محتويات
المثانة العصبية
هناك العديد من الاضطرابات التي يمكن أن تحدث في مختلف أعضاء الجسم عند اضطراب التعصيب الحسي أو الحركي لهذه الأعضاء، وهذا ما يحصل فعلًا فيما يُعرف بالمثانة العصبية، فالمثانة تعتمد على مجموعة من العضلات التي تسمح لها بالتقلص وبالتالي تحرير ما تحويه من بول، وذلك عندما يكون الشخص جاهزًا لهذا، ويقوم الدماغ عادة بتنظيم هذه العملية بشكل دقيق، إلّا أنّه أحيانًا تحدث الاضطرابات العصبية في الرسالة التي يتلقّاها الدماغ من المثانة، وذلك بدلًا من تلقيه الرسالة عند امتلاء المثانة، والتي عادة ما تدفع الشخص للقيام بعملية التبول، وسيت الحديث في هذا المقال عن أسباب المثانة العصبية وعلاجها والأعراض المرافقة لها. [١]
أسباب حدوث المثانة العصبية
يجب أن تعمل العديد من العضلات والأعصاب بالتزامن مع بعضها البعض من أجل أن تقوم المثانة بعملها بشكل صحيح، أي تخزين البول حتّى اللحظة التي يسمح بها الشخص بطرح هذا البول في الوقت المناسب، ولذلك تحدث العديد من السيالات العصبية بالاتجاهين بين العضلات المسؤولة عن إفراغ المثانة والدماغ، وعند أذية الأعصاب الموجودة في هذا الطريق، يمكن أن تحدث المشكلة في قدرة العضلات على الانقباض والاسترخاء في الوقت المناسب، ولذلك فهناك العديد من الأمراض والحالات الصحية التي تقود لمرض المثانة العصبية، ومن هذه الحالات ما يأتي: [٢]
- مرض ألزهايمر.
- التشوهات الخلقية في النخاع الشوكي، مثل تشوه السنسنة المشقوقة.
- الأورام التي تصيب الدماغ والنخاع الشوكي.
- الصرع.
- التهاب الدماغ.
- مشاكل التعلم، مثل ما يُعرف باضطراب فرط الحركة نقص الانتباه ADHD.
- التصلب المتعدد MS.
- داء باركنسون.
- إصابات النخاع الشوكي.
- السكتة الدماغية.
كما أنّ هناك بعض الاضطرابات والأذيات التي تصيب الأعصاب المعصبة للمثانة، والتي يمكن أن تؤدّي إلى المثانة العصبية بالحصلة، وتتضمّن هذه الأذيات ما يأتي:
- الأذية العصبية المباشرة أو الاعتلال العصبي.
- الأذية العصبية نتيجة الإدمان الكحولي المديد.
- الأذية العصبية نتيجة الإصابة بداء السكري لفترة زمنية طويلة.
- عوز فيتامين B12.
- الأذية العصبية الناجمة عن الإصابة بالسفلس -أو ما يُعرف بالزهري-.
- الأذية العصبية الناتجة عن الجراحات التي تُجرى على منطقة الحوض.
- الأذية العصبية نتيجة فتق النواة اللبية -أو ما يُعرف بالديسك- أو تضيق القناة الفقرية.
أعراض المثانة العصبية
يمكن أن تتفاوت أعراض المثانة العصبية بين شخص وآخر، كما من الممكن أن تترافق أعراض هذا المرض مع أعراض السبب الذي أدّى إليه، ولكن يمكن القول أنّ أعراض علامات المثانة العصبية تتضمن بشكل عام ما يأتي: [٣]
- تشكّل الحصيات الكلوية، والتي من الممكن أن تكون صعبة التشخيص، وذلك بسبب احتمالية عدم شعور الشخص بالآلام المرافقة للحصيات الكلوية عند وجود الأذيات العصبية المرافقة، إلّا أنّ أعراض الحصيات الكلوية تتضمن الحمّى والقشعريرة وغيرهما.
- سلس البول.
- نزول قطرات بولية قليلة عند الإفراغ البولي الإرادي.
- الإلحاح البولي وتكرار الحاجة للتبول.
- فقدان الإحساس بامتلاء المثانة.
- كما يمكن أن يشعر المريض بأعراض الإنتان البولي، كالحرقة البولية والألم أثناء التبول.
ويمكن التفريق بين حالتين من المثانة العصبية بناء على الأعراض الحاصلة، الأولى والتي تُعرف بفرط نشاط أو استجابة المثانة، والثانية تُدعى نقص استجابة المثانة، حيث تتضمّن أعراض فرط استجابة المثانة ما يأتي: [٢]
- الحاجة المتكررة للتبول وخروج كميات قليلة كلّ مرة.
- صعوبة في إخراج كامل كمية البول الموجودة في المثانة.
- فقدان السيطرة على المثانة.
أمّا فيما يتعلق بنقص نشاط المثانة، فإنّه يمكن أن يترافق بالأعراض الآتية:
- كون المثانة ممتلئة وحدوث التنقيط البولي منها.
- عدم حدوث الإحساس بامتلاء المثانة.
- صعوبة في بدء عملية التبول أو إفراغ كامل البول من المثانة.
تشخيص المثانة العصبية
عند الشك بوجود مرض المثانة العصبية عند المريض، يسعى الطبيب من أجل تحديد السبب المباشر الذي أدّى إلى هذا الاضطراب، وهذا الأمر يتضمن فحص الدماغ والنخاع الشوكي والمثانة، وبالتالي فإنّ الطبيب قد يسأل العديد من الأسئلة فيما يخصّ هذه الأعضاء، بالإضافة إلى الاستفسار عن القصة العائلية لوجود هذه المشكلة، ومن ثمّ تُطلب عدّة فحوصات شعاعية، من هذه الفحوصات ما يأتي: [٤]
- صورة شعاعية للجمجمة والنخاع الشوكي: والتي تستخدم الأشعة السينية لرسم صورة للأعضاء والعظام وعلاقتها ببعضها.
- الإيكو أو التصوير بالأمواج فوق الصوتية: والذي يستخدم الأمواج عالية الصدى لتركيب صورة من الأعضاء التي يتم تصويرها.
- تنظير المثانة: حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب صغير ومرن يملك في نهايته كاميرا عبر الإحليل إلى داخل المثانة، وخلال هذه الطريقة يستطيع الطبيب فحص المجرى البولي بشكل دقيق وجدار المثانة الداخلي، كما يمكن كشف التشكلات الكتلية المعيقة للإخراج البولي.
- فحص حركية البول: وهو من الفحوصات التي تسمح بتحديد كمية البول التي تستطيع المثانة تخزينها وتوضيح عملية التبول والاضطرابات الحاصلة فيها.
علاج المثانة العصبية
هناك العديد من الخيارات العلاجية التي توصف أو تتّبع من أجل علاج حالة المثانة العصبية، وتختلف هذه الخيارات بحسب السبب المؤدّي للحالة، وتتضمّن بشكل رئيس ما يأتي: [٥]
- القسطرة المتقطعة النظيفة CIC: والتي تُستخدم لتخليص المثانة من البول المتجمّع دون الحاجة لعملية التبول.
- الأدوية: والتي تتضمّن مضادات الكولين كالأوكسيبوتينين والتولتيرودين وغيرهما.
- حقن البوتوكس: أو ما يُعرف طبيًا بالذيفان الوشيقي، والذي يتمّ حقنه في المصرة المثانية من أجل منع تشنّجها.
- زيادة حجم المثانة جراحيًا: وذلك عن طريق اقتطاع جزء من الأمعاء الغليظة ووصله بجدران المثانة، ممّا يخفّف الضغط عن المثانة ويسمح لها باستيعاب كمية أكبر من البول.
- القناة اللفائفية: حيث يتمّ وضع قطعة صغيرة من الأمعاء مكان وصول البول من الحالبين، ووصل هذه القطعة مع الخارج، وذلك لإفراغها يدويًا عند امتلائها.
- تغيير نمط الحياة: كالابتعاد عن أنواع محدّدة من الأطعمة والمشروبات التي تؤدّي إلى تخريش المثانة، كبعض المشروبات الحاوية على الكافيين، مثل القهوة والمشروبات الغازية والأطعمة الحارّة والحمضيات، كما يمكن لتخفيف الوزن أن يقلل من الضغط على المثانة، كما يمكن أن ينصح الطبيب بالتدرّب على أوقات التبول وجعلها منتظمة وبوقت محدّد من أجل تدريب المثانة على استشعار الامتلاء بالبول، بالإضافة إلى تسجيل الأوقات التي يقوم بها الشخص بعملية التبول من أجل متابعة الحالة بشكل دقيق. [١]
المراجع
- ^ أ ب "Neurogenic Bladder", www.healthline.com, Retrieved 09-08-2019. Edited.
- ^ أ ب "Neurogenic bladder", medlineplus.gov, Retrieved 09-08-2019. Edited.
- ↑ "Symptoms of Neurogenic Bladder", stanfordhealthcare.org, Retrieved 09-08-2019. Edited.
- ↑ "Neurogenic Bladder", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 09-08-2019. Edited.
- ↑ "Neurogenic Bladder: Management and Treatment", my.clevelandclinic.org, Retrieved 09-08-2019. Edited.