معلومات عن القرنية المخروطية

كتابة:
معلومات عن القرنية المخروطية

القرنية المخروطية

تُعدّ القرنيّة المخروطيّة Keratoconus إحدى مشاكل العين التي تستهدف 55 إلى 200 مُصاب من كلّ 100 ألف شخص في العالم من مُختلف الأعراق دون تمييز بينهم، وعادةً ما تُصيب كلتا العينين،[١] وتبدأ الإصابة بها في الفئات العُمريّة ما بين 10 إلى 25 عامًا، ثم يتطوّر المرض تدريجيًا على مدى عشر سنوات أو أكثر، وهي مرض يُسبّب ترقّق قرنية -الجزء الشفاف الشبيه بالقبة في مقدمة العين- كلتا العينين في أغلب الأحيان، ممّا يؤدي إلى بروزهما نحو الخارج بما يُشبه شكل المخروط، ولا تقتصر أعراضها على تغيّر شكل القرنيّة؛ فهي تُخلّ في النظر بما يُسبّب تشوّش الرؤية، وزيادة حساسيّة العين المُصابة للضوء والبريق، وفي المراحل المبكّرة من الإصابة تُستخدَم نظارات مُعيّنة، أو عدسات طبيّة لاصقة من نوعٍ مُحدّد بما يُحافظ على النظر، أماّ الحالات المتقدمة منها فقد تحتاج إلى استخدام الهدسات الصلبى أو لزراعة قرنيّة للعين.[٢]


أعراض القرنية المخروطية

ليس بالضرورة مُلاحظة أيّ علامات على الإصابة بـالقرنيّة المخروطيّة، خاصّة في المراحل الأولى من الإصابة، إذ قد يعاني المصاب من تشوّش بسيط في النظر، وضعف النظر مع صعوبة تصحيحه،[٣] فيُسبِّب اضطراب شكل القرنية حرف الضوء عند دخوله عبر القرنية إلى شبكية العين، الأمر الذي يشوّش الرؤية.[٤] وتتضمّن الأعراض الأخرى كلًّا ممّا يأتي:[٣]

  • رؤية ما يُشبه الوهَج أو الهَالة الضوئيّة عند النظر إلى الأضواء.
  • صعوبة الرؤية خلال الليل.
  • زيادة حساسيّة العين المُصابة تجاه الضوء الساطع.
  • تهيّج العين المُصابة.
  • ألم في العين، الذي يصاحبه صداع في بعض الأحيان.
  • تفاقم سوء الرؤية المفاجئ، أو تضبّب الرؤية.
  • الحاجة إلى تغيير النظارات خلال أوقات متقاربة أكثر من المُعتاد.[٤]
  • المعاناة من قصر النظر.[٤]
  • الإصابة باللابؤريّة غير المُنتظمة.[٤]


عوامل خطر القرنية المخروطية

في ما يخصّ أسباب الإصابة بالقرنيّة المخروطيّة فهي ليست مُحدّدة بالضبط،[٣] ويُرجّح أنّها تحدث بدايًة نتيجة اضطراب الإنزيمات الموجودة في قرنية العين، مما يُعرّضها أكثر للجذور الحرّة، والتلف التأكسديّ الناجم عن وجودها، وهو ما يُسبّب ضعف أنسجة القرنيّة التدريجيّ وبروزها نحو الخارج.[٤] ويُعتقَد أنها تصدر عن اضطراب التوازن ما بين إنتاج الكولاجين وتلفه في القرنية، الأمر الذي يُسبِّب زيادة فقدانه. أمّا العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالقرنيّة المخروطيّة فهي الآتي:[٣]

  • العامل الجينيّ، إذ يبدو أنّ نسبة إصابة تزداد لدى الأشخاص ممّن يعاني أحد أفراد عائلاتهم من القرنيّة المخروطيّة، كما أنّها أكبر لمن لديهم تاريخ عائليّ للإصابة ببعض الاضطرابات المرضية الأخرى؛ كمتلازمة داون.
  • التهاب العين المُزمن، نتيجة تهيّجها المُستمرّ، أو كثرة تعرّضها لمُحفّزات الحساسيّة والمُهيّجات، مما قد يسبب تلف أنسجة القرنيّة أو إضعافها.
  • كثرة فرك العينان، فعدا عن كونها من عوامل الإصابة بالقرنيّة المخروطيّة، فهي قد تزيد من تدهور الوضع للمُصابين فيها مُسبقًا.
  • العُمر، فعادًة ما تُكتشف حالات الإصابة بالقرنيّة المخروطيّة خلال مدة البلوغ.
  • الإفراط في التعرّض للأشعة فوق البنفسجيّة القادمة من أشعة الشمس.[٤]
  • استخدام عدسات لاصقة غير مُلائمة لمقاس العين وشكلها لمدة طويلة من الزمن.[٤]


تشخيص القرنية المخروطية

يعتمد طبيب العيون على فحص العين، وأخذ التاريخ المرضيّ كاملًا من المُصاب عند تشخيصه، كما أنّ إثبات إصابته بالقرنيّة المخروطيّة أو نفسها يحدث بإجراء عدّة فحوصات أخرى. ويُذكر منها الآتي:[٣]

  • تصوير طوبوغرافيّة القرنيّة (Corneal Topography): صورة يأخذها الطبيب عن طريق الحاسوب لتحديد الانحناءات الموجودة في القرنيّة، مما يُساعد في تشخيص القرنيّة المخروطيّة في مراحلها الأولى، ومتابعة وضعها مع المُصابين، وهي من أكثر الفحوصات التشخيصية دقة لتشخيص الإصابة بالقرنية المخروطية في مراحلها الأولى.
  • اختبار المصباح الشقّيّ (Slit-Lamp Exam): الفحص الذي يُتيح تحديد المشكلات في الطبقة الخارجيّة والطبقة الوسطى من القرنيّة.
  • مِقْياسُ الثِّخَن (Pachymetry): ذلك لتحديد المناطق المُترقّقة من القرنيّة.


علاج القرنية المخروطية

تُعالَج الحالات البسيطة الأوليّة من القرنيّة المخروطيّة باستخدام النظارات الطبيّة، أو باستخدام العدسات اللاصقة اللينة، لكنّ كليهما ليس كافيًا للسيطرة على أعراض المرض في حال تدهوره وتقدّمه؛ لذا يلجأ الأطباء إلى اختيار واحد أو أكثر من العلاجات الآتية:[٤]

  • تصالب الألياف الكولاجينيّة القرنيّة (Corneal crosslinking)، التي تقوّي من أنسجة القرنيّة بما يعيق بروزها نحو الخارج، بذلك تُقلّل من احتمال الحاجة إلى إجراء زراعة للقرنيّة، كما أنّها من الطرق المُستخدمة لتقليل المُضاعفات المُرتبطة بإجراء بعض العمليات التصحيحيّة؛ كـالليزك.
  • العدسات اللاصقة، يوجد كثير من الأنواع التي قد تساعد في علاج القرنية المخروطية؛ مثل: العدسات اللاصقة النافذة للغازات (Gas Permeable Contact Lenses, GPs)، وهي من الخيارات الجيّدة في حال كانت العدسات اللاصقة اللينة والنظارات غير مُريحة للمُصاب، إذ يوفّر هذا النوع من العدسات حدّة بصر أكبر، والمساعدة في تحسين النظر لدى المصاب عند استخدامها. ومن أنواعها أيضًا العدسات اللاصقة الليّنة المُعدّة وفق قياسات القرنيّة الخاصّة بكلّ مُصاب، والتي تُستخدم في بعض الحالات الطفيفة إلى المتوسّطة من القرنيّة المخروطيّة، كما أنّها مريحة أكثر من العدسات اللاصقة النافذة للغازات، لكنّ تكلفتها عالية نوعًا ما.
  • زراعة القرنيّة، خيار الأطباء الجراحيّ في الحالات المُتقدّمة للغاية، أو الحالات التي لم تُجدِ معها العدسات السابقة نفعًا، لكن في معظم الأحيان قد يحتاج المصاب إلى النظارات الطبيّة حتّى بعد إجراء العمليّة.


مضاعفات القرنية المخروطية

بالنسبة للمضاعفات المحتمل حصولها عند الإصابة بالقرنيّة المخروطيّة؛ ففي بعض الحالات يصبح التدهور سريعًا للغاية في الرؤيّة، مما يُسبّب تكوّن الندوب في القرنيّة، وانفصال أغشيتها الداخليّة أو تلفها، وتجمّع السوائل فيها، وفي حال كانت الندوب في مكان التقعّر وتسبّبت في تفاقم وضع القرنيّة لدى المُصاب، وتعارضت مع قُدرته على النظر؛ فقد يضطّر الأطباء حينها إلى اللّجوء لخيار زراعة القرنيّة بمنزلة حلٍّ وحيد للحفاظ على نظر المصاب.[٢]


المراجع

  1. "Keratoconus", cornea, Retrieved 4-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Keratoconus", mayoclinic,20-3-2019، Retrieved 4-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Keratoconus", hopkinsmedicine, Retrieved 4-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د William Trattler (7-2019), "Keratoconus: Causes, symptoms and 10 treatment options"، allaboutvision, Retrieved 4-5-2020. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×