معلومات عن المهدي المنتظر

كتابة:
معلومات عن المهدي المنتظر



من هو المهدي المنتظر؟

المهدي المنتظر هو الشخصية التي يجدر على المسلمين الإيمان بها، إذ الرسول صلى الله عليه وسلم قد بشر به وبمجيئه، والمهدي يؤمن بالله تعالى ويؤيد دين الله ويسعى لإحقاقه، ويأمر بنشرالعدل بين الناس،[١] ويظهر المهدي في آخر الزمان عندما يأذن الله له بالهداية ويرشده طريق الحق ويلهمه ويوفقه ويعلمه ما يجب عليه أن يفعله في مهمة إصلاح العباد، ويكون اسمه كاسم النبيّ محمد.[٢]


فاسم المهدي المنتظر كاملًا هو: محمد بن عبد الله، وهو من نسلفاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث ورد أن الله يصلحه ويهيّؤه في ليلة، وذلك معناه أن الله يوحي إليه للخلافة قبل ليلة من ذلك، ولا يكون المهدي ضالًا كما يقال، بل يهديه الله لأمر الخلافة في وقت معين.[٢]


ما هي ألقاب المهدي المنتظر؟

ومما ورد عن ألقاب للمهدي المنتظر، هي تلك الألقاب التي تحمل معنى التجديد والهداية، فلقب المهدي، يرجع إلى سبب هداية الله له بعد أن كان رجلًا عاديًا وأصبح بعد ذلك حاملًا مهمة هداية البشرية، فهو المنتظر الذي نامل منه الإصلاح،[٣] ومما ورد أيضًا من ألقاب للمهدي الموعود والمجدد.[٤]


هل المهدي المنتظر من أهل البيت؟

إنّ ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة، أنه من أشراط الساعةيوم القيامة هو خروج المهدي، وأن المهدي رجل من أهل البيت يحمل اسم النبي وأبيه، ولم يقف أهل العلم على اسم والدة المهدي، ويأتي ليملأ الأرض عدلًا بعدما اشتدّ فيها الظلم والقهر والخراب والجور،[٥] وفي تحديد من يتبع المهدي من أهل البيت، فهو من نسل فاطمة بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتتم مبايعته عند بيت الله الحرام.[٦]


ما هي صفة المهدي المنتظر؟

وما تم ذكره عن أهل السنة والعلم من صفات المهدي المنتظر، ما ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "المَهْديُّ منَّا أهلَ البيتِ، أَشَمُّ الأَنفِ، أَقْنى، أَجْلى، يَملَأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلًا كما مُلِئَتْ جَوْرًا وظُلمًا، يَعيشُ هكذا، وبسَط يَسارَه وأُصبُعيْنِ من يَمينِه: المُسَبِّحةَ والإبْهامَ، وعقَد ثلاثةً".[٧]


والمقصود بقوله عليه السلام بأجلى وهو الشخص المنحسر الشعر عند مقدمة الرأس، وأما الأقنى فهو الشخص الذي يكون أنفه محودب، وما ذكره ابن أثير في توضيح معنى الأقنى، هو الأنف الذي يمتاز بطوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه.[٨]


ما هي الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر؟

وهذا فيما ورد عن أهل العلم والحديث من ذكر للأحاديث الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في خروج المهدي، وعليه فإن الإيمان بالمهدي واجب على كل مسلم لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم له وتأكيده على خروجه في زمن من الأزمان، وقد تم تدوين ذلك في عقائد أهل السنة والجماعة، وعدد الأحاديث الواردة في المهدي والتي أحصاها أهل العلم تقدّر بخمسين حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنجبر، ومن الأحاديث الصحيحة عن المهدي:


  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرجُ في أُمتي المهديُّ، يسقيهِ اللهُ الغيثَ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها، ويُعطِي المالَ صِحاحًا، وتَكثُرُ الماشيةُ، وتعظمُ الأمَّةُ، يعيشُ سبعًا أو ثمانيًا، يعني حِجَجًا".[٩][١٠]


  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج في آخرِ الزمانِ رجلٌ من ولدي اسمُه كاسمي، وكُنيتُه كنيتي، يملأُ الأرضَ عدلًا كما مُلِئَتْ جَورًا ، وذلك هو المهديُّ".[١١][١٢]


  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو لم يَبقَ من الدنيا إلا يومٌ ، لطوَّل اللهُ ذلك اليومَ، حتى يخرج فيه رجلٌ منِّي، أو من أهلِ بيتي، يواطئُ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي ، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا، كما مُلِئَتْ جَورًا وظُلمًا".[١٣][١٤]


  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ تعالَى يَبعثُ لهذِهِ الأُمَّةِ على رأْسِ كلِّ مِائةِ سنةٍ مَنْ يُجدِّدُ لها دِينَها"[١٥][١٦]


  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيَخرُجُ رَجُلٌ مِن أهْلِ المدينةِ هارِبًا إلى مكَّةَ، فيأتيهِ ناسٌ مِن أهْلِ مكَّةَ، فيُخْرِجونَهُ وهو كارِهٌ، فيُبايِعونَهُ بيْن الرُّكْنِ والمَقامِ، ويُبعَثُ إليهِ جَيشٌ مِنَ الشَّامِ، فيُخسَفُ به بالبَيْداءِ بيْن مكَّةَ والمدينةِ، فإذا رأَى النَّاسُ ذلكَ أَتاهُ أَبدالُ الشَّامِ وعَصائِبُ أهْلِ العِراقِ فيُبايِعونَهُ، ثُمَّ يَنشَأُ رَجُلٌ مِن قُرَيْشٍ".[١٧][١٨]


وفي هذا الحديث يتبين أن المهدي رجل صالح يخرجه الله ويوحي إليه في آخر الزمان، فيأوي إلى مكة هاربًا من المدينة، ويبايع بين الركن والمقام عند الكعبة المشرفة، فيبعث إليه جيش لقتله فيخسف الله بهم، وينصره ويؤيده فيحكم بالإسلام، ويقوم بتأدية الرسالة التي بعث لأجلها وينشر العدل بين الناس، ويعم الرخاء والنعمة بزمانه، ويلتقي مع نبي الله يسوع عليه السلام ويخرج معه ويقوم بمساعدته على قتل الدجال، ويعيش سبعًا أو تسع سنين، ثم يتوفاه الله ويصلي عليه المسلمون.[١٨]


كيف يكون حال الناس قبل ظهور المهدي المنتظر؟

إنّ في ظهور المهدي على الناس لفرج عظيم، فيكون حال الأمة قبل خروجه يتصف بكثرة الفتن والحروب وفساد عظيم تشهده الأرض ويشتد عليها العسر ويتخذ الظلم مكانه في كل بقعة على هذه الأرض، وتشهد الأمة الكثير من المشاكل وفساد في البر والبحر وأكثر منه غياب العدل بين الناس،[١٩] وفيما ورد عن أدلة لخروج المهدي، هو كسوف الشمس مرتين في شهر رمضان، ولا يكون هذا إلا قبل ظهور المهدي.[٢٠]


وما ورد ذكره أيضًا من أحداث قبل خروج المهدي، موت خليفة ظالم كان قد أشبع شعبه ظلمًا وقهرًا وجورًا، وبخروج المهدي بعد يحلّ مكانه ويشيع بين الناس العدل.[٢١]


ملامح لفترة حكم المهدي

إن المهدي المنتظر هو رحمة للعالمين والأمة بأكملها، فالمهدي الذي بشر بحضوره الرسول -صلى الله عليه وسلم- غيث لأهل الأرض لما يهطل عليهم من عدل وإحقاق للحق، فتستبشر هذه الأمة بحضوره، وتفرح فرحًا عظيمًا، وتسعد الدنيا بوجوده ويسعد أهل الأرض سعادة لم ترَ مثلها، وتُبشر الأمة بالخيرات في ظله وأيام حكمه، فتزهر الدنيا أيام مكثه فيعم الخير وتكثر البركة في الأعمال والأموال والوقت، وينشر العدل بين أرجاء الأرض، وبظهور المهدي رحمة للأمة وتحقيق البشرى لهم في إحقاق الحق لكل أهل له، فيصبح العالمين آمنين في مساكنهم على أموالهم ودمائهم وأعراضهم، بلا قتل أو سلب أو نهب لخيراتهم.[٢٢]


هل ينزل عيسى عليه السلام في حكم المهدي؟

يلتقي سيدنا عيسى عليه السلام مع محمد المهدي المنتظر في بلاد الشام قديمًا، وسوريا الآن، ويلتقي به تحديدًا في دمشق، فينزل عيسى عليه السلام ليؤدي الصلاة في وقت الفجر عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيقيم المهدي الصلاة، وعندما يرى نبي الله عيسى قد جاء يقيمه عليه ليصلي بالناس، فيأبى عليه السلام ويقول للمهدي: لا، تقدم أنت، فيكرم الله بهذا الفعل أمة محمد، فعيسى عليه السلام عند نزوله مع المهدي، لا ينزل بصفته نبيّ بني اسرائيل ورسولًا لهم، وإنما يأتي تابعاً لمحمد عليه الصلاة والسلام.[٢٣]


وعليه فإن وقت نزول عيسى عليه السلام يأتي بآخر أيام المهدي،[٢٤] وخلافة المهدي تكون قبل خلافة الدجال وتكون خلافة عادلة، وما ورد عن المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي: "أن المشهور بين أهل العلم والإسلام أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهرالعدل ويحقّ الحق ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية والخلافة ويسمى هذا الشخص بالمهدي".[٢٥]


وفي ذكر الأحداث والوقائع التي تحصل عند خروجالدجال فقد تم ذكرها في القرآن والسنة، وتكون مهمة نزول عيسى عليه السلام مساعدة المهدي على قتل الدجال أو أن يقوم عيسى عليه السلام بقتل الدجال لوحده، ومن ثم يقوم المهدي بأداء الصلاة وذلك بعد أن يقتل الدجال.[٢٥]


هل المهدي موجود الآن؟

إن القول بوجود المهدي الآن، هو قول باطل ولا صحة له، وإن من يزعم أنه قد وُلِد، فهذه مجرد دعوى كاذبة ولا دليل عليها، حيث إن الأحاديث الصحيحة الواردة بشأن المهدي لم تذكر أين يولد ومتى ولم تأمرنا بالبحث عن ذلك، فإن الله يصلحه في ليلة واحدة ويبعثه فيها.[٢٦]


وإنّ علامات ظهور المهدي من علامات قيام الساعة، فعلامات القيامة الصغرى لقيام الساعة قد حدثت على مدار الزمن السابق وفي زمن الرسول محمد إلى يومنا هذا، ومنها ما لم يقع بعد، أما عن علامات الساعة الكبرى والتي يكون خروج المهدي من ضمنها، لم يقع منها شيء حتى الآن، ولا يستطيع الإنسان مهما أوتي من العلم أن يبلغ مكانة معرفة الوقت الذي ستقوم به الدلائل الكبرى، أو موعد خروج المهدي أو معرفة شخصيته قبل أن يولّى.[٢٧]


ولظهور المهدي علامات محددة كما يقول البعض؛ فهل ذلك صحيح؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: علامات ظهور المهدي

المراجع

  1. عبد الله بن سليمان الغفيلي، كتاب أشراط الساعة، صفحة 78. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1915. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1842. بتصرّف.
  4. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 87. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1920. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1915. بتصرّف.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:211، حسن.
  8. مشاري سعيد المطرفي، كتاب آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية، صفحة 241. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:40، صحيح.
  10. عبد الله بن سليمان الغفيلي، كتاب أشراط الساعة، صفحة 80.
  11. رواه ابن تيمية، في منهاج السنة، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:254، صحيح.
  12. ابن تيمية، كتاب منهاج السنة النبوية، صفحة 254.
  13. رواه ابن تيمية، في منهاج السنة، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:255، صحيح.
  14. عبد الله بن محمد الغنيمان، كتاب مختصر منهاج السنة، صفحة 85.
  15. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1839 ، صحيح.
  16. كتاب موسوعة الألباني في العقيدة، ناصر الدين الألباني، صفحة 235.
  17. رواه صحيح ابن حبان، في ابن حبان، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم:6757، صحيح.
  18. ^ أ ب عبد الله بن سليمان الغفيلي، كتاب أشراط الساعة، صفحة 84. بتصرّف.
  19. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 443. بتصرّف.
  20. نعيم بن حماد المروزي، الفتن لنعيم بن حماد، صفحة 229. بتصرّف.
  21. محمد سالم الخضر، كتاب ثم أبصرت الحقيقة، صفحة 384. بتصرّف.
  22. مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 328. بتصرّف.
  23. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 443. بتصرّف.
  24. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 145. بتصرّف.
  25. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1798. بتصرّف.
  26. محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 292. بتصرّف.
  27. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 206. بتصرّف.
3059 مشاهدة
للأعلى للسفل
×