محتويات
البحر الأحمر
يمثل البحر الأحمر مدخل مياه البحر للمحيط الهندي، حيث يقع هذا البحر بين قارتي أفريقيا وآسيا ويتصل بالمحيط من جهة الجنوب عن طريق مضيق باب المندب وخليج عدن، أما في الجهات الشمالية للبحر فتوجد شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة، وتبلغ المساحة الإجمالية للبحر الأحمر حوالي 438 ألف كيلومتر مربع، بينما يبلغ طوله حوالي 2250 كم، كما ويبلغ عرضه عند أوسع نقطة حوالي 355 كم، بينما يصل أقصى عمق له حوالي 3040 مترًا ويصل عمقه في المتوسط إلى 490 مترًا، ومع ذلك توجد ضمن منطقة البحر مساحات ضحلة واسعة النطاق وهي مشهورة بحياتها البحرية وشعابها المرجانية، كما يعد البحر الأحمر موطنًا لأكثر من ألف نوع من اللافقاريات و200 نوعًا من الشعاب المرجانية.[١]
تسمية البحر الأحمر
يعد سبب تسمية البحر الأحمر بهذا الاسم موضع نقاش وخلاف بين الخبراء من جميع أنحاء العالم؛ حيث تقول إحدى النظريات الشائعة بين الخبراء المعاصرين أن كلمة أحمر تشير إلى لون الاتجاه الجنوبي في البوصلة وتدعم هذه النظرية حقيقة أن اسم البحر الأسود يشير إلى لون اتجاه الشمال في البوصلة، ويأتي جوهر هذه النظرية من الطريقة التي تبادلت بها بعض اللغات الآسيوية الاتجاهات الأساسية مع الألوان، وبصرف النظر عن البحرين الأحمر والأسود يوجد هناك بحران آخران يحملان أسماء الألوان وهما البحر الأبيض والبحر الأصفر، بينما تشير فرضية شائعة أخرى إلى أن اسم البحر تم اشتقاقه من لون الماء البني المحمر الذي ينتج عن التريثوديسيوم إريثريوم وهي بكتيريا حمراء اللون تزهر موسمياً، كما تشير فرضية ثالثة إلى أن تسمية البحر الأحمر جاءت بسبب قربه من صحراء داشريت والتي تعني "الأرض الحمراء".[٢]
مناخ منطقة البحر الأحمر
تتلقى منطقة البحر الأحمر كمية قليلة جدًا من الأمطار بشكل عام، ويشجع مناخ المنطقة على ممارسة النشاط في الهواء الطلق على الشواطيء خلال فصول الخريف والشتاء والربيع باستثناء الأيام التي تهب بها العواصف والرياح، وتتراوح درجات الحرارة في منطقة البحر خلال تلك الفصول بين 8 و28 درجة مئوية، ومع ذلك فإن درجات الحرارة ترتفع في فصل الصيف إلى أعلى من ذلك بكثير حيث يمكن أن تصل إلى 40 درجة مئوية مع ارتفاع واضح في الرطوبة النسبية، وتسود الرياح الشمالية والشمالية الغربية في تلك المناطق وأشهرها الرياح المصرية التي تهب بقوة خلال أشهر الشتاء وعادةً ما تكون مصحوبة بالضباب والغبار والأتربة، وخلال الأشهر من يونيو إلى أغسطس تهب الرياح الشمالية الغربية القوية من جهة الشمال وتمتد أحيانًا إلى الجنوب حتى مضيق باب المندب.[٣]
التنوع الحيوي في البحر الأحمر
يعد البحر الأحمر نظام بيئي غني ومتنوع يزغر بالآف الكائنات البحرية، حيث تم رصد أكثر من 1200 نوع من الأسماك تمثل حوالي 10٪ منها أسماك نادرة لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر، وتشتمل كائنات هذا البحر أيضًا على 42 نوعًا من أسماك المياه العميقة، ويرجع سبب التنوع الكبير للكائنات البحرية في البحر إلى تواجد الشعاب المرجانية التي تمتد على مساحة ألفي كيلومتر على طول سواحله وتتراوح أعمار هذه الشعاب بين 5000 و7000 سنة، حيث يحتوي البحر على العديد من أنواع الشعاب المرجانية التي تشكل في بعض الأحيان الجزر المرجانية، حيث تتحدى تكوينات الشعاب المرجانية غير المعتادة الموجودة في البحر تصنيفات الشعب المرجانية الكلاسيكية، ويعزى السبب وراء ذلك إلى المستويات العالية للنشاطات التكتونية التي تميز المنطقة، وتحمي القوانين واللوائح التي تحكم هذا المجال في المنطقة الحياة البحرية المحلية، والتي أصبحت مركز جذب كبير للسياح وهواة الغوص.[١]
السياحة في البحر الأحمر
أصبح البحر الأحمر منذ الخمسينيات وجهة سياحية مميزة للغوص؛ حيث يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم، وتضم المنتجعات السياحية الشهيرة على سواحل البحر منتجعات مثل الجونة والغردقة وسفاجا ومرسى علم وشرم الشيخ ودهب وطابا على الجانب المصري، وكذلك منطقة العقبة في الأردن ومنطقة إيلات في إسرائيل، وقد تم إغلاق شاطئ شرم الشيخ السياحي أمام السباحين في عام 2010 بسبب تكرر هجمات أسماك القرش الخطيرة، حيث اقترح العلماء العديد من الأسباب المحتملة وراء هذه الهجمات بما في ذلك الصيد الجائر الذي يتسبب في اصطياد أسماك القرش الكبيرة بالقرب من الشاطئ، بالإضافة إلى السفن التي ترمي الماشية الميتة في البحر، كما تساهم عدد من العوامل مثل ضيق البحر وعمقه الكبير في تشكيل جغرافيا مناسبة تمكن أسماك القرش في المياه العميقة أن تتجول في مئات الأمتار من مياه البحر، ومع ذلك فهي تتواجد في العادة في أماكن بعيدة عن مناطق السباحة.[١]
الموارد الطبيعية في البحر الأحمر
يوجد في منطقة البحر الأحمر خمسة أنواع رئيسة من الموارد المعدنية والتي تتضمن الرواسب البترولية ورواسب التبخر مثل الهاليت والجبس والدولوميت، بالإضافة إلى وجود كميات من عناصر الكبريت والفوسفات، ويتم استغلال ثروات النفط والغاز الطبيعي بدرجات متفاوتة من قبل الدول المجاورة للبحر الاحمر،ومن الجدير بالذكر أن معظم هذه الثروات البترولية تقع في مصر عند نقطة التقاء خليج السويس والبحر الأحمر،كما تم استخراج عنصر الكبريت على نطاق واسع منذ بدايات القرن العشرين، كما تتواجد خامات الفوسفات على جانبي البحر لكن درجة نقاوة الخام فيها منخفضة للغاية بحيث لا يمكن استغلالها بواسطة التقنيات الموجودة، بينما لم يتم استغلال أي من خامات المعادن الثقيلة الموجودة في البحر على الرغم من وجودها بكميات ذات قيمة اقتصادية مرتفعة، حيث كشف تحليل متوسط الرواسب عن وجود عنصر الحديد بنسبة 29 بالمائة وعنصر الزنك بنسبة 3.4 في المئة وعنصر النحاس بنسبة 1.3 في المئة.[٣]