نهر الأردن
يبلغ طول نهر الأردن المار ببلاد الشام بما يقارب251 كم، وينبع نهر الأردن من خلال التقاء ثلاثة روافد معًا وهم اللدان القادم من شمال فلسطين وبانياس من سوريا والحاصباني من لبنان والذين يشكلون بذلك نهر الأردن العلوي، كما يمر النهر من بحيرة الحولة الواقعة في فلسطين ومن ثم يصب في بحيرة طبريا، ويسمى الجزء الواقع جهة الجنوب من هذه البحيرة بنهر الأردن السفلي، ويصب بهذا الجزء روافد نهر اليرموك ووادي كفرنجة ونهر الزرقاء وعين جالوت، ويُذكر بأن نهر الأردن هو الحد الفاصل بين فلسطين والأردن[١]، ومن ناحية أخرى يقع على الضفة الشرقية للنهر موقع أثري وتراثي عالمي يسمى بالمغطس، وسيذكر هذا المقال معلومات عن المغطس[٢].
المسيح عليه السلام
وُلد يسوع الناصري أو المسمى أيضًا باسم يسوع المسيح -عليه السلام- في بيت لحم في تاريخ 30م، ومن ناحية أخرى لا توجد أدلة على طفولة المسيح عليه السلام، ويعتقد بأنه عندما كان شابًا ذهب إلى المعمودية وعُمد على يد يوحنا المعمدان هناك، وبعد فترة وجيزة من ذلك أصبح المسيح واعظًا ومُعالجًا، وكان يشغل مهنة النجارة في منتصف الثلاثينات من عمره لأقل من عام واحد، وفي الوقت ما بين عام 29 و33م ذهب المسيح؛ لمراقبة عيد الفصح في مدينة القدس، وتم اعتقاله هناك وحُكم عليه بالإعدام، وبعد أن أصدر الحكم تم تنفيذ الحكم وإعدامه، فأصبح آنذاك تلاميذه مقتنعين بأن المسيح لا يزال على قيد الحياة، وبأنه يظهر لهم ومن بعد ذلك أصبحوا يؤمنون به، مما أدى إلى ظهور الدين المسيحي.[٣]
ما هو المغطس
يقع المغطس على الضفة الشرقية من نهر الأردن كما تم الذكر سابقًا، وعلى بعد 9 كيلو مترات شمال البحر الميت و 10 كيلومترات في الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة أريحا بالقرب من الطريق القديم بين شرق الأردن ومدينة القدس، والذي يمتد على مساحة تبلغ 5.3 كيلو متر مربع، وكان يستخدم مصطلح المغطس قديمًا على المنطقة الممتدة على ضفتي النهر ومن هنا جاءت تسميته بهذا الاسم.[٢]
يتميز المغطس بمنطقتيْن متميزتيْن هما: المنطقة الأولى هي تل الخرار والمُسمى بتل إيليا والذي تتواجد على تلته بقايا الدير، والمنطقة الثانية هي منطقة زور؛ وهي المنطقة القريبة من النهر والواقعة جهة الشرق زعلى بعد 2 كيلومتر ويوجد في هذه المنطقة كنيسة القديس يوحنا المعمدان القديمة كما إنها تحتوي على بقايا الكنائس والبرك المعموية ومساكن الحجاج. [٢]
يحتوي المغطس على بقايا كنائس قديمة مها يعود إلى الفترة البيزنطية والكهوف الواقعة بالقرب من هذه الكنائس والتي كانت مناسك للرهبان وكنائس جديدة والتي لا تزال مفتوحة لعبادة لغاية الآن كما إنها تدل على الانتشار العالمي للديانة المسيحية وعلى روح التسامح واحترام الأديان في ظل الحكم الإسلامي في دولة الأردن.[٤]
تاريخ المغطس
يحمل المغطس تاريخًا حافلًا يبدأ هذا التاريخ حيث إنه موقعًا للعديد من المزارعين الذين استقروا فيه خلال العصر الحجري قبل الميلاد بحوالي 3500 سنة والدليل على ذلك الآثار التي كشفتها الحفريات الآثرية، كما إنه يحتوي على العديد من المباني، وعلى البرك الواقعة على جانبي المباني والتي تعد الحمام الطقسي لليهود وبالإضافة إلى البرك الكبيرة والتي كانت تستخدم من قبل المسيحيين؛ للتعميد وكان ذلك خلال فترة الحضارة الرومانية والبزنطنية وخلال هذه الفترة بُنيت هياكل دينية مسيحية في تل الخرار، ويُذكر بأن المسيحيين تعرضوا من قبل الرومان للكثير من الاضطهاد ولكن في فترة الحضارة البزنطينية سُمح لهم بالعبادة.[٢]
أشارت بعض الاكتشافات الأثرية في العصر البيزنطي والروماني إلى أن المغطس هو موقع الحج الشهير وكان ذلك مع بداية القرن السادس، وحدث في الفترة الواقعة ما بين 491–518 م إقامة الإمبراطور البيزنطي أناستاسيوسين أول كنيسة للقديس يوحنا المعمدان وفي عام 614م أدت أعمال الخراب من قبل الفُرس والفيضانات والزلازل إلى تدمير تلك الكنيسة التي أُعيد بناؤها ثلاثة مرات وقام المسلمين آنذاك بوضع حد للبناء البزينطي على الضفة الشرقية من نهر الأردن في وادي الخرار.[٢]
وفي القرن الثالث عشر تم بناء الدير الأرثوذكسي، وانخفضت أعداد الحجاج في ذلك الوقت، إلا أنه في عام 1484م كان المكان في حالة خراب تامة، ليتم اتخاذ قرار بناء كنيسة صغيرة وخلال القرن التاسع عشر دُمرت هذه الكنيسة؛ بسبب الزلزال الذي حدث عام 1927م، كما شهد المغطس في التسعينات أعمال صيانة وترميم للخراب الذي حدث خلال التاريخ الماضي وسُمح بالقيام بالاحتفالات التقليدية الخاصة به منذ عام 1985م.[٢]
المكانة الدينية للمغطس
يمتلك المغطس مكانة دينية فعلى سبيل المثال يسمى موقعه باسم بيت المعبر والمقصود بذلك بأنه المكان الذي مربه النبي إيليا ودخل إلى أرض الميعاد وكان ذلك وفقًا للكتاب المقدس العبري والذي وصف أيضًا كيفية وقوف النبي إيليا برفقة إليشا عند مياه نهر الأردن، كما إنه يعد المكان الذي يرتبط بالأنشطة المعمدانية التي قام بها القديس يوحنا.[٢]
يشير الكتاب المقدس إلى أن المغطس هو المكان الذي أتى إليه المسيح إلى القديس يوحنا؛ ليعمده ومن هذا المكان بدأ خدمته الدينية وجمع تلاميذه الأوائل منهم أندرو وبيتر وفيليب، ولا تزال الجدران القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن الأول ميلادي والمحفور عليها الصُلبان من قبل الحجاج الأوائل الذين وقفوا في هذا المكان أثناء طريقهم من القدس إلى جبل نيبو، وكان هذا المكان على مر القرون موقع للمعمودية الواقع أسفل الدرجات الرخامية المؤدية إلى النبع بالقرب من كنيسة القديس يوحنا المعمدان، وأكد ذلك كلًا من الرهبان والقديسين، ولذلك يفضل الحجاج المسحيين والسياح التجمع على ضفاف نهر الأردن في الوقت الحالي.[٤]
المراجع
- ↑ "Jordan River", en.wikipedia.org, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Al-Maghtas", en.wikipedia.org, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ "Jesus", www.britannica.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Al Maghtas", www.nationalgeographic.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.