بالإضافة إلى ارتباطها بالكثير من المعاملات والحقوق مثل عدّة الوفاة ومدّة أجل الدَين ولزوم سداده.[٦]

أسباب تسمية الأشهر القمرية

الأشهر القمرية هي شهور اُستعمِلت قبل الإسلام واستمر المسلمون على نهج أسلافهم من العرب فيما يتعلق بعدّة أمور مرتبطة بهذه الشهور كأسمائها وترتيبها، كما وردت بعض الروايات العربية التي تُبيّن وتوضّح سبب اختيار أسماء الأشهر القمرية، وفيما يأتي بيان لهذه الأسباب:[٢]

  • المحرّم: السبب في تسميته هو تحريم القتال في هذا الشهر.
  • صفر: ورد في سبب تسميته قولان، أحدهما أن العرب كانوا يغزون أماكن تسمّى الصَفريَّة ويجلبون الطعام منها، أما القول الثاني فهو أن أراضي العرب كانت تخلو من اللبن في شهر صفر.
  • ربيع الأول والآخر: يقيم القوم في أراضيهم في هذين الشهرين، فالربيه مأخوذ من الارتباع وهو الإقامة.
  • جُمادى الأولى والآخرة: يجمد الماء في هذين الشهرين مما كان سببًا في تسميتهما.
  • رجب: من الترجيب وهو تعظيم الآلهة والذبح لها.
  • شعبان: تتشعّب القبائل في هذا الشهر وتعتزل بعضها فسمّي بشعبان.
  • رمضان: يشتد الحر في شهر رمضان وتزداد حرارة الشمس فسمّي برمضان كناية عن الحر الشديد.
  • شوّال: ورد في سبب تسميته قولان وهما، أن الإبل ترفع أذنابها في هذا الشهر عند عملية التزاوج والتلقيح، أو لأن اللبن يقل ويشول في شهر شوّال.
  • ذو القعدة: يقعد العرب عن أعمالهم في هذا الشهر فسمّي بذي القعدة.
  • ذو الحجة: كناية عن أداء مناسك الحج في هذا الشهر.

مزايا الأشهر القمرية

الأشهر القمرية كما هو معلوم ليست مرتبطة بفصل معيّن من فصول السنة، إنما تدور وتتعاقب على كافة أيام السنة وفصولها، وما تمّ بيانه من معاني أسمائها راجع إلى الفترة الزمنية التي تمّ فيها وضع أسماء هذه الشهور، فرمضان مثلًا يأتي في الصيف والشتاء ولا يرتبط بشدّة الحر كما هو ظاهر من اسمه، وللأشهر القمرية مزايا أخرى فيما يأتي بعضٌ منها:[٤]

  • من فوائد تقلّب شهور السنة الهجرية في جميع الفصول والأوقات إعمار جميع فترات العام بالطاعات مثل الحج والصيام، ومجيء الأعياد والمناسبات الدينية في الصيف والشتاء.[١]
  • نصّ بعض العلماء على وجوب الالتزام بالتاريخ والأشهر القمرية ومنهم الفخر الرازي حيث قال في تفسيره: "قال أهل العلم: الواجب على المسلمين بحكم هذه الآية أن يعتبروا في بيوعهم، ومُدَدِ ديونهم، وأحوالِ زكواتهم، وسائرِ أحكامهم السنةَ العربيةَ بالأهلّة، ولا يجوز لهم اعتبار السنة العجمية والروميّة".[٦]
  • اليوم في الأشهر الهجرية يبدأ بالليلة بخلاف باقي الأشهر والتقاويم الأخرى التي يبدأ فيها اليوم بالنهار، والسبب في ذلك اعتماد الشهور القمرية على أحوال القمر بينما تعتمد الشهور الأخرى على أحوال الشمس، كما أن السنة القمرية تساوي 354 يومًا والشهر القمري قد يأتي 29 أو 30 يومًا.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب "فضل التوقيت الهجري وخواطر الميلاد والأعياد!"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "الشهور العربية قبل الإسلام .. أسماؤها ومعانيها"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية: 36.
  4. ^ أ ب "معاني الأشهر الهجرية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1909، صحيح.
  6. ^ أ ب "قصة التاريخ الهجري"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  7. "قصة التاريخ الهجري"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
5596 مشاهدة
للأعلى للسفل
×