صلاة النوافل
كما هو معروف لدى المسلمين بأنّ الصّلاة هي الصّلة بين العبد وربّه، وقد فرض الله تعالى على المسلمين خمس صلوات يؤدّونها في اليوم واللّيلة، وكذلك هناك صلوات نوافل، وهي دون الفرائض، منها ما يؤدّى مع الفرائض، وتسمّى السنن الرواتب، وهو محور هذا المقال، ومنها النّوافل غير الرّواتب، وهي كثيرة، كصلاة الوتر وهي آكد النّوافل، أقلّها ركعة، وأكثرها إحدى عشرة ركعة، وصلاة الضّحى، وهي من ركعتين إلى اثنتا عشرة ركعة، وكذلك سنّة الوضوء، وهي ركعتان، وسنّة الاستخارة، ركعتان، وسنّة النّكاح، ركعتان، وسنّة قضاء الحاجة، ركعتان، وصلاة العيدين، ركعتان، وصلاة الاستسقاء، ركعتان، وصلاة الكسوف والخسوف، كلّ منهما ركعتان، وهناك نوافل مطلقة تصلّى في غير أوقات المنع أو الكراهة وغير مقيدة بعدد الرّكعات.[١]
السنن الرواتب
السنن الرواتب وهي صلوات تابعة للصّلوات الفرائض، وتختلف في حكمها عن حكم صلاة الفرائض، إذ صلاة الفريضة يُجزى فاعلها على أدائها، ويُحاسب تاركها، بينما السنن الرواتب يُجزى فاعلها، ولا يُعاقب تاركها، ولكن قد يُعاتب على تركها، وتأتي هذه السّنن لتجبر النّقص في الفرائض، أي قد تغفل القلوب أثناء أداء الفريضة، وقد تسهو، فتأتي السنن الرواتب لتتمّ النّقص الذي حصل في صلاة الفرض؛ وسمّيت الرّواتب لأنّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يتركها في حَضَره، وهي اثنتا عشرة ركعة في اليوم واللّيلة، وهي:[٢]
- سنّة الفجر: ركعتان قبل صلاة الفجر، ودليلها ما ورد عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ".[٣]
- سنّة الظّهر: وهي أربع ركعات قبل الظّهر وركعتان بعد الظّهر، ودليل ذلك حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: "سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ التَّطَوُّعِ، فَقَالَتْ: "كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا فِي بَيْتِي، ثمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ".[٤]
- سنّة المغرب: وهي ركعتان بعد صلاة المغرب، والدّليل حديث ابن عمر: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي ... وبَعْدَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ".[٥]
- سنّة العشاء: وهي ركعتان بعد صلاة العشاء، والدّليل حديث ابن عمر: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي...وبَعْدَ العِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ".[٥]
هذه هي السنن الرواتب في اليوم واللّيلة كما ورد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهي اثنتا عشرة ركعة، وفي كل ركعة من ركعاتها تسبيح لله تعالى وتوسّل ودعواتٌ، وتلاوة وخضوع وانكسار، وغير ذلك من الأمور العظيمة التي لا يتركها إلا محرومٌ، ومن أهمّيّتها أنّها تُقضى إذا فاتَتْ، فيجب المحافظة عليها لنيل سعادة الدُّنيا والآخرة.
- سنّة الجمعة: ركعتان في البيت أو أربع ركعات في المسجد بعد صلاة الجمعة، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَصَلُّوا أَرْبَعًا".[٦] وأمّا القول بالرّكعتين، فدليله ما ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بن عمر رضي الله عنهما، أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ذَلِكَ".[٧]
فضل السنن الرواتب
للصلاة فضل عظيم، لأنّها حلقة الوصل بين العبد وربّه؛ فهي الدّعاء والتّوسّل والخضوع والانكسار لله تعالى، وكما سبق فإنّ السنن الرواتب تأتي لتجبر النّقص في صلاة الفرض الذي وقع من العبد، بسبب سهو أو غفلة في القلب، ولهذه السنن الرواتب فضل عظيم، ومن ذلك:
- فضل السنن الرواتب: لمن يحافظ عليها بناء بيت في الجنّة، عَنْ أُمَّ حَبِيبَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُا قالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ".[٨]
- فضل السّنّة الرّاتبة لصلاة الفجر: سنّة الفجر خير من الدّنيا وما عليها، قد قال النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا".[٩]
- فضل السّنّة الرّاتبة لصلاة الظّهر: عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا...".[١٠]
- فضل السّنّة الرّاتبة لصلاة المغرب: وعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: ...وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ".[١٠]
- فضل السّنّة الرّاتبة لصلاة العشاء: وعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، قَالَتْ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: ...وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ".[١٠]
- فضل السّنّة الرّاتبة لصلاة العشاء: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَصَلُّوا أَرْبَعًا". زَادَ عَمْرٌو فِي رِوَايَتِهِ: قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: قَالَ سُهَيْلٌ: "فَإِنْ عَجِلَ بِكَ شَيْءٌ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَكْعَتَيْنِ إِذَا رَجَعْتَ".[١١]
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بن عمر رضي الله عنهما أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ذَلِكَ".[٧]
المراجع
- ↑ "الصلوات المسنونة، أنواعها ومراتبها "، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "السنن الرواتب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1169، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 730، حديث صحيح.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 937، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 881، حديث صحيح.
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 882، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 728، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 725 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: | الصفحة أو الرقم : 725، حديث صحيح.
- ^ أ ب ت رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 415، حديث حسن صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 881، حديث صحيح.