الرادار
يعرف الرادار بأنّه جهاز كهرومغناطيسي يستخدم للكشف عن الأجسام من مختلف الأنواع، ويقوم بالكشف عنها وتحديد موقعها وتعقبها من مسافات بعيدة، وتقوم آلية عمله على إرسال موجات كهرومغناطيسية على الأجسام المطلوب الكشف عنها ومراقبة وتحديد سرعة انعكاس هذه الموجات وموقعها، وقد تكون هذه الأجسام طائرات أو سفن أو مركبات فضائية أو حتى طيور، ويستطيع تحديد حجم وشكل الجسم الهدف، وما يميزه عن غيره من الأجهزة التي تقوم بنفس الوظيفة هو قدرته على تحديد واكتشاف الأجسام البعيدة في ظروف الطقس السيئة والصعبة ويستطيع إعطاء البيانات بدقة.[١]
تاريخ الرادار
يعود تاريخه إلى أوائل عام 1886 عندما أظهر العالم الفيزيائي الألماني هاينريش هيرتز أنّه يمكن لموجات الراديو أن تنعكس من الأجسام الصُلبة، وفي عام 1895 استطاع الكسندر بوبوف مدرس مادة الفيزياء في مدرسة الإمبراطورية الروسية للبحرية بتطوير جهاز يستطيع تحديد ضربات البرق البعيدة، والمخترع الألماني كريستيان هولسماير هو أول من استخدم الموجات اللاسلكية للكشف عن الأجسام المعدنية البعيدة، وفي عام 1922م لاحظ الباحثان هويت تايلور وليو يونغ بعد ما وضعا جهاز استقبال وجهاز إرسال على جانبي نهر بوتوماك قدرة السفن التي تعبر هذا النهر على قطع الاتصال وتلاشي إشارات الرادار.[٢]
تطبيقات الرادار
تتضمن المعلومات التي يوفرها من تحديد وكشف مواقع الاجسام فوائد واستخدامات في العديد من المجالات، وكان أول استخدام له لأغراض عسكرية وتشمل تحديد الأهداف الجوية والبرية والبحرية، وتطورت استخداماته في مجال الطيران لتتضمن تحذير الطيارين من العوائق الجوية وتعقب مسارات الطائرات القريبة وتفادي وقوع تصادم معها ويعطي قراءات دقيقة لارتفاع الطائرة في الجو، ويستخدمه علماء الأرصاد الجوية بشكل رئيس لمراقبة هطول الأمطار وهبوب الرياح والتنبؤ بالحالة الجوية على المدى القصير مثل العواصف الرعدية والأعاصير المدارية والعاوصف الشتوية، ومن تطبيقاته في علم الجيولوجيا رسم خرائط لقشرة الأرض.[٢]
معيقات الرادار
تسافر موجات الرادار في وسط قد يكون مزدحمًا بالموجات الترددية ومن أحد معيقات موجاته الضوضاء التي يأتي مصدرها من الأجهزة الإلكترونية القريبة، ويوجد مصادر أخرى تعيق موجاته مثل التشويش المُتعمد كنوع من التكتيك الحَربي وقد يكون هذا التشويش غير مقصود إذ يحدث تصادف وجود طول موجي مشابه للطول الموجي المستخدم فتتعارض الموجات المتشابهة ويحدث تشويش يمنع عمل وظيفته، وتعد هذه المشكلة خطيرة لمشغليه ومن التقنيات المستخدمة في مكافحة التشويش هي تغيير التردد والاستقطاب والانتقال لتردد بعيد عن موجة الاجهزة القريبة ويمكن تركيب هوائي متعدد الاتجاهات لمراقبة وتحديد أجهزة التشويش.[٢]
موجات الرادار
يمكن استخدام أي موجة كهرومغناطيسية في الرادار، وتعد الأطوال الموجية التي تتراوح بين 30 جيجا هيرتز الى 300 جيجا هيرتز هي الأكثر استخدامًا، وأجهزة تحديد المدى بالليزر المستخدمة في المسح هي نوع من أنواعه وتستخدم ترددات الأشعة تحت الحمراء ويبلغ طولها الموجي حوالي 1 ميكرون والذي يعادل ألف من المليمتر، ويمكن اعتبار جهاز تحديد المواقع أحد أنواعه أيضًا ويبلغ طوله الموجي حوالي 20 سنتميتر، ويعد اختيار الطول الموجي مُعقدًا ولكنه يُبنى على نوع الجسم الهدف الذي يُراد الكشف عنه، ومن الصعوبة الوصول إلى طول موجي يتعدى 100 جيجا هيرتز ويزيد من صعوبة ذلك أنّ الغلاف الجوي يمتص الترددات التي تصل إلى هذا الرقم.[٣]