معلومات عن العلوم الإنسانية

كتابة:
معلومات عن العلوم الإنسانية

مفهوم العلوم

يمكنُ تعريف العلوم على أنّها أنظمة معرفية متكاملة تَدْرُس العالم الماديّ وما يحدث فيه من ظواهر محسوسة، بحيث تكون المعرفة الناتجة من هذه الدراسات منهجية وغير منحازة إلى أي اتّجاه أو نمط فكري، ومن أهم ما تتميز به العلوم أنها ذات اتساع معرفي هائل، حيث يوجد مجموعة كبيرة من العلوم التي يغطي كلٌّ منها مجالًا محددًا، كما أن بعض العلوم تُعد منبثقة من علوم أخرى بسبب التداخل المعرفي الحاصل بين علم وآخر، كما أن بعض العلوم تختص بوجود منهجيات بحثيّة محددة تناسب المعرفة التي تُطلِع المتلقي عليها، وتبرز العلوم الإنسانية كإحدى أبرز العلوم التي درسها ويدرسها الإنسان، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن العلوم الإنسانية.[١]

العلوم الإنسانية

تُعرَّف العلوم الإنسانية على أنها تلك العلوم التي تُعنى بوصف ودراسة وتحليل وتوثيق التجربة الإنسانية من جميع جوانبها في مختلف العصور، بما في ذلك العلاقات بين الأفراد وأساليب التعبير والتواصل، وتُسمى العلوم الإنسانية في اللغة الإنجليزية humanities، وتُعد العلوم الإنسانية مِظلّة واسعة يمتد أفقها بمجموعة من العلوم الأخرى التي تنطوي تحتها، كما تفتح العلوم الإنسانية نافذة التواصل بين الماضي والحاضر، فتدرس التاريخ الإنساني والعلاقات التي كانت قائمة بين الإنسان والبيئة من حوله، وبين ما يعيشه الإنسان المعاصر في بيئته الحديثة من وسائل تعبير وتواصل مختلفة تبعًا لوجود العديد من التغييرات المُنطلِقة من محيطه الآخذ بالتطور سريعًا.[٢]

تاريخ العلوم الإنسانية

إن العلوم الإنسانية أو كما تُسمى الإنسانيات في مفهومها الحديث تعود في أصلها إلى المدرسية اليونانية الكلاسيكية القديمة، وتحديدًا إلى القرن الخامس قبل الميلاد، حيث كانت هذه العلوم بمثابة دورات تعليمية أطلقها مجموعة من السلاطين في ذلك الوقت، والتي من خلالها يتم إعداد الشباب للمواطنة فيما كان يسمى دولة المدينة، وكان يُطلق على الإنسانيات في ذلك الوقت الطبيعة البشرية، ثم ظهرت هذه العلوم في بعض العصور الإنسانية الأخرى بما في ذلك القرن الأخير قبل الميلاد، وفي العصور الوسطى التي ظهرت بعض العلوم المرتبطة بالإنسان مثل الدراسات اللغوية، والفلسلفة والرياضيات، وبعض العلوم الأخرى.[٣]

واستمرّت حركة الإنسانيات في القرن الخامس عشر الميلادي عند الإيطاليين من خلال شيوع مجموعة من العلوم في ذلك الوقت على غرار علم البلاغة، وعلوم قواعد اللغة، والشعر، والتاريخ، والفلسلفة الأخلاقية، بالإضافة إلى بعض الدراسات اللاتينية، وبعد ذلك ظهرت حركة للإنسانيات في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين بدراسة بعض العلوم مثل اللغة اللاتينية واللغة اليونانية، حيث بدأت العلوم الإنسانية في القرن التاسع عشر بتشكيل هُويَّتها من خلال البعد عن الجمود الذي اختصت به بعض العلوم الفيزيائية التي نظرت إلى الظواهر الكونية التي تحدث في العالم من خلال مظهرها فقط بمعزل عن الأغراض أو المعاني الإنسانية التي توحي بها تلك الظواهر الكونية.[٣]

أنواع العلوم الإنسانية

ترتكز العلوم الإنسانية على تجربة الإنسان وما يرتبط بمعرفته والثقافة المكتسبة من البيئة المحيطة به، كما أنها تهتم بالتفكير الناقد والتحليل الدقيق للظواهر المرتبطة بالسلوك الإنساني، والتي يتم بها فهم التواصل الإنساني في المجتمعات الإنسانية المختلفة، وهناك مجموعة من العلوم المختلفة التي تدخل في عمق التجربة الإنسانية لتُشكِّل مجتمعة علوم الإنسان التي تساعد على فهم الطبيعة الإنسانية ومن أبرز هذه العلوم: علوم اللغات، والدين، والفلسفلة، والتاريخ، والجغرافيا، وعلوم الكتابة، والموسيقى، كما يُضاف إلى الإنسانيات علم الأنثروبولوجيا والعلوم السياسية.[٤]

أهمية العلوم الإنسانية

يختلف تأثير تلقي العلوم على طبيعة الإنسان وذلك من خلال تباين محتوى هذه العلوم وكيفية تفاعل الإنسان مع طبيعتها، وهذا ما يفسر اختلاف مخرجات التعليم بين تخصص وآخر، حيث يكون للطالب المتخصص في الطب مثلًا معرفةٌ مختلفةٌ عن الطالب المتخصص في علم الاجتماع، أما بالنسبة للعلوم الإنسانية فيمكن إدراك أهميتها من خلال ما يأتي:[٤]

  • فهم الإنسان ومحيطه: تكمن أهمية العلوم الإنسانية أنها تُلقي بالإنسان في عمق الإنسان بحيث يكون قادرًا على فهم الطبيعة الإنسانية لفئة محددة من الناس من خلال محيطتها وموروثها الديني والثقافي والاجتماعي، من خلال البحث في تاريخ الشعوب وإعطاء لمحة بعض المعتقدات الخاصة بها.
  • إثراء الفكر: تُساهم العلوم الإنسانية في توسيع مدارك الإنسان وإثرائه بالمعرفة الشاملة، بحيث يكون أكثر قدرة على التفكير والتحليل وإعطاء الرأي المستقل بكافة ما يدور حوله من أحداث تَمسُّ حياته أو بيئته، كما تساعد العلوم الإنسانية الأفراد على تقديم الحجج والبراهين المتعلقة بأفكارهم الخاصة وتفعيل منظومة الحوار مع الآخر.
  • تفسير السلوك الإنساني: تُناقش بعض العلوم الإنسانية سلوكيات الإنسان وما يرتبط والعلاقات التي تربط بينه وبين المحيط الذي يعيش فيه، فضلًا عن إجراء بعض الدراسات التي تساعد على الإجابة عن العديد من الأسئلة المطروحة في تاريخ الإنسان القديم أو الحديث، وإعطاء بعض التفسيرات عمَّا يصدر عن الإنسان من سلوكيات حالية أو مستقبلية.
  • إيجاد حلول للمشكلات: إن من أهم ما تساهم به الإنسانيات الوصول إلى بعض الحلول للمشكلات والقلاقل التي تدور في ذات الإنسان، وكذلك تلك التي تتشكل بينه وبين الأفراد الآخرين في المحيط الاجتماعي أو المهني أو الأكاديمي، ففي ظل وجود العديد من فروع علوم الإنسان يجد الإنسان المتخصص نفسه قادرًا على الانخراط في عمق التفكير الإنساني، وهذا يساعد على إيجاد حلول جذرية لمشكلات الإنسان.

الحاضر الأكاديمي للعلوم الإنسانية

مرّت العلوم الإنسانية من الناحية الأكاديمية بالعديد من التقلُّبات على مستوى إقبال الطلبة على التخصص فيها، وكان من أبرز الأسباب التي تدخلت في عزوف العديد من متلقي العلوم عن بعض أنواع الإنسانيات التقلبات والأزمات الاقتصادية التي ألقت بظلالها على مدى التحاق الطلبة ببعض التخصصات، ومن أبرز هذه الفترات ما رافق الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008م، حيث انخفض الإقبال على دراسة العلوم الإنسانية بنسبة وصلت إلى 45%، حيث رغب الطلبة في الالتحاق ببعض التخصصات الأخرى التي قد تكون جاذبة وظيفيًا من قبل الشركات الكبرى في العالم، حيث كان يسري اعتقاد لدى نسبة كبيرة من الطلبة بانخفاض الأفق الوظيفي للعلوم الإنسانية مقابل بعض التخصصات الأخرى.[٥]

المراجع

  1. "Science", www.britannica.com, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  2. "What are the humanities?", www.shc.stanford.edu, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Humanities", www.britannica.com, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Online Humanities Classes: Credit and Non-Credit Options", www.thoughtco.com, Retrieved 20-11-2019. Edited.
  5. "The Humanities Are in Crisis", www.theatlantic.com, Retrieved 20-11-2019. Edited.
8026 مشاهدة
للأعلى للسفل
×