محتويات
حساسية اللاكتوز
حساسية اللاكتوز -أو عدم تحمل اللاكتوز أو عدم تحمل منتجات الألبان أو عوز اللاكتاز- هو مرض يؤدي إلى عدم قدرة الشخص على هضم الطعام الحاوي على اللاكتوز، فاللاكتوز هو أحد أنواع السكر، وهو موجود في الحليب والمنتجات المشتقة من الحليب، وعند تناول هذه الأطعمة عند المصابين بعدم تحمل اللاكتوز فإنهم يشعرون بمشاكل هضمية كتشكل الغازات في القولون والإمساك وانتفاخ المعدة وغيرها، ولا تعد حساسية اللاكتوز مرضًا خطيرًا، كما أن علاجها يعتمد بشكل رئيس على تجنب منتجات الحليب وجميع الأطعمة الحاوية على اللاكتوز، ولكن يجب تعويض الكالسيوم والفوائد الأخرى للحليب عن طريق تناول بعض المتممات الغذائية أو الأطعمة الأخرى الحاوية على الكالسيوم. [١]
أعراض حساسية اللاكتوز
هناك العديد من أعراض وعلامات حساسية اللاكتوز، حيث يمكن أن تختلف الأعراض بحسب مدى اعتماد الشخص على الحليب ومنتجاته بالإضافة إلى كونه ملتزمًا بالنصائح الطبية أو لا، وبشكل عام تتضمن أعراض حساسية اللاكتوز ما يأتي: [٢]
- انزعاج معدي.
- انتفاخ القولون.
- إخراج الغازات.
- الإسهال.
- التقيؤ أحيانًا.
ويجب استشارة الطبيب عند حدوث هذه الأعراض بشكل متكرر بعد 30 دقيقة إلى ساعتين من تناول الوجبات الحاوية على الحليب أو اللاكتوز، وذلك للقيام بالتشخيص الصحيح، حيث أنّ هناك بعض الأمراض الأخرى التي يمكن أن تسبب أعراض مشابهة.
أسباب حساسية اللاكتوز
تحدث حساسية اللاكتوز عندما لا تفرز الأمعاء الدقيقة ما يكفي من خميرة -أو إنزيم- اللاكتاز، وهو الإنزيم الذي يساعد على هضم اللاكتوز الموجود في الحليب، فهو يقوم بتحويل اللاكتوز إلى نوعين بسيطين من السكر هما الجلوكوز والغالاكتوز، ويستطيع الجسم أن يمتص هذين النوعين من السكر عن طريق بطانة الأمعاء الدقيقة، وعند عدم وجود هذه الخميرة الهاضمة، فإن اللاكتوز يعبر الأمعاء الدقيقة وصولًا للقولون، حيث تتفاعل البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي في القولون مع اللاكتوز وتسبب الأعراض والعلامات المشاهدة عند مرضى حساسية اللاكتوز بعد تناولهم الحليب، وهناك ثلاثة أنواع رئيسة من حساسية اللاكتوز بحسب العامل المسبب: [٣]
حساسية اللاكتوز الأساسية
وهذا هو النوع الأكثر انتشارًا من بين أنواع حساسية اللاكتوز، ويحدث عند هؤلاء الأشخاص إفراز كبير في خميرة اللاكتاز أثناء فترة الرضاعة، ولكن مع إدخال الأطعمة الأخرى إلى الرضيع واستبدال الحليب، ينخفض هذا الإفراز بشكل كبير مما يسبب عوز اللاكتاز، بدل أن ينخفض بشكل معتدل عند الأشخاص الطبيعيين، وهذا ما يجعل امتصاص وهضم الحليب أمرًا صعبًا على الأمعاء في فترة البلوغ وما بعدها، وعادة ما يتم تحديد حساسية اللاكتوز الأساسية بشكل وراثي، حيث ينتشر هذا المرض بين مجموعات بشرية معينة أكثر من غيرهم، كالأفارقة والآسيويين وذوي البشرة البيضاء الأصليين، كما يُعد هذا المرض منتشرًا في منطقة البحر المتوسط وجنوب أوروبا.
حساسية اللاكتوز الثانوية
وهذا الشكل من حساسية اللاكتوز يحدث عندما ينخفض إنتاج اللاكتاز من الأمعاء الدقيقة بعد مرض معين أو إجراء جراحي أو رض واسع يشمل الأمعاء الدقيقة، فمن ضمن الأمراض التي يمكن أن تؤدي لحساسية اللاكتوز الثانوية الداء الزلاقي وفرط النمو الجرثومي وداء كرون، وفي هذه الحالة يمكن لعلاج المرض المؤدي إلى حساسية اللاكتوز أن يخفف من أعراضها ويرفع من نسب اللاكتاز، ولكن هذا الأمر عادة ما يستغرق وقتًا بعد علاج المرض الأساسي.
حساسية اللاكتوز الخلقية أو التطورية
وهي حالة نادرة توجد خلقيًا عند بعض الأطفال، وفي هذه الحالة تغيب فعالية اللاكتاز بالكامل، وهذا المرض يتم توارثه جيلًا بعد جيل، وبآلية وراثية متنحية، أي أنّه على الأب والأم أن يكونا حاملين لمورثة الإصابة أو مصابين بالمرض لكي ينقلاه إلى طفلهما، كما أن بعض الأطفال المولودين قبل تمام الحمل يمكن أن يعانوا من حساسية اللاكتوز نتيجة عدم نضج الخلايا المنتجة للاكتاز بالكامل.
تشخيص حساسية اللاكتوز
عادة ما يستجيب الجسم للحليب ومنتجاته -كاللبن والجبنة- بطرق معروفة وسهلة القياس والتقدير، ولذلك يمكن بسهولة تشخيص عدم تحمل اللاكتوز عن طريق فحصين أساسيين وهما: [٤]
- فحص هواء الزفير: ويفحص هذا الاختبار كمية الهيدروجين المطروحة مع كل هواء زفير أثناء التنفس، ويمكن القول أن الشخص يعاني من عدم تحمل اللاكتوز عند كون نسبة الهيدروجين مرتفعة في هواء الزفير بعد تناول الحليب وظهور الأعراض، وذلك لأن الهيدروجين يتم إنتاجه وطرحه من قبل البكتيريا الموجودة في القولون والتي تهضم اللاكتوز غير المحطّم من قبل اللاكتاز، حيث يُمتص الهيدروجين الزائد إلى الدم ويتم طرحه عن طريق الرئتين.
- اختبارات الدم: تُظهر هذه الفحوصات التغيرات التي تحدث في الدم بعد تناول الحليب أو المواد الحاوية على كميات كبيرة من اللاكتوز.
- كما يمكن للطبيب أن يقوم بطلب فحص عينة براز عند الأطفال أو الرضع لتقييم اللاكتوز وتحري عوز اللاكتاز.
علاج حساسية اللاكتوز
لا يوجد علاج فعال لمرضى حساسية اللاكتوز، فالعلاج الوحيد تقريبًا يرتكز على تجنّب الأطعمة الحاوية على الحليب ومشتقاته وكل ما يتضمن اللاكتوز، وهناك الكثير من مرضى حساسية اللاكتوز الذين يستطيعون تناول نصف كأس من الحليب يوميًا دون أن يتأثروا بأعراض مرضهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن شراء منتجات الحليب الخالية من اللاكتوز، كما أنّ هناك بعض أنواع الجبنة التي تحتوي على كميات قليلة من اللاكتوز ويمكن لهؤلاء المرضى تناولها، وعادة ما تحتوي المنتجات قليلة الدسم على كميات أقل من اللاكتوز، ويمكن لمرضى حساسية اللاكتوز أن يستفيدوا من بعض الأدوية التي تحتوي خميرة اللاكتاز على شكل حبوب أو نقط فموية قبل تناولهم للحليب ومشتقاته.
ويجب التنويه إلى ضرورة تناول الكالسيوم والأطعمة الحاوية عليه بالإضافة إلى فيتامين D والريبوفلافين والبروتينات بما يكفي عند مرضى حساسية اللاكتوز الذين لا يتناولون الحليب أو مشتقاته بالمطلق، وذلك لتجنّب نقص الكالسيوم في الدم مع يا يرافق ذلك من مشاكل على مستوى العظام. [٥]
المراجع
- ↑ Lactose Intolerance, , "www.medlineplus.gov", Retrieved in 22-01-2019, Edited
- ↑ What Are the Symptoms of Lactose Intolerance?, , "www.webmd.com", Retrieved in 22-01-2019, Edited
- ↑ Lactose intolerance, , "www.mayoclinic.org", Retrieved in 22-01-2019, Edited
- ↑ What Is Lactose Intolerance?, , "www.webmd.com", Retrieved in 22-01-2019, Edited
- ↑ What Causes Lactose Intolerance?, , "www.healthline.com", Retrieved in 22-01-2019, Edited