معلومات عن التهاب الإحليل

كتابة:
معلومات عن التهاب الإحليل

الجهاز البولي

يتكوّن الجهاز البولي في جسم الإنسان من عدة أعضاء مختلفة، كالكلى، الحالبين، المثانة، بالإضافة إلى الإحليل، ويعمل الجهاز البولي على فلترة الدم من المواد الثانوية التي لا يحتاجها الجسم والتخلّص منها عن طريق البول، إذ تعمل أعضاء الجهاز البولي المختلفة على تصنيع البول وتخزينه ومن ثم اخراجه من الجسم عند القيام بعملية التبوّل، وسيتم الحديث خلال هذا المقال عن التهاب الإحليل الذي يعتبر هو القناة التي تربط ما بين المثانة التي يتم فيها تخزين البول وخارج الجسم، والأعراض التي يسببها للشخص المصاب، بالإضافة إلى العديد من المعلومات المتعلقة بالتهاب الإحليل.[١]

التهاب الإحليل

هنالك العديد من الالتهابات التي قد تصيب أعضاء الجهاز البولي المختلفة، ويعتبر التهاب الإحليل من أحد هذه الالتهابات، إذ يصيب هذا الالتهاب منطقة الإحليل الذي هو عبارة عن القناة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم، ويصيب التهاب الإحليل الذكور بنسبة أكبر من الإناث، ومن الجدير بالذكر أن أسباب الإصابة بالتهاب الإحليل قد تختلف باختلاف العمر، حيث أنّ الأطفال قد يصابون بالتهاب الإحليل نتيجةً لعدم الحفاظ على النظافة بالشكل الصحيح أو التعرّض لبعض المواد الكيميائية وغيرها من الأسباب، بينما تعتبر بعض أنواع البكتيريا السبب الرئيس للإصابة بالتهاب الإحليل عند البالغين، وقد يتسبّب التهاب الإحليل بوجود انتفاخ وضيق في الإحليل، مما قد يجعل عملية التبوّل صعبة ومؤلمة.[٢]

أعراض التهاب الإحليل

هناك العديد من الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بالتهاب الإحليل، ومن الجدير بالذكر أنّ الأعراض التي يسبّبها التهاب الإحليل عند الذكور تختلف عن الأعراض التي يسبّبها عند الإناث؛ وذلك نظرًا لوجود بعض الاختلافات في الجسم بين الذكور والإناث، وبشكلٍ عام، فإنّه يمكن تصنيف أعراض التهاب الإحليل على النحو الآتي:[٣]

أعراض التهاب الإحليل عند الذكور

قد يحس الذكور المصابون بالتهاب الإحليل بأحد أعراض الالتهاب أو أكثر من عرض، ولكن من جانبٍ آخر، فإنّ الذكور الذين يصابون بالتهاب الإحليل بسبب أنواع معينة من البكتيريا قد لا يحسون بأي أعراض واضحة، مما يؤكد على ضرورة إجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم الإصابة بالعدوى التي تسبّبها هذه البكتيريا المنقولة جنسيًا، وبشكلٍ عام، فإنّ أعراض التهاب الإحليل التي قد تظهر عند الذكور هي:

  • الشعور بالحرقة أو الألم عند القيام بالتبول.
  • الشعور بالحرقة أو الحكة بالقرب من فتحة العضو الذكري.
  • نزول الدم في البول أو المني.
  • خروج بعض الإفرازات من العضو الذكري.

أعراض التهاب الإحليل عند الإناث

هناك العديد من أعراض التهاب الإحليل التي قد تظهر على الإناث، ولكن في بعض الحالات قد لا تظهر أي أعراض واضحة لالتهاب الإحليل كما هو الحال عند الذكور، مما يزيد من أهمية الخضوع لبعض الفحوصات التي تؤكد عدم الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا التي تسبّب التهاب الإحليل، وبشكلٍ عام، فإنّ أعراض التهاب الإحليل عند الإناث هي:

  • الحاجة المتكرّرة للتبوّل بشكل طارئ.
  • عدم الارتياح عند القيام بالتبوّل.
  • الشعور بالحرقة أو وجود تهيّج في فتحة مجرى البول.
  • قد يصاحب هذه الأعراض أيضًا وجود إفرازات غير طبيعية من المهبل.

أسباب التهاب الإحليل

غالبًا ما تتم الإصابة بالتهاب الإحليل نتيجةً لأنواع معينة من البكتيريا عند دخولها إلى الإحليل، كالبكتيريا النيسرية البنية، البكتيريا المتدثرة الحثرية، بالإضافة إلى البكتيريا المفطورة التناسلية، ومن الجدير بالذكر أن البكتيريا المتدثرة الحثرية هي من أكثر أنواع البكتيريا التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي شيوعًا، وتصيب هذه البكتيريا الذكور والإناث، كما أنّ بعض أنواع الفيروسات قد تتسبب أيضًا بالإصابة بالتهاب الإحليل، وهناك عدة أسباب أخرى قد تؤدي للإصابة بالتهاب الإحليل، ومنها:[٤]

وبحسب المعاهد الوطنية للصحة، فإنّ التهاب الإحليل قد تتم الإصابة به أيضًا نتيجةً للتحسّس من بعض المواد الكيميائية التي تستخدم في تصنيع بعض الأشكال الدوائية لموانع الحمل، وقد تتم الإصابة بالتهاب الإحليل بسبب بعض المطهرات أو غيرها من المنتجات، كما أنّ الاحتكاك الذي ينتج خلال بعض الممارسات الجنسية قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الإحليل عند الرجال.

عوامل خطر الاصابة بالتهاب الإحليل

قد تتم الإصابة بالتهاب الإحليل نتيجةً للعديد من الأسباب المختلفة، وقد تزيد بعض العوامل أو الممارسات من احتمالية الإصابة بالتهاب الإحليل نتيجةً للأسباب المختلفة، كالبكتيريا المنقولة جنسيًا وغيرها، وبشكلٍ عام، فإنّ العوامل أو الممارسات التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الإحليل هي:[٤]

  • احتواء التاريخ المرضي للشخص على الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا في وقتٍ سابق.
  • ممارسة بعض السلوكات الجنسية عالية الخطورة.

مع التنويه إلى أنّ التهاب الإحليل لا تتم الإصابة به دائمًا بسبب الممارسات الجنسية، ولكن من جانبٍ آخر، فإنّ الأشخاص الذين يقومون بالممارسات الجنسية مع أكثر من شريك يعتبرون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالتهاب الإحليل، وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بخضوع الأشخاص المصابين بالتهاب الإحليل لبعض الفحوصات التي تساعد في الكشف عن أنواع البكتيريا المنقولة جنسيًا وإخبار الشريك في حال وجودها، كما أنّه يجب الإلتزام بالعلاج المناسب للتخلّص من البكتيريا والشفاء من التهاب الإحليل.

تشخيص التهاب الإحليل

عند مراجعة الشخص المصاب للطبيب سيقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة المتعلقة بالتاريخ المرضي للشخص، كما أنّ الطبيب سوف يقوم بالسؤال أيضًا عن الأعراض التي يعاني منها الشخص المصاب، حيث أنّ الطبيب قد يفترض الإصابة بالتهاب الإحليل ويباشر على الفور في علاج الشخص المصاب باستخدام المضادات الحيوية لحين صدور نتائج الفحوصات إذا كان الشخص يعاني من وجود ألم عند القيام بالتبوّل، ويتم إجراء العديد من الفحوصات التي تساعد الطبيب في تأكيد التشخيص وتحديد السبب المؤدي للإصابة بالتهاب الإحليل، وبشكلٍ عام، فإنّ الفحوصات التي قد يجريها الطبيب هي:[٥]

  • الفحص الجسدي: حيث يقوم الطبيب بفحص بعض المناطق في الجسم، كالأعضاء التناسلية، منطقة البطن، بالإضافة إلى منطقة الشرج.
  • فحوصات البول: يقوم الطبيب بإجراء فحوصات البول للكشف عن وجود بعض أنواع البكتيريا التي قد تلّعب دورًا في الإصابة بالتهاب الإحليل.
  • فحص بعض العينات تحت الميكروسكوب: قد يتم أخذ بعض الإفرازات التي تخرج من الشخص المصاب للقيام بفحصها تحت الميكروسكوب.

قد لا يحتاج الطبيب إلى إجراء فحوصات الدم في حالة الإصابة بالتهاب الإحليل، ولكن من جانبٍ آخر، فإنّ فحوصات الدم قد تكون ذات أهمية في بعض الحالات.

علاج التهاب الإحليل

في الواقع، يختلف العلاج المتبّع في حالة الإصابة بالتهاب الإحليل باختلاف السبب المؤدي للإصابة، حيث أنّ الطبيب قد يلجأ إلى علاج الشخص المصاب بالتهاب الإحليل نتيجةً للعدوى التي تسببها بعض أنواع البكتيريا بواسطة عدة أنواع مختلفة من المضادات الحيوية على حدة؛ وذلك لأنّ بعض الأنواع المعينة من هذه البكتيريا قد تقاوم أنواع معينة من المضادات الحيوية، مما قد يؤدي إلى عدم تأثر البكتيريا المسببة للإصابة بأنواع معينة من المضادات الحيوية، وبالتالي، فإنّه في حال عدم تحسّن الشخص المصاب بالتهاب الإحليل واستمرار ظهور الأعراض عند الإنتهاء من الفترة العلاجية باستخدام نوع معيّن من المضادات الحيوية يلجأ الطبيب إلى استخدام نوع آخر من المضادات الحيوية، ومما يجب ذكره أنّ الشخص المصاب يجب أن يمتنع عن الممارسات الجنسية لحين الشفاء من الالتهاب؛ وذلك تجنبًا لنقل العدوى إلى شخصٍ آخر.[٦]

وغالبًا ما يترافق وجود البكتيريا النيسرية البنية مع وجود البكتيريا المتدثرة الحثرية، ولذلك، فإنّ الأطباء في أغلب الأحيان ينصحون بالخضوع للعلاج المناسب للقضاء على البكتيريا النيسرية البنية والبكتيريا المتدثرة الحثرية، مما يعني أنّ علاج الشخص المصاب بالتهاب الإحليل بسبب أحد هذين النوعين من البكتيريا سوف يتضمّن نوعين مختلفين من المضادات الحيوية، حيث أنّ معظم أنواع المضادات الحيوية التي يتم استخدامها تعالج نوعًا واحدًا من العدوى فقط.[٦] أما بالنسبة للشخص المصاب بالتهاب الإحليل بسبب الحساسية تجاه أنواع معينة من المواد الكيميائية التي قد توجد في المنتجات المختلفة، فإنّ الطبيب قد يقوم بوصف نوع معين من الأدوية بحيث يساعد هذا الدواء على تخفيف الشعور بالحرقة أو الألم الذي يشعر به الشخص المصاب بالتهاب الإحليل عند القيام بالتبوّل، كما أنّ الطبيب قد يلجأ في بعض الحالات إلى استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.[٦]

علاجات طبيعية لالتهاب الإحليل

في الواقع لا يوجد أي دليل يعزّز صحة وفعاليّة استخدام العلاجات الطبيعية أو المنزليّة في علاج التهاب الإحليل بناءً على ما قالته جمعية تنظيم الأسرة في المملكة المتحدة، ولكن من جانبٍ آخر، فقد أشار المركز الطبي في جامعة مريلاند إلى أنّ استخدام العلاجات الطبيعية أو المنزلية مع العلاج الدوائي الذي قد يقوم الطبيب بوصفه قد يساعد الجسم في محاربة العدوى، إذ أنّ التوت البري قد يساعد على منع التصاق البكتيريا بالإحليل، كما أنّ شرب كميات معينة من عصير التوت البري غير المحلى قد يساعد النساء اللاتي يعانين من الإصابة بالتهابات المسالك البولية بشكل متكرر على منع تكرار الإصابة بالتهاب المسالك البولية.[٤]

مع التنويه إلى أنّه هناك بعض الحالات التي لا ينصح فيها بأخذ المكملات الغذائية التي قد تحتوي على مكونات التوت البري، كالنساء في فترة الحمل، الأم المرضعة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من حصى الكلى، كما أنّه لا ينصح بأخذ المكملات الغذائية التي تحتوي على مكونات التوت البري أو شرب عصير التوت البري من قبل الأشخاص الذين يأخذون الأدوية المميّعة للدم.[٤]

كما أنّه من المهم المحافظة على السوائل في الجسم عن طريق تجنّب الكافيين والكحول، وكذلك يفضّل شرب الشخص المصاب بالتهاب الإحليل لكميّات من المياه المفلترة تتراوح ما بين 6 إلى 8 أكواب بشكل يومي، مع التأكيد على ضرورة اخبار الطبيب قبل الإقدام على أخذ أيٍ من المواد المستخدمة في الطب الشعبي من قِبَل الشخص المصاب بالتهاب الإحليل.[٤]

الوقاية من التهاب الإحليل

تنتقل معظم أنواع البكتيريا المسبّبة لالتهاب الإحليل من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال الجنسي، ولذلك، فإنّ القيام بالممارسات الجنسية بشكلٍ آمن من أهم سبل الوقاية التي يمكن اتباعها لتجنّب الإصابة بالتهاب الإحليل، وهنالك العديد من السلوكات التي تساعد على القيام بالممارسات الجنسية بشكلٍ آمن، ومنها:[٣]

  • عدم القيام بالممارسات الجنسية مع أكثر من شخص واحد.
  • استخدام الواقي الذكري بشكل دائم عند القيام بالممارسات الجنسية.
  • يفضّل القيام بإجراء الفحوصات المختلفة بشكل دوري للكشف عن الإصابة بالتهاب الإحليل أو غيره في وقت مبكر.
  • إخبار الشريك عند الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا، وعدم نقل العدوى لشخصٍ آخر.

بالإضافة إلى السلوكات التي يتم اتباعها للقيام بالممارسات الجنسية بشكلٍ آمن، فإنّه هناك العديد من الطرق الأخرى التي تساعد في الحفاظ على صحة المسالك البولية بشكلٍ عام، وتساعد في تقليل احتمالية الإصابة بالتهاب الإحليل وبعض المشكلات الصحية الأخرى التي قد تصيب الإحليل، فالقيام بالتبوّل بعد القيام بالممارسات الجنسية بوقتٍ قصير قد يساعد، كما أنّه من الجيد تجنّب الحمضيات وشرب كميات كبيرة من الماء.

مضاعفات التهاب الإحليل

تساعد الأدوية التي يقوم الطبيب في وصفها على الشفاء من التهاب الإحليل بشكلٍ سريع، ولكن من جانبٍ آخر، فإنّه هناك العديد من المضاعفات التي قد يعاني منها الشخص المصاب في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وقد تدوم المضاعفات الناتجة عن التهاب الإحليل لفترات طويلة، كما أنّها قد تكون مضاعفات خطيرة، فالعدوى التي تسبّبها البكتيريا قد تنتقل إلى أماكن أخرى في الجهاز البولي، كالكلى، الحالبين، والمثانة أيضًا، مما قد يؤدي إلى شعور الشخص المصاب بالألم، كما أنّ هذه الأنواع قد تتسبب بتلف العضو المصاب في الجهاز البولي إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب، وقد تنتقل هذه الأنواع من العدوى إلى الدم، وبالتالي قد تسبّب الإصابة بتسمّم الدم الذي يعتبر من الأمراض المميتة.[٣]

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأمراض المنقولة جنسيًا التي تتسبب بالتهاب الإحليل بشكلٍ متكرر قد تؤدي إلى الإصابة بتلف في الجهاز التناسلي، وقد تؤدي هذه الإصابة المتكرّرة بالعدوى المنقولة جنسيًا إلى الإصابة بمرض التهاب الحوض عند الإناث، ويعتبر مرض التهاب الحوض من الأمراض المؤلمة والتي قد تؤدي إلى الإصابة بالعقم وبعض المضاعفات الأخرى، ومن الجدير بالذكر أيضًا أنّ هذه الأمراض المنقولة جنسيًا قد تؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم الذي يعتبر من المشكلات الصحيّة الخطيرة في حال عدم علاج الأمراض المنقولة جنسيًا بالشكل المناسب.[٣]

أما بالنسبة للذكور، فقد تتسبب الأمراض المنقولة جنسيًا بالعديد من المضاعفات أيضًا إذا لم يتم علاجها بالشكل المناسب، كالالتهاب الذي يتسبب بالألم، التهاب البروستاتا، بالإضافة إلى تضيق مناطق في الحالب مما يؤدي إلى الشعور بالألم عند القيام بالتبوّل، ونظرًا لتعدد المضاعفات التي قد يسببها التهاب الإحليل، فإنّه يجب مراجعة الطبيب والحصول على العناية الطبية اللازمة في أسرع وقت ممكن لتجنّب أي من المضاعفات.[٣]

المراجع

  1. "Anatomy of the Urinary System", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 02-11-2019. Edited.
  2. "Urethritis", www.britannica.com, Retrieved 02-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Urethritis", www.healthline.com, Retrieved 02-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Urethritis: What you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 02-11-2019. Edited.
  5. "Urethritis", www.webmd.com, Retrieved 02-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Urethritis", www.health.harvard.edu, Retrieved 02-11-2019.
4206 مشاهدة
للأعلى للسفل
×