معلومات عن حائط البراق

كتابة:
معلومات عن حائط البراق

بيت المقدس

إنّ لبيت المقدس مكانةٌ عظيمةٌ وتاريخٌ مُباركٌ، فقد اختاره الله -تعالى- لأن يكون الأرض المباركة، وتتلخّص مكانته في كونه مهبِط الرّسالات وأرض الأنبياء، فهو في أرضٍ مقدّسةٍ، ودليل ذلك قول الله -تعالى- في سورة المائدة: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ}،[١]إذ حباه الله -تعالى- فجعله أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشّريفين، وشرّفه برحلة الإسراء التي قادها خاتم الأنبياء -عليه الصّلاة والسّلام- بعد أنّ تعاقبت على تلك البقعة الطاهرة الحضارات، ثمّ عادت إلى حوزة المسلمين بعد أن فتحها عمر الفاروق، وحرّرها صلاح الدّين ثمّ قُطز في عين جالوت، لتتمزق بالاحتلال البريطانيّ بعد سقوط الخلافة العثمانية ثمّ الاحتلال الصهيونيّ، ومحور هذا المقال يدور حول حائط البراق الذي يعدّ جزءًا من بيت المقدس.[٢]

معلومات عن حائط البراق

حائط البراق هو امتداد للسّور الذي يحيط ببيت المقدس من الجانب الغربيّ، طوله خمسون مترًا، وارتفاعه قريب من عشرين مترًا، يمتدّ بين المدرسة التنكزيّة شمالًا وباب المغاربة جنوبًا، وعندما أعطى وعد بلفور خلال الانتداب البريطاني على فلسطين اليهود الحقّ في سيطرتهم على فلسطين عام 1917م، بدأ الخلاف يظهر بين اليهود والمسلمين حول ملكيّة حائط البراق فراح كلّ من الطّرفين يدّعي ملكيّة هذا المكان المقدّس:[٣]

حائط البراق لدى المسلمين

يُعدّ حائط البراق جزءًا لا يتجزّأ من بيت المقدس أو المسجد الأقصى المُبارك، ويمثّل الجزء الجنوبيّ الغربيّ من سوره الملاصق لحارة "المغاربة"، تلك الحارة الّتي استولّى عليها اليهود عام 1967م، ويعود في تسميته الأصيلة، إلى دابّة البُراق الّتي هُيّئت لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين أُسري به من المسجد الحرام في مكّة المكرّمة إلى المسجد الأقصى، فما أن وصل حتّى ربطها في حلقةٍ في جدار بيت المقدس، كما ورد في حديث أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه- قال: "أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قالَ: أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ"،[٤][٣]

حائط البراق لدى اليهود

وأمّا حائط البراق لدى اليهود، فقد ادّعى الصّهاينة اليهود بِسَطوَة المُحتلّ كذبًا وظُلمًا بأنّ "حائط البراق" من بقايا هيكل سليمان، وأطلقوا عليه زورًا وبُهتانًا اسم "حائط المبكى"[٥] لبكائهم عنده على هيكلهم المزعوم، وأخذوا يؤدّون عنده عباداتهم وطقوسهم الدّينيّة، وحدث هذا بعد وعد بلفور البريطاني عام 1917م، والله ورسوله والمؤمنون والعالم يشهد إنّهم لكاذبون، فسطوا على حارة المغاربة عام 1967م، ودمّروها عن بِكرة أبيها، ليضعوا أيديهم على ساحتها وباب المغاربة النّافذ منها إلى المسجد الأقصى، ويحوّلوا جِدارها الإسلاميّ المعروف "بحائط البراق" إلى حائط "المبكى" لأداء عباداتهم الباطلة عنده، وقد أكّد علماء الآثار بأنّهم لم يعثروا على أي دلائل أو شواهد أثريّة تدلّ على أنّ ما يسموّنه الهيكل كان موجودًا بالفعل.[٣]

رأي الفلسطينيين بحائط البراق

لقد تمسّك المقدسيّون بأرضّهم ومقدّساتهم، وما زالوا رغم تضييق اليهود الممنهج والاعتداءات المتكرّرة عليهم، لعلمهم ويقينهم بأنّ أرض فلسطين هي أرض عربيّة إسلاميّة، وبيت المقدّس مسرى النّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- ولا يمكن أن يكون لليهود موطئ قدم فيه، لأنّه في أرض مباركة بنصّ القرآن الكريم، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}،[٦] وقد نشر الدّكتور "المتوكّل طه" وكيل وزارة الإعلام الفلسطينيّة في عام 2010م مقالًا، قدّم فيه دراسة تاريخيّة، تثبت بأنّ حائط البراق هو جزء لا يتجزأ من الحرم القدسيّ الشّريف، ويعدّ وقف إسلاميّ للعائلة الجزائريّة المغربيّة "بومدين"، ولا يوجد فيه حجر واحد يمتّ إلى النّبيّ سليمان أو لليهود بصلة.[٣]

المراجع

  1. سورة المائدة، آية: 21.
  2. "مدينة القدس: جدلية التاريخ والجغرافيا"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "حائط البراق"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  4. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 162، حديث صحيح.
  5. "هيكل سليمان عليه السلام حقيقة أم خرافة ؟ "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
  6. سورة الإسراء، آية: 1.
3065 مشاهدة
للأعلى للسفل
×