معلومات عن الهندوسية

كتابة:
معلومات عن الهندوسية

تاريخ الأديان

ينطوي تاريخ الأديان على سجل عظيم من الأفكار والتجارب التي حملتها المعتقدات البشرية، بداية ذلك السجل زمن اختراع الكتابة قبل خمسة آلاف عام في الشرق الأدنى، وأمَّا في الفترة التي سبقتها اعتمدت دراسات الباحثين على النقوش التي خلَّفها البشر في مختلف أصقاع الأرض، وتدلُّ كثير من تلك النقوش على أنَّ الإنسان قديمًا كانت لديه معتقدات يؤمن بها، كالأدلة التي ترجع إلى العصر الحجري الوسيط والأسفل منذ آلاف السنين، كما وجدَت مدافن للبشر عمرها 300000 عام تدلُّ على وجود أديان ومعتقدات في تلك الأزمان السحيقة، وهذا المقال سيتحدث عن الديانة الهندوسية بشكل مفصل.[١]

الديانة الهندوسية

الديانة الهندوسية من أقدم الديانات الموجودة على سطح الأرض، تنتشر في مناطق النيبال وبلاد الهند، ويعود أصل هذه التسمية إلى كلمة فارسية الأصل وهي هندو وتدلُّ على الأقوام التي كانت تسكن في منطقة ما وراء نهر السند، لكنَّها فيما بعد أصبحت تطلق على المعتقدات والمفاهيم التي تؤمن بها تلك الأقوام، وتسمَّى أيضًا الديانة البراهمية، وتعدُّ الديانة الهندوسية أقدم ديانة وثنية حية على الإطلاق، وهي ثالث أكبر الأديان في العالم بعد الدين المسيحي والإسلام، ومعظم معتنقيها هم من سكان شبه القارة الهندية ويشكلون تقريبًا 96 % من جميع معتنقي هذه الديانة الذين يبلغ عددهم أكثر من مليار إنسان على وجه الأرض.[٢]

ترجعُ جذورها تاريخيًّا إلى عصور ما قبل التاريخ، فيقدر أنها بدأت مسيرتها الطويلة منذ القرن 15 قبل الميلاد، تتكون الهندوسية من عدد من الثقافات والمعتقدات والثقافات التي نشأت واندمجت عبر مر السنين للتحول إلى ديانة حول القداسة وحول الحياة الأخرة والكثير من الطقوس، وقد عبد الهندوس في البداية الآلهة التي تتجسد في قوى الطبيعة كما كانوا يظنون مثل الشمس والمطر والريح، وبمرور الزمن تحول ذلك إلى مقدسات وظهر بأشكال عديدة، وكل ذلك عندهم هو جزء من البراهمان والذي يعني الروح العالمية.[٢]

مؤسس الديانة الهندوسية

في سياق الحديث عن الديانة الهندوسية لا بدَّ من المرور على بداية تشكل هذه الديانة الكبيرة وتاريخ تأسيسها، حيث تمثِّل الهندوسية مجموعة متنوعة وكبيرة من أفكار تدور حول الروحانيات والمعتقدات، إلى جانب مجموعة من عقائد وفلسفات وثقافات تطوَّرت عبر السنين وانصهرت مع بعضها البعض لتصبح في النهاية ديانة تتناول مواضيع الحياة الآخرة والحياة العملية والقداسة، كما تدعو إلى التقارب والتفاهم بين جميع الناس وتدعو إلى التعاون لتحقيق الخير لجميع البشر، ولكنَّها لا تقوم على نظام كنسي معين ولا يوجد فيها سلطة دينية كما في غيرها من الأديان، وليس لها نبيٌّ ولا كتاب مقدس واحد بل عدة كتب، وتعودُ جذورها كما سبق إلى ما قبل العصور التاريخية وقبل عصور التدوين في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، لذلك لا يمكن الوصول إلى منشأ هذه الديانة بشكل دقيق.[٣]

ولكن وجدَت بعض المعتقدات التي أشارت إلى أنَّ الهندوسية اشتقت من بعض المعتقدات للنازحين الآريين الذين هاجروا من أوروبا إلى بلاد الهند، وقد كانت مبنية على الأساطير اليونانية والنرويجية والكثير من المعتقدات والعادات، فبعد قدوم الآريين وانتصارهم على سكان الهند الأصليين قاموا هم بتنظيم المجتمع وفرضوا مبادئهم التي التزم بها الهنود وأصبحت دينًا يدينون به، لذلك ليس لها مؤسس معروف ولكن هؤلاء هم أوَّل من أسسها في ذلك الوقت.[٤]

معتقدات الديانة الهندوسية

تعدُّ هذه الديانة من أكبر وأقدم الديانات الوثنية في العالم، وتحمل الكثير من المعتقدات الخاطئة التي تدور حول عبادة قوى الطبيعة وتعدد الآلهة وتناسخ الأرواح ووحدة الوجود وغير ذلك، على الرغم من أنهم يؤمنون باليوم الآخر والحساب، وفيما يأتي سيتم ذكر أهم المعتقدات التي يؤمن بها الهندوس:[٥]

  • الكارما: يؤمن الهندوس بقانون الجزاء، والذي يعني أنَّ الكون يقوم على نظام إلهي عادل بالمطلق، وأنَّ ذلك العدل لا بدَّ أن يتحقق إن لم يكن في الحياة الدنيا ففي الحياة آخرة، وأنَّ الأرض هي دار اختبار وابتلاء والآخرة هي دار الثواب والعقاب.
  • تناسخ الأرواح: يؤمن الهندوس بأن الإنسان يفنى منه الجسد بعد الموت فقط وتتحرر روحه لتحلَّ في جسد آخر حسب الأعمال التي قام بها في حياته.
  • الانطلاق: ينتج عن جميع الأعمال الصالحة منها والفاسدة حياة أخرى جديدة تتكرر حتى تثاب الأرواح فيها أو تعاقب وفق ما عملت في الحياة الأولى.
  • وحدة الوجود: وهو أنَّ الإنسان يمكنه خلق المؤسسات والأفكار والأنظمة ويستطيع أيضًا أن يحافظ عليها أو يدمرها، وهكذا يتَّحد الإنسان مع الآلهة، وتصبح النفس البشرية هي عين القوة الخالقة.

أهم كتب الديانة الهندوسية

لا تقتصر الهندوسية على كتاب مقدس واحد كما في الأديان الأخرى بل يوجد فيها عدد كبير من الكتب المقدسة والتي توصف أحيانًا بأنَّها عسيرة على الفهم وغريبة اللغة، لذلك ظهرت كتب كثيرة من أجل شرح مضامينها، وظهرت كتب بعد ذلك أيضًا من أجل اختصار تلك الشروح، وجميع تلك الكتب مقدسة عند الهنودس، ومن أهم كتبهم: الفيدا، البورانا، الرامايانا، المهابهاراتا وغيرها،[٥] وفيما يأتي سيدور الحديث حول أهم الكتب المقدسة عند الهندوس:

  • الفيدا: أصل هذه الكلمة من اللغة السنسكريتية وتعني بشكل حرفي المعرفة والحكمة، يتحدث هذا الكتاب عن حياة الآريين في الهند فيما يتعلق بأخبارهم من حلٍّ وترحال وعن طريقة حياتهم ولباسهم وطعامهم، ويتألف من أربعة أجزاء: الريج ويد، ياجور ويدا، ساما ويدا، آثار ويدا، وتشتمل هذه الأجزاء على أناشيد دينية وعبادات وأغاني يتم ترديدها عند إقامة الصلوات وأقوال في الرقى والسحر وغيرها.[٦]
  • مها بهارتا: يشكل هذا الكتاب ملحمة أدبية هندية تشبه ملحمة الأوديسة والإلياذة لدى اليونان، ومؤلف هذا الكتاب هو وياس ابن العارف بوسرا، تمَّ تأليفه في عام 950 قبل الميلاد، وتتحدث الملحمة عن حروب بين أمراء الأسر الحاكمة وعن تدخُّل الآلهة في تلك الحروب.

المراجع

  1. "تاريخ الأديان"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "الهندوسية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  3. "نبذة عن البوذية والهندوسية والسيخ"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  4. "الهندوسية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "هندوسية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
  6. "أديان الهند الكبرى(الهندوسية)"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-11-2019. بتصرّف.
4582 مشاهدة
للأعلى للسفل
×