معلومات عن النظرية المعرفية

كتابة:
معلومات عن النظرية المعرفية

العلم والمعرفة

يُعرف العلم بأنه النظام المعرفيّ الذي يهتمّ بما في العالم المادي من ظواهر خاصّة، من خلال تتبّع المعرفة التي تعطيه الحقائق والقوانين الأساسية الواجب تتبّعها للوصول لأمر معين باعتماد الملاحظة والمراقبة، بعيدًا عن الانحياز لفكرة معينة، أما المعرفة فهي تفسير الظواهر في العالم المعنوي وتعليلها، وقياسها، من خلال مجموع الخبرات، والمعلومات والمهارات التي يحصل عليها من التجربة واستخدام الحواس، أو العقل واستنتاجه للظواهر، أو من خلال دراسة التاريخ، ومن ارتباط هذين الجانبين ببعضهما ظهرت النظرية المعرفية على يد النمساويّ جان بياجيه صاحب مراحل النمو، لتكون نظرية مبنية على العلم والتجربة في فَهم الظواهر التعليميّة والنفسيّة، وتقديمها من خلال سياق معرفيّ صحيح.

تعريف النظرية المعرفية

تُعرف النظرية المعرفية بأنّها فرع من فروع الفلسفة، وأطلق عليها الكثيرون علم الأبستمولوجيا، إلا أنها تختلف عن الأبستمولوجيا في أنّها عملية لتأسيس المعرفة الإنسانية، ومصادرها من ذاكرة، وفهم، وانتباه، واستقبال للمعلومات ومعالجتها وتجهيزها بعض النظر عن مناهج البحث فيها، ودراستها من حيث طبيعتها ومصادرها، وقيمتها وعلاقتها بالواقع، وحدود علاقتها بالواقع، بما ينتج عنها نتائج عقلانية أو مثالية أو مادية ومثالية، وما تقدمه من إجابات عامة شاملة على إطلاقها. [١]

وتذهب النظرية المعرفية إلى أنّ ما يحصل عند الفرد من تدريب أو خبرة أو معرفة عبر مصدر من مصادر المعرفة، تحدث تغييرًا في سلوكه من خلال العمل على البنية المعرفية عن طريق الخصائص الآتية: التنظيم والتمايز والترابط والكيف والكم والتكامل والثبات النسبيّ، وترى النظرية المعرفية أنّ المعرفة تحدث وتحقق من خلال مرورها بمراحلة زمنية متتابعة تتمثل فيما يأتي:

  • الانتباه انتقائي للمعرفة.
  • تفسير انتقائي للمعرفة.
  • إعادة صياغة المعرفة، وبناء معرفة جديدة.
  • الاحتفاظ بالمعرفة المحصول عليها بالذاكرة.
  • استرجاع المعرفة عند الحاجة إليها.

رواد النظرية المعرفية

أسهمَ العديد من النقاد في التأسيس للنظرية المعرفية، وتحديد مقولاتها الرئيسة وفقا لمجالات اهتمامهم، ومن خلالها قدموا تبسيطا للنظرية المعرفية في عدّة جوانب، وتاليا عرض لأبرزهم ومجال اهتمامه:

  • ماكس فرتهيمر: مفكّر وعالم نفس ألماني 1880-1943، كان مجال اهتمامه سيكولوجية الإدراك والتعلم والتفكير، وقد اهتم كثيرا حقل التفكير، وكان من أبرز أبحاثه التفكير المنتج الذي انتقد فيه التفكير غير المنتج غير المرن، وأنه بإمكان تعليم الأطفال من خلال مشاعرهم الداخلية، كان مؤسسًا لنظرية الجشطالت التي عرفت أيضا بنظرية الاستبصار، وقد وضع هذه النظرية بوصفها رد فعل للنظريات السلوكية، التي نادت بدراسة السلوك بوصفه كُلًّا وليس أجزاء منفصلة.
  • ولجانج كوهلر: عالم النفس الألماني، كان مع زميليه ماكس فرتهيمر وكيرت كوفكا من مؤسسي النظرية الجشطالتية، وأيضا كان مهتما  بسيكولوجية الإدراك والتفكير والتعلم، وكا ننمن درسوا التعلم بالبصيرة.
  • كيرت ليفيه: وكان من مجال اهتمامه، المجال النفسي، كما اهتم بالدافعية، والسلوك الاجتماعي.
  • كيرت كوفكا: طبيب نفسي ألماني 1886- 1941، تعلم مع ماكس فرتهيمر، وكان من المهتمين بسيكولوجية الإدراك والتفكير والتعلم، وكان عمله في المستشفيات العسكرية أحد أهم العوامل التي أسهمت في اتجاهه لهذا المجال والبحث في مجالات اهتمامه، ألّفَ العديد من الكتب، كان أشهرها مبادئ علم النفس الجشطالتي.

المفاهيم النظرية المعرفية الأساسية

تنطلق النظرية المعرفية من عدة مفاهيم أساسية يُفسّر من خلالها الحصول على المعرفة، وعملية التعلم، ومن مفاهيم النظرية المعرفية الأساسية ما يأتي:

  • الكل أو الموقف الكلي: من حيث أنّ الكل مختلف المكونات الجزئية له، وهو ما يتم إدراكه معرفيًا قبل إدراك الجزء المكوِّن له، فالأجزاء لا تقوم بوظيفتها إلا بوجود الكل الجامع لها.
  • المعنى: هو ما يتمّ إدراكه شعوريًا من خلال خبرة شعورية تحدث في الجانب العقلي أو المعرفي، عندما تتفاعل الرموز والدلالات بدقّة محددة في تفكير الفرد، وتتمايز حتى تكون المعنى المدرك لدى الفرد.
  • المعرفة: التي تتحقّق من خلال تفاعل المحتوى المعرفي والعمليات المعرفية مع خبرات الفرد المباشرة وغير المباشرة، مما يظهر في قدرة الفرد على التعامل مع المشكلات المختلفة وحلّها.
  • تجهيز ومعالجة المعلومات: وتحصل عندما يقوم الفرد ببناء تركيب أو بنية معرفية تدمج المعلومات الجديدة وما مرّ به الفرد من خبرات سابقة، ثم إعادة إنتاجها في مواقف جديدة، يتم من خلالها تعزيز إتقان المعرفة.

بعض النظريات المعرفية

يُلحظ أن الفكر التربوي مليئ بالنظريات التي تسعى إلى تسليط الضوء على آلية حدوث التعلم، وتبسيط كيفيته وشرحه. ونتيجة لذلك ظهرت العديد من النظريات التي كانت تحاول أن تدحض ما جاءت به النظرية السابقة، وتقدم تفسيرا حديدا للتعلم، وهذه النظريات هي:

  • نظرية الجشطالت:  وهي واحدة من المدارس الفكرية التي درست حدوث التعلم من خلال الاستبصار الذي يساعد على تجنب ما يقع فيه الفرد من أخطاء بديهية، وهي من ذلك ترتبط بالحواس البشرية، ومن أبرز مفكريها: ماكس فرتهيمر، وكيرت كوفكا، كيرت ليفيه، ولجانج كوهلر، وقد طبقت عددا من التجارب في الجانب البحثي لها كان أشهرها تجربة القرد والصناديق.
  • نظرية التعلم اللفظي المعرفي ذي المعنى: ودرس من خلالها أوزوبل منشؤ النظرية، كيفية تعلم المادة اللفظية والمنطوقة من خلال تلقي المتعلمي لمعلومات مفتاحة من البداية لتوجيههم بدلا من البحث عنها واستكشافها.
  • التعلم عن طريق الاكتشاف: ومؤسسها عالم النفس الأمريكي جيروم برونر، الذي اعتبر التعلم بالاكتشاف من أبرز الطرق التي يستطيع الفرد من خلالها بذل مجهود للوصول إلى التعلم المرجوّ، وبهذا تكون كيفية الحصول على المعلومة عند برونر أهم من المعلومة ذاتها، والمتعلم يصل إلى المعلومة بطريقة حلزونية تجعل من المستوى الأعلى من الجهد الذي يبذله المتعلم أعمق في دراسة الظواهر.
  • نظرية معالجة المعلومات: وهي نظرية تهتم بدراسة الذاكرة، وتدرس خطوات الفرد التي يتبعها لجمع المعلومات، وما يحدث لديه من عمليات لتنظيمها وحفظها وتذكرها. وهي بذلك تجعل التعلم عملية نشطة تولى أهمية كبرى، وترى هذه النظرية أن المعلومات تمر لدى الفرد بثلاث مراحل أساسيّة: [٢]
  1. مرحلة المسجل الحسي: وهي مرحلة مهمة، إذ يتم فيها تسجيل ما تلتقطه الحواس بكثير من التركيز مما يحيط بها، ويحتفظ بها لفترة زمنية قصيرة لا تتجاوز ثوانيَ معدودة.
  2. مرحلة الذاكرة قصيرة المدى: وتسمّى أيضا الذاكرة الفاعلة، وفيها تتم معالجة المعلومات التي التقطتها الحواس.
  3. مرحلة الذاكرة طويلة المدى: وفيها تقوم الذاكرة بإعداد مخططات ذهنيّة، تساعد الذاكرة على استرجاع المعلومات.

المراجع

  1. نظرية المعرفة, ، "www.marefa.org"، اطلع عليه بتاريخ 9/3/2019، بتصرف.
  2. نظرية عالجة المعلومات, ، "humanities.uobabylon.edu.iq"، اطلع عليه بتاريخ 9/3/2019، بتصرف.
10579 مشاهدة
للأعلى للسفل
×