معلومات عن الكنغر

كتابة:
معلومات عن الكنغر

الكنغر

يُعدّ الكنغر واحدًا من الأنواع الكبيرة من الجرابيات الأستراليّة، وقد اشتهر بأنّه يقفز على أرجله الخلفيّة دون أن يمشي، وكلمة الكنغر تُشير إلى أنواع الكنغر الرمادي الشرقي، والكنغر الرمادي الغربي، والكنغر الأحمر، كما أنّه يُشير إلى جميع الأنواع التي يبلغ عددها 14 من جنس الكنغر (Macropus)، وبصورة عامّة وأوسع، فإنّ كلمة الكنغر تُشير لكافة الأنواع التي من عائلة الكنغريات (Macropodidae)، وتضم ما يُقارب 65 نوعًا بما فيها الكنغر الشجري (Dendrolagus) والكوكا (quokka).[١]

في ما يلي تصنيف الكنغر علميًّا:[٢]
المملكة
الحيوانيّة (Animalia).
الشعبة
الحبليات (Chordata).
الصف
الثدييات (Mammalia).
الرتبة
ثنائيات الأسنان الأماميّة (Diprotodontia).
العائلة
الكنغريات (Macropodidae).
الجنس
كنغر (Macropus).

وقد اشتُق اسم الكنغر العلمي (Macropus) من كلمة (macropod)، وتعني هذه الكلمة القدم الكبيرة في اللغة اللاتينيّة.[٢]


مواصفات الكنغر

يُعدّ الكنغر من أكبر الحيوانات التي تنتمي للجرابيات في العالم؛ إذ يصل طوله إلى ما يُقارب 1-2.5 مترًا، كما قد يزن ما بين 18- 90 كيلو غرامًا، ويُعدّ الكنغر الرمادي الشرقي أثقل وأضخم الجرابيات في العالم، بينما الكنغر الأحمر هو أكبرها نظرًا لأنّه قد يصل وزنه نحو 90 كيلو غرام، وكما أنّ طوله يُقارب 1.8 متر، ويمتلك الكنغر أرجل خلفيّة قوية وأقدام كبيرة، كما أنّ ذيله يتّصف بأنّه عضلي وذلك يُساعد في إبقائه متوازنًا أثناء الحركة، ويُعدّ الكنغر الحيوان الوحيد ذو الحجم الكبير والذي يستخدم القفز كوسيلة أساسيّة للتنقل والذهاب من مكان لآخر، كما يُمكن لذكر الكنغر أنْ يقفز إلى أطوال وأبعاد كبيرة تصل إلى 9 أمتار وبارتفاع يصل إلى 3 أمتار، وقد تصل سرعة الكنغر إلى ما يُقارب 64 كيلو مترًا في الساعة الواحدة.[٣]

يمتلك الكنغر معدة حجرة تُشبه المعدة التي تمتلكها الأبقار وذلك لتساعدها في عملية الهضم، كما أنّ أسنانه حادّة وقوية ويمتلك قواطع قادرة على تقطيع الأعشاب والشجيرات القريبة من الأرض، لها أضراس مُصممة لطحن الغذاء وتتساقط باستمرار بسبب التلف الذي ينتج من نظامها الغذائي، إلّا أنّها سرعان ما تنمو من جديد وتظهر لها أسنان حديثة، وتعيش الكناغر معًا في مجموعات كبيرة تسمى الغوغاء، وتتراوح أعداد المجموعات بين الأعداد الصغيرة وإلى ما يصل لأكثر من 100 حيوان، ويُصنّف من الحيوانات الاجتماعيّة، وتتشارك معًا في لمس الأنف واستنشاقه أحيانًا لبناء وزيادة التماسك داخل المجموعة.[٣]


أنواع الكناغر

لحيوان الكنغر 4 أنواع رئيسية في ما يلي أسماؤها:[٤]

  • الكنغر الأحمر (Macropus rufus): هذا النوع هو الأكبر، وسُمي كذلك نظرًا لأنّ ذكور هذا النوع يمتاز بلون فرائه الأحمر أو البني.
  • الكنغر الرمادي الشرقي (Macropus giganteus): وهو ثاني أكبر أنواع الكنغر ويُعرف باسم الأنواع الرماديّة الكبيرة.
  • الكنغر الرمادي الغربي (Macropus fuliginosus): يُعرف أيضًا باسم الكنغر ذو الوجه الأسود؛ نظرًا لتلوين وجهه ذو الشكل المُميّز.
  • الكنغر الأنتيلوباني (Macropus antilopinus): أو الكنغر ذو الفراء، ويمتاز هذا النوع بأنّه يُشبه الظباء، ويتواجد بكثرة في شمال أستراليا.

ويعتقد العلماء أنّ هناك 6 أنواع من الكنغر بما فيها كنغر والارو (Macropus robustus)، ووالارو الأسود (Macropus bernardus)، ويرتبط هذان النوعان ارتباطًا وثيقًا بحيوانات الولب والكنغر.


وطن الكنغر وأماكن وجوده

يستطيع الكنغر العيش والبقاء على قيد الحياة في الكثير من الموائل المختلفة والمنوعة، وهذا ما سمح للكنغر بأنْ يزداد بأعداده ليصل إلى هذا الكم الهائل من الكناغر، وتعيش هذه الحيوانات في بيئات مختلفة؛ إذ يُمكن إيجادها في الغابات المُشجّرة، وفي السافانا، في الأراضي العشبيّة، الصحاري، والسهول العشبيّة، كما ويتواجد الكنغر في أستراليا، تسمانيا، والجزء المحيطة بها، كما أنّ أنواع الكنغر الأربعة تعيش وتتواجد في مناطق مختلفة من أستراليا، إلّا أنّ الكنغر الأحمر يمتلك النطاق الأكثر انتشارًا في جميع أنحاء أستراليا.[٥]

نظرًا لأنّ حيوان الكنغر قصير الأنف يعيش في الجحور التي تتواجد في الأراضي القاحلة، كما تعيش في الجدران الصخريّة في الصحراء الجنوبيّة، وعُثر على الكناغر الشجريّة في أعالي الغابات في غينيا الجديدة وأستراليا، والكناغر المسكية تقطن أيضًا في المناطق السفليّة الرطبة والكثيفة، كما وتعيش حيوانات الولب ذات العنق الأحمر في العديد من الموائل بما فيها القمم الجليديّة التي تتواجد في جبال تسمانيا، أمّا الكوكاس فيتواجد في جزيرتين قبالة الساحل الجنوبي الغربي لأستراليا، وهذا يدل على قدرة الكنغر على التكيّف والتأقلم مع الأجواء والمناطق المختلفة لدرجة أنّ أكبر 3 أنواع من الكناغر يُعثر عليها أحيانًا في الحدائق العامة، وحدائق الضواحي، وحتى في ملاعب الغولف.[٦]

وقد استفاد البشر على مر السنين وطوال تاريخ أستراليا من الكنغر نظرًا لأعداده؛ فهو مورد هام جدًا للسكان الأصليين، فقد كانوا يستخدمون لحم الكنغر وجلده وأوتاره وعظامه في كثير من المجالات، كما استفاد حيوان الكنغر من التغييرات الكبيرة التي حدثت مع استقرار الأوروبيين في أستراليا، وذلك نظرًا لتوفّر أراضي الرعي للماشيّة، والذي تعتبره الكناغر غطاء نباتي هام تتغذّى عليه، كما قلّت أعداد الدانغو حينذاك، وفي الوقت ذاته تسببت الزيادة الكبيرة في أعدادها إلى الحوادث المروريّة والتصادمات تمامًا كالتي حصلت مع الغزلان ذات الذيول البيضاء؛ فالكنغر يُصاب بحالة من الذهول عندما يسمع صوت المحرك، أو يرى أضواء المصابيح الأماميّة للسيارات، ممّا يجعله يقفز أمامها، وهذا ما يُسبب اصطدام السيارات به مما يؤدي لقتلها أو إصابتها، إضافة لإلحاق الأضرار البالغة بالمركبات.[٥]


غذاء الكنغر

تُصنّف الكناغر على أنّها من الحيوانات العاشبة؛ فهي تتغذّى على كميات كبيرة ومجموعة متنوعة وواسعة من النباتات، ويُشبه الكنغر الكبير في طريقة تناوله للطعام الغزلان والماشية؛ إذ تَستخدم أيديها لسحب الأغصان للأسفل وذلك لتتمكن من الوصول إلى الأوراق، كما أنّ معدتها الحجرة تعمل تمامًا كمعدة الحيوانات المجترّة، مثل: الماعز والأغنام؛ إذ أنّها بعد أنْ تتناول الطعام وتبتلعه تجترّه من حجرة الطعام، ثم تمضغه من جديد وتبتلعه لإتمام عملية الهضم النهائي.[٦]

تُعدّ معظم حيوانات الكنغر من حيوانات الرعي التي تعتمد على الحشائش وتُقطّعها بأسنانها أثناء تجوالها في غابات السافانا الأستراليّة، ورغم رعي الكنغر لجميع الحشائش التي يراها في طريقه، إلّا أنّه لا يأكل سوى الأشياء المفيدة له، مثل: الأوراق والزهور، والسراخس والحشرات والطحالب، ويُقدّم الأشخاص الذين يعتنون بحيوان الكنغر في حديقة حيوان سان دييغو للكنغر الكريات العاشبة، وحفنة من البسكويت عالي الألياف، إضافةً للخضار كوجبات يوميّة.[٦]


سلوك الكنغر

نظرًا لأنّ الكنغر من الجرابيات؛ فهذا يعني أنّه يمتلك كيسًا عند بطنه يُربّي فيه أطفاله، ويعيش المولود في هذا الكيس ويتغذّى على الحليب الذي يشربه من الغدد الثدييّة، ورغم أنّ الكنغر لا يلد سوى صغير واحد سنويًّا، إلّا أنّه قادر على الاحتفاظ بأجنّة إضافيّة في حالة سُبات تُسمى انقطاع الجنين الجنيني، وتبقى هذه الأجنّة كذلك حتى يكبر الصغير الأول ويترك الكيس ويخرج منه.[٧]

وللكنغر 4 حلمات تُرضع منها طفلها، وتوفّر كل حلمة منها حليبًا يختلف باختلاف المرحلة التي يمر بها الجنين، ويُصدر الكنغر صوت الهمسة أو التذمّر عندما يخاف أو يجزع، بينما الإناث تُصدر أصواتًا كالنفر عندما ترغب بالتواصل مع أبنائها، في حين أنّ الذكر يُصدر صوت كالضحكة المكتومة عندما يرغب بالتزاوج، ويكون الكنغر في أوج نشاطه بين فترة الغسق والفجر، ففي هذا الوقت يبحث عن طعامه المفضل ويبدأ بتناوله، كما ويُعدّ الكنغر من الحيوانات التي تحتاج للماء بشدّة حتى تبقى على قيد الحياة وتبحث عنها في الأرجاء، وعندما تيأس من إيجاد الماء وتبحث كثيرًا ولا تجده فإنّها تحفر ثقوبًا في الأرض تصل لعمق متر واحد تبحث فيها عن الماء.[٧]

كما ويتعرّض الكنغر للافتراس من عدد قليل من الحيوانات المفترسة الطبيعية، مثل: حيوان الدنغو، النسر ذو الذيل الوتد، نمو تسمانيا التي انقرضت، وأخيرًا البشر الذين يُهددون أعداد هذه الحيوانات، وأحيانًا تتناول الكلاب البريّة والثعالب صغار الكنغر، كما وتُعدّ الحيوانات العاشبة منافسًا قويًّا للكنغر نظرًا لتنافسها على الغذاء، وقد اعتُبرت المستوطنة الأوروبيّة مكانًا مثاليًّا لهذه الكناغر نظرًا لأنّها تحتوي على مصادر مياه دائمة، مثل: التجاويف والسدود، كما أنّها تحتوي على أعشاب المراعي بكثرة، وعدم وجود نمور التسمانيا التي انقرضت، وإبادة الدنغو، وانتشار المناظر الطبيعيّة بكثرة.[٧]


تكاثر الكنغر ودورة حياته

تبدأ حياة الكنغر من التكاثر الجنسي؛ إذ تحمل أنثى الكنغر وتلد بعد مرور شهر واحد فقط ممّا يجعل فترة حملها تُصنّف بالقصيرة، حيث يتزاوج مع أنثى الكنغر الخصبة، وتتطوّر هذه البويضة التي يُخصبّها الذكر لتُصبح جنين كنغر في بطن أمه، إلّا أنّ هذا الجنين لا يغرس نفسه في المشيمة ليتغذى طوال فترة الحمل، بل يخرج الجنين بعد شهر إلى كيس الأم الذي يُوجد على بطنها، كما أنّه يتغذّى داخل الكيس بعد شهر.[٨]

يكون الجنين في هذه المرحلة قليل الحركة وبالكاد أن يتحرك، كما أنّ أرجله الخلفيّة تكون على شكل جذوع فقط؛ إذ تستخدم أرجلها الأماميّة لتخرج من قناة الولادة عبر فراء الأم السميك إلى الكيس، ثم تتعلّق بواحدة من الحلمات التي تمدّها بالغذاء لعدّة أشهر، وتتنقل بين الحلمات فيما بعد؛ إذ أنّ كل واحدة منها تُناسب مرحلة مختلفة ويرضع منها الجنين واحدةً تلو الأخرى، ثم يعيش الجنين والجنين النامي في كيس الأم، ثم تُرضع صغارها كمختلف أنواع الثدييات.[٨]

لكن دورة حياة الكنغر تختلف عن أنواع الثدييات العاشبة، مثل الأرنب أو الغزال، فعلى سبيل المثال يعيش الجنين وبتربّى في كيس الأم بدلًا من الرحم واتصاله في المشيمة، كما أنّ الكنغر الصغير يُولد أعمى وخالي من الشعر تمامًا، ولا يزيد طوله عن 2.5 سم تقريبًا، ويتغذّى صغير الكنغر على الحليب الذي تُفرزه حلمات الأم من الغدد الثدييّة لمدة 6 أشهر كأقل مدّة، وهذه المدة تُعدّ كافيّة حتى ينمو الجنين ويُصبح كنغر صغير، وبعد مرور شهر ونصف إلى شهرين تقريبًا من قطونه في الكيس يُصبح ناضجًا وينطلق من تلقاء نفسه ويعيش بمتوسط عمر يصل إلى حوالي 6 سنوات.[٨]

لكن بعد مرور الستة أشهر يبدأ صغير الكنغر بالخروج من هذا الكيس وممارسة الرعي بنفسه، كما يبقى لفترات أطول خارج الكيس، لكنّه في النهاية يعود إلى هذا الكيس للرضاعة والنوم وعند الإحساس بالخطر القادم، وبعد شهرين أُخريين يخرج الكنغر تمامًا من الكيس لتستطيع الأم حينها إنجاب كنغر جديد، لكن في بعض الحالات تُخصّب البويضة أثناء وجود الجنين في الكيس ممّا يجعل البويضة تتأخّر في النمو ولا تحمل بسرعة، ويعيش الكنغر في المتوسط 6 سنوات في البرية، إلّا أنّه قد يعيش إلى ما يُقارب 20 سنة في الأسر المحمية، ومعظم حيوانات الكنغر لا تصل لمرحلة البلوغ أو النضج نظرًا لتعرّض صغار الكنغر والأجنّة للافتراس من قِبل العديد من الحيوانات.[٨]


الخلاصة

يعد الكنغر من الحيوانات المشهورة على مستوى العالم، وهو أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر دولة استراليا، ويعد من الأنواع الكبيرة من الجرابيات، وهو حيوان طويل يصل طوله إلى ما يُقارب 1-2.5 مترًا، وتوجد منه عدة أنواع، ويمتلك كيسًا بطنيًا يحمل فيه صغاره، ويتكاثر جنسيًا، ويمكنه العيش لقرابة 20 سنة.


المراجع

  1. "kangaroo", britannica, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Kangaroo", a-z-animals, 1/3/2021, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Kangaroo Fact Sheet", pbs, 23/7/2020, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  4. Regina Bailey (13/12/2019), "Kangaroo: Habitat, Behavior, and Diet", thoughtco, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Kangaroo", animals, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Kangaroo and Wallaby", animals sandiegozoo , Retrieved 26/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Kangaroos", bushheritage, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث Bert Markgraf (22/11/2019), "What is the Life Cycle of a Kangaroo?", sciencing, Retrieved 26/6/2021. Edited.
6882 مشاهدة
للأعلى للسفل
×