معلومات عن المسجد الأقصى

كتابة:
معلومات عن المسجد الأقصى

ما هو المسجد الأقصى؟

المسجد الأقصى هو اسم لسور يضمّ في داخله مسجد قبة الصخرة ذا القبّة الذهبيّة المعروف الذي يقع في قلب هذا البناء المسوّر، بالإضافة إلى المسجد القبلي الذي يقع في جهة القبلة من هذا السور ولون قبّته رصاصيّة مائلة للسواد، وأيضًا يضمّ هذا البناء نحوًا من 200 معلَمٍ بين مساجد ومبانٍ وأروقة ومصاطب وأسبلة ماء وقباب ومحاريب ومنابر ومكتبات وأبواب ومآذن وآبار ماء، ويقع المسجد الأقصى في مدينة القدس الشريفة العتيقة، في المكان المعروف بالبلدة القديمة، ومكانه تحديدًا في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة للقدس المباركة.[١]


كم تبلغ مساحة المسجد الأقصى؟

تبلغ مساحة المسجد الأقصى 144 دونمًا؛ أي ما يعادل 144000 مترٍ مربعٍ، ويشكّل سدس مساحة المدينة القديمة، وشكلّه مضلّع أو شبه مستطيل، وأطوال أضلاعه كما يلي:[١]

  • طول الضلع الغربي: 491م.
  • طول الضلع الشرقي: 462م.
  • طول الضلع الشمالي: 310م.
  • طول الضلع الجنوبي: 281م.


إلى أين تمتد حدود المسجد الأقصى؟

لقد حدّد العلماء حدود المسجد الأقصى بالاعتماد على التاريخ والحدود القديمة التي بُنيت عليها مباني المسجد الأقصى، وقد بلغت عند بعض العلماء 40 مكانًا تحدد حدود المسجد الأقصى وهي:[٢]


  • المُصلّى القبلي أو الجامع القبلي.
  • قبة الصخرة.
  • المصلى المرواني وهو المدخل.
  • جامع النساء.
  • جامع عمر.
  • المئذنة الفخرية.
  • مئذنة باب السلسلة.
  • مئذنة الغوانمة.
  • مئذنة باب الأسباط.
  • حائط البراق.
  • المتحف الإسلامي.
  • منبر برهان الدين.
  • سبيل قايتباي.
  • دار الخطابة.
  • الزاوية الختنيّة.
  • قبة السلسلة.
  • السور الشرقي.
  • باب التوبة.
  • باب الرحمة.
  • باب حطة.
  • باب شرف الأنبياء.
  • باب الغوانمة.
  • باب الناظر.
  • باب الحديد.
  • باب القطانين.
  • باب المطهرة.
  • باب السلسلة.
  • باب السكينة.
  • باب المغاربة.
  • باب الأسباط.
  • قبة سليمان.
  • سبيل سليمان.
  • حارة المغاربة.
  • القبة النحوية.
  • القصور الأموية.
  • قبة موسى.
  • مقبرة الرحمة.
  • إحدى البوائك.
  • إحدى المصاطب.


فهذه الأنحاء من المسجد الأقصى هي التي تشكّل حدوده في المدينة القديمة التي يقع فيها، وكلّ هذه المباني تقع داخل السور، وكلّ واحد من هذه المباني يقع في زاوية يُعلن من خلالها وصول المسجد الأقصى إلى نقطة معيّنة في الجزء الذي يحتله في مدينة القدس.[٢]


تسميات المسجد الأقصى

بمَ كان يُعرف المسجد الأقصى قديمًا؟

إنّ اسم المسجد الأقصى هو اسم قد جاء به الإسلام وصار المسلمون يطلقون عليه هذا الاسم، ولكنّ للمسجد الأقصى تسميات أخرى، ومنها:


بيت المقدِس

وهذا هو الاسم القديم والمعروف قبل مجيء الإسلام، وقد وردت هذه التسمية في كثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك حديث رحلة الإسراء الطويل في صحيح مسلم من طريق أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ"،[٣] ومعلوم أنّ المسجد الذي دخله النبي -عليه الصلاة والسلام- هو المسجد الأقصى.[٤]


وأيضًا هنالك الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- الذي يروي جانبًا من سيرة سليمان -عليه السلام- حين بنى المسجد الأقصى، فيقول الحديث: "إنَّ سليمانَ بنَ داودَ لما بنى بيتَ المقدسِ سأل اللهَ عزَّ وجلَّ خلالًا ثلاثًا"،[٥] ومعلوم أنّ النبي سليمان -عليه السلام- إنّما بنى المسجد الأقصى لا مدينة القدس؛ وذلك لأنّ اسم بيت المقدس قد يُراد به أحيانًا مدينة القدس، ولكنّه في الحديثين السابقين قد أُريد به المسجد الأقصى.[٤]


المسجد الأقصى

وهذا الاسم هو الذي أُطلق على المسجد بعد مجيء الإسلام، وقد وردت هذه التسمية في القرآن الكريم، فالذي سمّاه بذلك هو الله سبحانه وتعالى؛ إذ يقول -سبحانه- في سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}،[٦] فمنذ ذلك الوقت وهذا المسجد المُبارك معروف بين المسلمين باسم المسجد الأقصى.[٤]


البيت المُقدّس

وهي تسمية إسلاميّة متأخّرة من قبيل إضفاء صفة التقديس على هذا المسجد المبارك، وغالب الظنّ أنّها أطلقت عليه خلال العصور التي كانت فيها الحملات الصليبية على الأراضي الإسلامية، فقد وردت هذه التسمية في كلام الإمام ابن حجر إذ قال:[٧]


إلى بيت المُقَدَّس قد أتينا

جِنان الخُلد نُزُلًا من كريمِ

قطعنا في محبّته عقابًا

وما بعد العقابِ سوى النعيمِ


وكذلك وردت هذه التسمية في شعر أحد المسلمين الذي كانوا رهائن عند الصليبيين، فقد أرسل أبياتًا إلى القائد صلاح الدين -رحمه الله- يطلب منه النجدة والنصرة، فيقول:[٧]

يا أيها الملك الذي

لمعالمِ الصُّلبانِ نكَّسْ

جاءتْ إليكَ ظلامةٌ

تسعى من البيتِ المُقدَّسْ

كل المساجد طُهِّرت

وأنا على شرفي أُنجَّسْ


لماذا سمي المسجد الأقصى بهذا الاسم؟

إنّ الذي يجب معرفته أولًا أنّ لفظة "الأقصى" المقصود بها هو الأبعد، فمن هنا يكون معناه المسجد الأبعد، ولكن قد يتبادر إلى الذهن سؤال وهو: الأبعد أو الأقصى عن أيّ شيء؟ والإجابة هو أنّه المسجد الأقصى أو الأبعد عن المسجد الحرام الذي بمكّة المكرّمة، وقد قال بعض العلماء إنّ سر اختيار لفظة الأقصى هو من قبيل التمييز بينه وبين المسجد النبوي الذي لم يكن قد بُني بعد، فهي إذًا من قبيل إزالة اللبس الذي قد يحدث -ربّما- في عصور الإسلام المتأخرة، فلو قيل المسجد القصي -أي البعيد- فربما قد يعتقد بعضهم أنّ المقصود هو مسجدٌ آخرُ، ولكنّ لفظة "الأقصى" كانت دقيقة جدًّا، والله أعلم.[٤]


تاريخ المسجد الأقصى

من أوّل من بنى المسجد الأقصى؟


البناء الأوّل

لقد جاء في الحديث الصحيح من طريق أبي ذر -رضي الله عنه- أنّه قال: "سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ؟ قالَ المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ عَامًا"،[٨] فهذا الحديث يتّضح فيه أوّل وقت لبناء المسجد الأقصى، ولكنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يقُل من الذي بنى المسجد الحرام ليكون معروفًا عندها من الذي بنى المسجد بصورة دقيقة وفي أيّ وقت كان ذلك، ومن هنا كان الأمر اجتهاديًّا بين العلماء، فقال الإمام القرطبي إنّ الذي بناه أوّلًا هو أحد أبناء آدم عليه السلام؛ لأنّ آدم -عليه السلام- هو من بنى الكعبة المشرّفة.[٩]


وكذلك ذكر الإمام السيوطي أنّ آدم -عليه السلام- هو نفسه من بنى المسجد الأقصى أوّل مرة، وذكر ابن حجر كذلك أقوالًا كثيرة منها أنّ الملائكة هم الذين بنَوا المسجد الأقصى، ومنها أنّه سام بن نوح، ومنها غير ذلك، واستأنس ابن حجر بقول لابن هشام في كتابه "التيجان في ملوك حميَر" أنّ آدم -عليه السلام- بعد أن بنى المسجد الحرام قد أمره الله -تعالى- أن يسير إلى القدس ويبني هنالك مسجدًا، فبناه ونسك فيه.[٩]


البناء الإبراهيمي

ذهب بعض العلماء إلى أنّ بناء أبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- قد جدّد بناء الكعبة الشريفة هو وابنه إسماعيل، وقالوا إنّ ذلك المقصود بقوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}،[١٠] ثمّ بعد الفراغ من عمارة المسجد الحرام ذهب إلى القدس وأعاد تجديد بناء المسجد ليكون لأمّته المسلمة من بعده، ويذكر ابن كثير أنّ المسجد بقي في عهدة أبنائه الصالحين، وقد جدّد بناءه حفيده يعقوب عليه السلام.[١١]


البناء في عهد سليمان عليه السلام

وهذا البناء هو الأقوى عند المسلمين لورود حديث نبوي شريف يسانده، فيروي عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أنَّ سُليمانَ بنَ داودَ لمَّا بنَى بيتَ المقدسِ سأل اللهَ خِلالًا ثلاثًا، سأل اللهَ حُكمًا يُصادِفُ حُكمَه فأُوتيه، وسأل اللهَ مُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِه، فأُوتيه، وسأل اللهَ حين فرغ من بناءِ المسجدِ ألَّا يأتيَه أحدٌ لا يَنهزُه إلَّا الصَّلاةُ فيه أن يُخرِجَه من خطيئتِه كيومِ ولدته أمُّه".[١٢][١١]


وقال الإمام النووي إنّ الثابت في القرآن أنّ إبراهيم -عليه السلام- قد بنى المسجد الحرام والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال إنّ سليمان -عليه السلام- قد بنى المسجد الأقصى، وبينهما أكثر من ألف سنة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال إنّ بين بناء المسجد الحرام والمسجد الأقصى أربعين عامًا، فالظاهر أنّ الذي بناهما أوّل مرّة هو آدم -عليه السلام- والأنبياء بعده إنّما قد جدّدوهما فقط، فبذلك يندفع الإشكال عنها.[١١]


البناء الإسلامي

بعد أن فتح الله -تعالى- على المسلمين بيت المقدس في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 15هـ توجّه إلى المسجد الأقصى وبنى فيه مصلّى متواضعًا قريبًا من سور المسجد الأقصى من ناحية القبلة،[١٣] فكان بذلك هو أوّل مسجد للمسلمين قد بُني على أرض المسجد الأقصى، ثمّ في العهد الأمويّ تولّى عبد الملك بن مروان وابنه الوليد بناء المصلّيات والمساجد داخل المسجد الأقصى، فبنى عبد الملك قبة الصخرة، وهي القبة الذهبية المبنية فوق الصخرة المشرّفة التي عرج منها النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج.[١٤]


ثمّ من بعده جاء ابنه الوليد وأكمل عمارة المسجد الأقصى وأعاد بناء المسجد القبلي الذي بناه الخليفة عمر رضي الله عنه، واستمرّت عمارة المسجد الأقصى بين عبد الملك وابنه نحوًا من أربعين سنة، ثمّ تعرّض المسجد لزلزال دمّر أجزاء منه ومن أسواره أيّام أبي جعفر المنصور، فجدّد بناءه، ثمّ ما لبث المسجد أن تعرّض لزلزال آخر أيّام المهدي -والد هارون الرشيد وابن أبي جعفر المنصور- فأعاد بناءه مرة أخرى واهتمّ هو ومن جاء بعده من الخلفاء بالمسجد الأقصى وتجديده وترميمه، وكذلك بعد أن استولى الفاطميون على القدس تعرّض المسجد لزلازل فأعادوا بناءه وحذفوا أربعة أروقة من مساحته الإجماليّة.[١٤]


للتعرّف إلى باني المسجد الأقصى تفصيلًا قم بالاطلاع على هذا المقال: من بنى المسجد الأقصى


حريق المسجد الأقصى

كيف سوّغ الاحتلال فعل الذي أحرق الجامع القبلي؟

بعد احتلال اليهود الصهاينة لأرض فلسطين منذ عام 1948م صارت سطوتهم على الأماكن الدينية كبيرة؛ فقد هدموا كثيرًا من المساجد داخل مدينة القدس وغيرها من المناطق التي صارت تحت سيطرتهم، وقد تمخّض عن هذه الأعمال الحاقدة على الإسلام أن أقدم أحد الصهاينة واسمه "دينيس مايكل" على إحراق الجامع القبلي في المسجد الأقصى عام 1969م، وساعده في ذلك سلطات الاحتلال التي قطعت المياه عن محيط المسجد الأقصى، وعرقلَت سيارات الإطفاء القادمة من خارج محيط المسجد الأقصى، وكذلك منعت كثيرًا من المسلمين من الدخول لإخماد الحريق.[١٥]


وقد كاد الحريق أن يلتهم المسجد كلّه لولا لطف الله -تعالى- ثمّ استماتة المقدسيين في الدفاع عن مسجدهم المبارك، ونتج عن هذا الحريق اشتعال منبر نور الدين زنكي الذي صنعه وحمله صلاح الدين إلى القدس بعد الفتح الصلاحي لها، والتهمت أثاث المسجد وكثيرًا من جدرانه وكادت تصل إلى القبّة، وقد ادعت سلطات الاحتلال بادئ الأمر أنّ الأمر تماس كهربائي، ولكنّها اعترفت أنّ الذي أحرق المسجد مهاجر أسترالي قال إنّه مبعوث الرب وأنّ فعله مذكور في التوراة، ولكنّهم أطلقوا سراحه بدعوى أنّه معتوه، فلم يحاكموه.[١٦]


ما أهمية المسجد الأقصى الدينية؟

تأتي أهميّة المسجد الأقصى الدينية عند المسلمين من أمور كثير قد ذكرها العلماء، منها ما جاء في الكتاب ومنها ما جاء في السنة، ومن تلك النصوص:[١٧]

  • ثاني مسجد بني في الأرض: ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه: "سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ؟ قالَ المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ عَامًا".[٨]
  • مسجد مبارك: كما في الآية المباركة: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[٦]
  • القبلة الأولى للمسلمين: فعن الصحابي الجليل البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنّه قال: "صَلَّيْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفْنَا نَحْوَ الكَعْبَةِ".[١٨]
  • الصلاة فيه مضاعفة: ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه: "تذاكرْنا ونحنُ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَيُّما أفضلُ مسجدُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوْ بيتُ المقدسِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من أربعِ صلواتٍ فيه ولَنِعْمَ الْمُصَلَّى هو".[١٩]
  • لا يدخل في سلطان الأعور الدجّال: ففي الحديث الشريف يذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الدجّال "يبلغُ سلطانُهُ كلِّ منهلٍ لا يأتي أربعةَ مساجدَ الكعبةُ ومسجدُ الرسولِ ومسجدُ الأقصى والطورِ".[٢٠]
  • من المساجد التي تشد إليها الرحال: ففي صحيح البخاري أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "وَلا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى".[٢١]
  • مسرى النبي: لقد كان مسرى النبي -عليه الصلاة والسلام- ليلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فيقول عليه الصلاة والسلام: "أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ".[٢٢]


وصف المسجد الأقصى

كيف يبدو المسجد الأقصى من داخل السور؟

إنّ المسجد الأقصى -كما مرّ سابقًا- هو كلّ ما أحاط به السور الشريف، وتفصيل أبنيته فيما يلي:


بناء المسجد الأقصى

إنّ المسجد الأقصى عبارة عن أبنية كثيرة ومحاريب ومنابر وقباب ومصلّيات، ويتجاوز عدد الأبنية فيه 200 بناء، كالمكتبات وآبار المياه والأسبلة وغير ذلك.[٢٣]


مصليات المسجد الأقصى ومساجده

إنّ في المسجد الأقصى كثير من المساجد والمصليات، وهي في الأجر والثواب واحدة؛ فكلّها تعدّ مسجدًا أقصى، وهي:[٢٣]

  • مسجد قبة الصخرة: ويمتاز بقبته الذهبية، وقد بناه عبد الملك بن مروان، واستغرق بناؤه 6 أعوام، وهو بناء مثمّن الأضلاع تتوسطه الصخرة الشريفة التي عرج منها النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى السماء، وتعلوه قبة يبلغ قطرها 20 مترًا.
  • الجامع القبلي: ويقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى من جهة القبلة، ومن هنا جاءه اسمه، وكان الناس يصلون الجمعة فيه قبل أن يُربط المسجد كله من خلال مكبرات الصوت، وقد بني المسجد بداية في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وجُدّد في عهد معاوية وعبد الملك، وبناؤه الحالي هو الذي بناه عبد الملك بن مروان.
  • المصلى المرواني: وقد بُني في العهد الأموي، ويقع أسفل الزاوية الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى، ويتألف من ستة عشر رواقًا، وهو أكبر المساجد والمصليات المسقوفة في المسجد، ومساحته 4000 متر مربع، حوله الصليبيون عند احتلاله لإسطبلات وبعد تحريره عاد مصلّى، وبعدها هُجر مئات السنوات وافتتح مجددًا عام 1995م.
  • مصلى الأقصى القديم: ويقع تحت الجامع القبلي، ويتكون من رواقين بُنيا في العهد الأموي.
  • مسجد البُراق: ومكان هذا المسجد هو في الناحية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى أسفل باب المغاربة، وسمي بذلك نسبة إلى المكان الذي ربط فيه النبي -عليه الصلاة والسلام- دابة البراق في ليلة الإسراء، والغالب أنّ بناءه كان في العهد الأموي.
  • مسجد المغاربة: وقد بني في عهد صلاح الدين الأيوبي، ويستعمل اليوم متحفًا.
  • جامع النساء: ويمتد بناؤه بمحاذاة الحائط الجنوبي لسور الأقصى الشريف، ويمتد بين الحائط الغربي للجامع القبلي، والحائط الغربي لسور الأقصى الشريف، وهو اليوم مقسوم ثلاثة أقسام، أحدها ملحق بالمتحف، والآخر مكتبة الأقصى الرئيسة، والثالث مستودع.


مآذن المسجد الأقصى

إنّ المآذن في المسجد الأقصى هي أربع قد بنيت في العهد المملوكي، وهي:[٢٤]

  • مئذنة باب المغاربة: وتسمى أيضًا المئذنة الفخرية، وتقع في الجزء الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى، وهي أصغر المآذن، ويبلغ ارتفاعها حوالي 23.5 مترًا، وقد تعرضت للتصدع بسبب زلزال، فهدمت وأعيد بناؤها عام 1922م.
  • مئذنة باب السلسلة: وتقع فوق الرواق الغربي للمسجد الأقصى، ويبلغ ارتفاعها اليوم 35 مترًا، وكذلك قد تأثرت بالزلزال وأعيد بناؤها سنة 1922م.
  • مئذنة باب الغوانمة: وهي أعلى المآذن في الأقصى، ويبلغ ارتفاعها 38.5 مترًا، ويُقال إنّها قد بنيت في العصر الأموي، وتقع على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، وقد جددت عام 1927م وكذلك جددت مؤخرًا.
  • مئذنة باب الأسباط: وتقع على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، ومكانها بين باب الأسباط وباب حطة، وارتفاعها 28.5 مترًا، تصدعت بفعل الزلزال وأعيد بناؤها عام 1927م، وكذلك تعرضت لقذائف الصهاينة ورُمّمت عام 1967م.


قباب المسجد الأقصى

في المسجد الأقصى كثير من القباب، منها ما هو في ساحته، ومنها ما هو فوق المساجد فيها، ومن هذه القباب:[٢٤]

  • قبة الصخرة.
  • قبة الجامع القبلي.
  • قبة المعراج.
  • قبة السلسلة.
  • قبة موسى عليه السلام.
  • القبة النحوية.
  • قبة عشاق النبي عليه الصلاة والسلام.
  • قبة النبي عليه الصلاة والسلام.
  • قبة الأرواح.
  • قبة الخضر عليه السلام.
  • قبة يوسف.
  • قبة يوسف آغا.
  • قبة سليمان.
  • قبة الشيخ الخليلي.
  • قبة مهد عيسى عليه السلام.


أبواب المسجد الأقصى

للمسجد الأقصى خمسة عشر بابًا، منها خمسة مغلقة، وعشرة مفتوحة، وهي:

  • الباب المزدوج.
  • الباب الثلاثي.
  • باب الرحمة.
  • باب الجنائز.
  • باب الأسباط.
  • باب فيصل.
  • باب حطة.
  • باب الغوانمة.
  • باب الناظر.
  • باب الحديد.
  • باب القطانين.
  • باب المطهرة.
  • باب السلسلة.
  • باب المغاربة.


للتعرّف إلى أبواب المسجد الأقصى بشكل مفصل يمكنك الاطلاع على هذا المقال: أسماء أبواب المسجد الأقصى


أروقة المسجد الأقصى

في المسجد الأقصى قديمًا كان هنالك ثلاثة أروقة، منها اثنان ما يزالان حاضران، والثالث قيل إنّ الباحثين قد عثروا على جزء منه، وهو الرواق الشرقي، وأمّا الرواقان اللذان ما يزالان موجودان هما الرواق الغربي والرواق الشرقي، فالرواق الغربي يتألف من خمسة وخمسين عقدًا يمتد على طول السور الغربي للمسجد الأقصى، وقد أدّى حفر سرداب تحته من أحد حاخامات الصهاينة إلى حدوث تشققات أسفل منه، وقد ردمت الأوقاف الإسلامية في القدس هذا السرداب بترسانة مسلحة، وأمّا الرواق الشمالي فيمتد على طول الحائط الشمالي للأقصى، وقد تحوّل إلى مدارس على أوقات متتابعة، واليوم هو مدرستين في الأقصى.[٢٥]


بوائك المسجد الأقصى

والبوائك هي أشبه بقناطير تكون في نهاية الأدراج المؤدية إلى مسجد قبة الصخرة، وعددها ثمانية، والهدف منها كان جماليًّا بالدرجة الأولى، وهي:[٢٦]

  • البائكة الشمالية الشرقية.
  • البائكة الشمالية الغربية.
  • البائكة الشمالية الوسطى.
  • البائكة الجنوبية الوسطى.
  • البائكة الشرقية.
  • البائكة الجنوبية الشرقية.
  • البائكة الجنوبية الغربية.
  • البائكة الغربية.


أسبلة المسجد الأقصى

إنّ قلة المياه والينابيع في القدس واعتماد أهلها بالدرجة الأولى على مياه الأمطار في الشتاء استدعى من الناس إنشاء مصادر لتخزين المياه كالصهاريج والآبار ونحوها، وكان نتيجة ذلك وجود كثير من أسبلة المياه، ومن تلك الأسبلة:[٢٧]

  • سبيل الكأس.
  • سبيل البصيري.
  • سبيل شعلان.
  • سبيل قايتباي.
  • سبيل منبر برهان الدين.
  • سبيل سليمان.
  • سبيل الشيخ البديري أو سبيل مصطفى آغا.
  • سبيل الرحمة.
  • سبيل الزيتونة.
  • سبيل المدرسة الغادرية.
  • سبيل باب حطة.
  • سبيل مئذنة باب الأسباط.
  • سبيل باب المغاربة.
  • سبيل قاسم باشا.


حائط البراق

وهذا الحائط هو جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، فهو بذلك جزء منه لا يتجزّأ، وقد تعرّض هذا الحائط للاغتصاب من اليهود الذين أطلقوا عليه اسم حائط المبكى؛ إذ يمارس اليهود عنده عبادات وطقوس تخصّهم تتلخّص في البكاء على هذا الجدار الذي يزعمون أنّه الجزء الوحيد المتبقّي من هيكل سليمان الذي يزعمون أنّ النبي سليمان -عليه السلام- قد بناه لليهود، وقولهم هذا مدفوع بأنّ الأقصى قد بني قبل مجيء النبي سليمان عليه السلام، وسليمان -عليه السلام- قد جدّده فقط، ثمّ إنّهم في بدايات ظهورهم وهجرتهم إلى القدس كانوا يتعبدون عند حائط آخر، وانتقلوا إلى حائط البراق بعد ذلك.[٢٨]



للتعرّف إلى التفصيلات المتعلقة بمعالم المسجد الأقصى قم بالاطلاع على هذا المقال: أهم معالم المسجد الأقصى

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الله معروف، رأفت مرعي، أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك، عمان - الأردن:مؤسسة الفرسان للنشر والتوزيع، صفحة 10. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عيسى القدومي، المسجد الأقصى الحقيقة والتاريخ، فلسطين:مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، صفحة 24 - 25. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162، حديث صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث عبد الله معروف عمر، المدخل إلى دراسة المسجد الأقصى المبارك، بيروت:دار العلم للملايين، صفحة 28 - 32. بتصرّف.
  5. رواه النووي، في تهذيب الأسماء واللغات، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:233، حديث إسناده صحيح.
  6. ^ أ ب سورة الإسراء، آية:1
  7. ^ أ ب عبد الله مَعروف عُمر، المدخلُ إلى دراسة المسجد الأقصى المبارك، بيروت:دار العلم للملايين، صفحة 28 - 32. بتصرّف.
  8. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:520، حديث صحيح.
  9. ^ أ ب عِيسى القدومي، المسجدُ الأقصى الحقيقة والتّاريخ، فلسطين:مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، صفحة 27. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية:127
  11. ^ أ ب ت عيسَى القدّومِي، المسجدُ الأَقصى الحقيقة والتاريخ، فلسطين:مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، صفحة 28. بتصرّف.
  12. رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الصغرى، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:472، حديث صحيح الإسناد.
  13. أبو البراء المصري، المسجد الأقصى الأسير الذي لا يعرفه الكثير، القاهرة:دار الكتب المصرية، صفحة 55. بتصرّف.
  14. ^ أ ب عيسى القدّومي، المسجد الأقصى الحقيقة والتاريخ، فلسطين:مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، صفحة 30. بتصرّف.
  15. عبد الله نجيب سالم، المجد المنيف للقدس الشريف، صفحة 163. بتصرّف.
  16. عبد الله نَجيب سَالم، المجدُ المنيف للقُدس الشريف، صفحة 163. بتصرّف.
  17. عيسى القدومي، المسجد الأقصى حقائق لا بد أن تعرف، البحرين:جمعية بيت المقدس، صفحة 10 - 19. بتصرّف.
  18. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:525، حديث صحيح.
  19. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:10، حديث رجاله رجال الصحيح.
  20. رواه ابن حجر، في فتح الباري، عن جنادة بن أبي أمية، الصفحة أو الرقم:112، حديث رجاله ثقات.
  21. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1864، حديث صحيح.
  22. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162، حديث صحيح.
  23. ^ أ ب عبد الله معروف، رأفت مرعي، أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك، عمان - الأردن:مؤسسة الفرسان، صفحة 10 - 41. بتصرّف.
  24. ^ أ ب عبد الله معروف، رأفت مرعي، أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك، عمان - الأردن:مؤسسة الفرسان، صفحة 44 - 57. بتصرّف.
  25. عبد الله معروف، رأفت مرعي، أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك، عمان - الأردن:مؤسسة الفرسان، صفحة 114 - 117. بتصرّف.
  26. عبد الله معروف، رأفت مرعي، أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك، صفحة 120 - 121. بتصرّف.
  27. عبد الله معروف، رأفت مرعي، أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك، عمان - الأردن:مؤسسة الفرسان، صفحة 170 - 181. بتصرّف.
  28. عبد الله معروف، رأفت مرعي، أطلس معالم المسجد الأقصى المبارك، عمان - الأردن:مؤسسة الفرسان، صفحة 204. بتصرّف.
7924 مشاهدة
للأعلى للسفل
×