المساجد في الإسلام
إنّ للمساجد في الإسلام أهمية عظيمة فهي بيوت الله تعالى، وأشرف البقاع على الأرض، وفيها يُذكر اسم الله ليلًا ونهارًا، حيث قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}،[١] وهي خير الأماكن لتربية المسلمين على مرّ العصور الإسلامية، ففيها يتعلّم المسلم الأخوة والمساواة؛ ويجتمع غنيهم وفقيرهم، صغيرهم وكبيرهم في مكان واحد، ويصلّون خلف إمام واحد، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن واحد من المساجد ذات الأهمية، وأحد المساجد الثلاثة التي يُشد إليها الرحال، سيتم الحديث عن المسجد الحرام، وفضله في الإسلام.[٢]
المسجد الحرام
يقع المسجد الحرام في مكة المكرمة، ويراد به الكعبة وما حولها من مطاف وساحات مجهزة للصلاة، ويشمل المسجد جميع التوسعات التي مرّت به على مرّ التاريخ، في قلب وادي إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ويبلغ ارتفاع المسجد مئتان وسبعة وسبعين مترًا فوق سطح البحر، ويُطلق على المسجد الحرام العديد من الأسماء منها: البيت العتيق، والبيت المعمور، والبيت الحرام، والحرم المكي، والحرم، والكعبة، وغيرها من الأسماء.[٣]
بنى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الكعبة المشرفة، ثم نادى في الناس للحج إليها، ثم اعتنى سكان مكة وغيرهم بالكعبة المشرفة، وعندما جاء الإسلام زادها تعظيمًا وتشريفًا؛ فقد بلغت مساحة المسجد الحرام في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- "1490" مترًا مربعًا، وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حدث سيل فاقتُلع مقام ابراهيم من مكانه، وتضرر بناء المسجد، فتمت توسعة المسجد، في ذلك الوقت ثم تلاها توسعة في عهد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم تلاها توسعات عديدة آخرها في عهد الحكومة السعودية ليستوعب المسجد مليون مصلٍّ.[٣]
مكانة المسجد الحرام
إنّ لمكة المكرمة مكانة عظيمة في الإسلام، فهي البلد الأمين، والبلد الحرام، وقد حرّم الله -تعالى- على خلقه أن يظلموا فيها أحدًا، أو يسفكوا فيها دمًا حرامًا، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مَكَّةَ حرَّمَها اللَّهُ تعالى ولم يحرِّمها النَّاسُ ولا يحلُّ لامرئٍ يؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ أن يسفِكَ بِها دمًا أو يعضدَ بِها شجرةً"،[٤] وفيها المسجد الحرام الذي من فضائله ما يأتي:[٥]
- الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاةٌ في مسجِدي هذا، أفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ من المساجدِ؛ إلَّا المسجِدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ، أفضلُ من مئةِ صلاةٍ في هذا".[٦]
- المسجد الحرام قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حيث قال الله تعالى: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.[٧]
- المسجد الحرام أول بيت وضع في الأرض لعبادة الله تعالى، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}.[٨]
المراجع
- ↑ سورة النور، آية: 36-37.
- ↑ "أهمية المساجد ودورها في الإسلام"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "المسجد الحرام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الالباني، في صحيح الترمذي، عن أبي شريح العدوي خويلد بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 809، حديث صحيح.
- ↑ "فضائل المسجد الحرام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-2-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبدالله بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 1172، حديث صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 144.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 96.