محتويات
ما هو التقويم الهجري؟
إن التقويم المعتمد في الإسلام هو التقويم الهجري، وما هو التقويم الهجري وكيف يتم حسابه؟ وما الفرق بينه وبين التقويم الميلادي؟ ومن هو الشخص الذي وضع التاريخ الهجري؟
يُعرّف التقويم الهجري بالتقويم القمري؛ لأنه يعتمد على دوران القمر حول الأرض، فالتقويم الهجري يُتّخذ من رؤية الهلال، وتكون الرؤية بعد أن تغرب الشمس بداية للشهر الهجري فى اليوم التالي للرؤية، وتكون بداية اليوم في التقويم الهجري عند غروب الشمس، وينتهي بالغروب الذي يليه.[١]
وعدد أيام الشهر الهجري 29 أو 30 يوماً، وكل 12 شهراً يساوي عاماً هجرياً كاملاً، وكانت بداية إحصاء التاريخ الهجري منذ أول المحرم للسنة التي هاجر فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المشرفة إلى المدينة المنورة.[١]
من وضع التقويم الهجري؟
إن سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو من وضع التقويم الهجري، حيث كان العرب قبل الإسلام وحتى بعده يقومون بالتأريخ بأبرز الأحداث؛ كتاريخ بناء الكعبة، وعام الفيل، وحرب الفجار، وغيرها من الأحداث، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جاءه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-، وشكا له بأنّ الكتب تأتيه منه وليس لها تاريخ، فجمع الصحابة وشاورهم، واقترحوا عليه الهجرة النبوية وميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- و البعثة، وبعد المشاورة أقرّوا اعتماد الهجرة النبوية مرجعاً للتاريخ، وبهذا تأسّس التقويم الهجري.[٢]
أشهر التقويم الهجري
أشهر التقويم الهجري اثنا عشر شهرًا، وهذا التقويم يُعد تقويمًا ربانيًّا سماويًّا، حيث بيّن الله -جلّ وعلا- أنّ الأشهر عنده اثنا عشر شهرًا منها أربعة أشهرٍ حُرُم، وذلك في قوله -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)،[٣] وهذه الأشهر هي:[٤]
- المحرم.
- صفر.
- ربيع الأول.
- ربيع الآخر.
- جمادى الأولى.
- جمادى الآخرة.
- رجب.
- شعبان.
- رمضان.
- شوال.
- ذو القعدة.
- ذو الحجة.
الأشهر الحُرُم في التقويم الهجري
سُمّيت الأشهر الحرم بهذا الاسم؛ لأن الله -عز وجل- حرّم فيها القتال، وقد كان العرب في الجاهلية يحرّمون القتال فيها، وهذه الأشهر الحرم تُمثل ثلث السَّنة، وهي على الترتيب:[٥]
- شهر ذو القعدة.
- شهر ذو الحجة.
- شهر محرم.
- شهر رجب.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ وذُو الحِجَّةِ والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ، الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ).[٦]
أهمية التقويم الهجري للمسلمين
إن للتقويم الهجري أهمية كبيرة في حياة المسلم، حيث إن المسلمين يعتمدون في تحديد أعيادهم على التقويم الهجري، كما أنّ للأشهر القمرية علاقةً مباشرةً بأركان الإسلام، حيث إنّ ركنين منها يعتمدان على تحديد التاريخ بحسب التقويم الهجري، ومن الأمور التي ترتبط بالتقويم الهجري في حياة المسلمين ما يأتي:[٧]
- صيام رمضان: والذي يبدأ برؤية هلال شهر رمضان وينتهي برؤية هلال شهر شوال.
- الحج: حيث تبدأ مناسك الحج مع بداية شهر ذي الحجة وتنتهي في العاشر منه.
- الحول في الزكاة: فقد حدّد أهل العلم أنّ الحول هو سنة قمريةٌ كاملة.
- عدّة من مات زوجها: حيث تم تحديد عدّة الأرملة بأربعة شهورٍ قمرية وعشرة أيام.
- أعياد المسلمين: حيث يكون عيد الفطر في اليوم الأول من شهر شوال، وعيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة.
- تحديد أقل مدة للحمل: وهي 6 أشهر قمرية، وقد اتفق على ذلك الفقهاء، قال -تعالى-: (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)،[٨] وقال -تعالى-: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ)،[٩] فيكون مجموع شهور الحمل 6 أشهر بعد طرح 24 شهراً للرضاعة.
ما أوجه الشبه والاختلاف بين التقويم الهجري والميلادي؟
يعرّف التقويم في علم الفلك بأنه حساب الزمن بالسنين، والشهور، والأيام، وهذا هو وجه الشبه بين التقويم الهجري والميلادي، أما وجه الاختلاف فالفرق بينهما يكون في طريقة احتساب الأيام، وعددها، وأسماء الأشهر، وما إلى ذلك، فالتقويم الهجري قمري؛ وهذا يعني أن أساسه دوران القمر حول الأرض، ويُتّخذ من رؤية الهلال، وعدد أيامه 30 يوماً أو 29 يوماً تتحدّد عند رؤية الهلال، وعدد شهوره 12 شهراً.[١]
أما التقويم الميلادي فأساسه هو دوران الأرض حول الشمس، وقد طرأت عليه الكثير من التعديلات الجوهرية على مدى القرون إلى أن استقر على شكله الحالي، وصار التاريخ الميلادي أساساً عالمياً للتأريخ والأحداث، وعدد شهوره 12 شهراً، وهي:[١]
- يناير.
- فبراير.
- مارس.
- أبريل.
- مايو.
- يونيو.
- يوليو.
- أغسطس.
- سبتمبر.
- أكتوبر.
- نوفمبر.
- ديسمبر.
ويبلغ بعضها 30 يوماً وبعضها 31 يوماً عدا شهر فبراير الذي يبلغ 28 يوماً وفي السنة الكبيسة 29 يوماً، وتأتي كلّ أربع سنوات، وعدد أيام التقويم الميلادي 165 يوماً وربع.[١]
ملخّص: إنّ للتقويم الهجري أهمية في حياتنا، فالتقويم الهجري مرتبط ارتباطا وثيقاً بأبرز حدث في الإسلام؛ وهو الهجرة النبوية التي فتح الله بها أبواب الخير على الأمة الإسلامية، وصار للإسلام هيبة في نفوس أعدائه بسببها، لذلك حريٌّ بكلّ مسلمٍ أن يفخر بالتاريخ الهجري ويستخدمه في حياته، ويربطه بالمناسبات الجميلة التي تحدث معه.
فيديو عن رأس السنة الهجرية وأصل التقويم الهجري
في هذا الفيديو يوضح فضيلة الدكتور بلال إبداح مفهوم رأس السنة الهجرية وأصل التقويم الهجري.[١٠]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج إبراهيم زكي خورشيد، أحمد الشنتناوي، عبد الحميد يونس وآخرون، كتاب موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 150. بتصرّف.
- ↑ "التاريخ الهجري هوية الأمة الإسلامية"، طريق الإسلام، 10/2/2014، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:36
- ↑ "التاريخ الإسلامي الهجري"، صيد الفؤاد، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.
- ↑ جواد علي، كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 105-106. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:3197، صحيح.
- ↑ "التقويم الهجري رمز الهوية الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-08-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحقاف، آية:15
- ↑ سورة البقرة، آية:233
- ↑ "رأس السنة الهجرية وأصل التقويم الهجري"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-08-2019. بتصرّف.