محتويات
حيوان الفهد
يعد حيوان الفهد واحدًا من القطط الأكثر شهرةً في العالم والتي تمتاز بسرعتها العالية، حيث تصل سرعة الفهود كحد أقصى إلى 114 كم/ساعة، ومن الممكن أن تصل سرعتها أثناء مطاردتها لفرائسها بين 80 و100 كم/ساعة، وتتواجد تقريبًا معظم الفهود المتبقية في العالم حاليًا في أفريقيا، والفهود صفراء اللون مغطّاة ببقع سوداء ولها بطن أبيض اللون، كما تمتاز وجوهها بوجود خطوط سوداء بارزة تمتد من الزاوية الداخلية لكل عين إلى الزاويا الخارجية للفم وكأنّها آثار لدموع حبرية، وللفهود أجساد طويلة ونحيله تصل إلى 1.2 مترًا ولها ذيول طويلة تتراوح أطوالها بين 65 و 85 سم، وتتراوح أوزانها بين 34 و 54 كغم، وتكون الذكور أكبر قليلًا من الإناث[١].
موطن حيوان الفهد
يعيش حيوان الفهد في الأراضي الجافّة المفتوحة وفي أراضي المراعي السهلية والتي غالبًا ما تكون مرئية فيها بالإضافة إلى الأراضي المكسوة بالغطاء النباتي الكثيف وتضاريس المرتفعات الصخرية[١]، وتتواجد الفهود في أنحاء أفريقيا وبشكل أساسي في شمال أفريقيا في منطقة الساحل وهي المنطقة الانتقالية بين الصحراء في الشمال والسافانا السودانية في الجنوب، بالإضافة إلى انتشارها في شرق وجنوب القارة الأفريقية، كما أنّ هناك جماعة صغيرة منها تعيش في إيران وهي مهددة بالانقراض[٢]
الصيد لدى حيوان الفهد
تمتلك الفهود العديد من الميّزات التي عزّزت قدرتها على العدو السريع، حيث تمتلك أرجلًا طويلةً نسبيًا مقارنة مع باقي أنواع القطط الكبيرة كما أنّ عمودها الفقري الممدود يزيد من طول خطوتها عند العدو بسرعات عالية، ولديها مخالب غير قابلة للكسر وأقدامها مبطّنة لتوفّر المزيد من الاحتكاك، ولها ذيل طويل للتوازن، وتكون أعضاؤها الداخلية كالكبد والغدة الكظرية والشعب الهوائية والرئتين والممرات الأنفية بالإضافة إلى القلب؛ كبيرة الحجم وذلك لتمكين الأنشطة الفسيولوجية المكثّفة، وخلال المطاردات؛ تقطع الفهود ثلاثة خطوات ونصف في الثانية وتأخذ من 60 إلى 150 نفسًا في الدقيقة الواحدة، هذا وتقتصر المطاردات على العدو لمسافات تقل عن 200 إلى 300 مترًا وذلك لأنّ النشاط الفسيولوجي الزائد يؤدي إلى إنتاج حرارة بسرعة أكبر من إطلاقها عن طريق التبريد بالتبخير، وعلى عكس غيرها من الحيوانات المفترسة؛ تنشط الفهود خلال النهار حيث تصطاد في ساعات الصباح الباكر وفي وقت متأخر بعد الظهيرة، وتصطاد الفهود أنواعًا مختلفة من الحيوانات الصغير والظباء الصغيرة كالطيور والأرانب والخنازير الصغيرة كالغزلان والظباء الكبيرة كالمها والأبقار الوحشية، حيث يتم استهلاك الفريسة بسرعة لتجنّب خسارتها من قبل منافسيها كالأسود والضباع وابن آوى والنمور[١]، والآتية توضّح الكيفية التي تصطاد بها الفهود[٣]:
- تستخدم الفهود قدرتها البصرية الاستثنائية لمسح أراضي المراعي التي تقطنها بحثًا عن أية دلائل لوجود فريسة وخاصةً الظباء والأرانب البريّة، كما تعد هذه القطط الكبيرة بمثابة صيّاد نهاري حيث يساعدها التنقل خلسةً ومعطفها المرقّط على الإختباء بسهولة بين الأعشاب العالية الجافة.
- عندما تحين اللحظة المناسبة؛ تعدو الفهود خلف طرائدها وتحاول أن تطرحها أرضًا، وتكلّف هذه المطاردات الفهد الصيّاد قدرًا هائلًا من الطاقة وعادةً ما تنتهي في أقل من دقيقة.
- في حال نجاح عملية الصيد؛ تسحب الفهود طرائدها إلى أماكن ظليلة لتخبئتها وذلك لحمايتها من الحيوانات الانتهازية التي تسرقها قبل أن تتمكن الفهود من أكلها.
تقضي الفهود وقتي الفجر والغسق في مطاردة فرائسها، وبخلاف الأنواع الأخرى من الحيوانات المفترسة؛ لا تهاجم الفهود حلق فريستها مباشرة بل تقوم بالركض نحو الحيوان وطرقه ثم تخنقه بالضغط على حلقه بفكّيها القويين[٢].
الحياة الاجتماعية والتكاثر لحيوان الفهد
تميل إناث حيوان الفهد لتعيش بشكل منفرد بينما تعيش الذكور عادةً في مجموعات تُدعى بالتحالفات مكوّنة من الأشقاء الذكور، وتلتقي الإناث بالذكور فقط عند التزاوج وفيما بعد تقوم بتربية ذريّتها بنفسها، والآتية هي بعض الحقائق المتعلّقة بتكاثر الفهود ونمط حياتها الاجتماعية[٢]:
- تبلغ مدة حمل إناث الفهود ما يقارب ثلاثة أشهر حيث تلد من 3 إلى 5 أشبال تكون أوزانها عند الولادة ما بين 150 إلى 300 غرام ليس أكبر بكثير من أوزان القطط المنزلية حديثة الولادة، وتولد الأشبال بجميع بقعها وبعُرف طويل يُدعى العباءة على رقبتها وأكتافها والذي يختفي عندما تتقدم في العمر.
- تبدأ الأم بتعليم أشبالها الصيد وكيفية تجنّب الحيوانات المفترسة كالأسود والضباع عند بلوغها ستة أشهر من العمر، كما تستمر في العيش معها لحين بلوغها 18 شهرًا تقريبًا، وعلى الرغم من بقاء الأشبال تحت حماية أمها إلا أنّ 70% منها يتم قتلها من قبل الحيوانات المفترسة.
- تعيش الأشبال بعد انفصالها عن أمها مع بعضها لستة أو ثمانية أشهر أخرى ثم تغادر الإناث منها لتعيش بشكل منفرد، بينما يميل الأشقاء الذكور للعيش في مجموعات مكوّنة من اثنين أو ثلاثة تُسمّى بالتحالفات، الأمر الذي يمكّنهم من حماية مناطقهم بشكل أفضل، والذكور المنفردة أمر غير شائع وعادة لا تعيش لأعمار طويلة، واذا حدث ذلك فإنها تعيش ل 12 عام في البريّة وتعيش لمدة 17 عام في حال تواجدها ضمن مجموعات.
- تصل الذكور إلى النضج الجنسي في عمر السنتين تقريبًا وعندها تبدأ المجموعات المكوّنه منها بالبحث عن مناطق بعيدة عن أمهاتها حيث تسافر في بعض الأحيان إلى ما يقارب ال 300 ميل، وتغطي المناطق الخاصة بها عادةً من 5 إلى 10 أميال مربّعة ومن الممكن أن تصل إلى 50 ميل مربع، أما عن الإناث فهي تميل للبقاء بالقرب من موطنها حيث تعيش بمفردها وتميل لتتبع طريق هجرة الغزلان التي تعد الغذاء الأساسي لها.
أعداد حيوان الفهد في العالم
وفقًا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالإنقراض والصادرة عن الإتحاد العالمي لحفظ الطبيعة؛ فإن معظم الأنواع الفرعية للفهود في خطر، حيث أن الأعداد الكلية لها في تناقص مستمر فقد قُدّر العدد الكلي لها بأقل من 7،000 فردًا، في عام 1900؛ كانت أعداد الفهود التي تعيش في أفريقيا وجميع أنحاء غرب آسيا تساوي 100،000 فهدًا على الأقل، أما الآن فقد انقرضت الفهود في 13 موطن من مواطنها الأصلية على الأقل، حيث فُقد ما يقارب ال 90% منها، وحاليًا يبلغ أكبر تجمّع للفهود في ناميبيا بعدد يقارب ال 2,500 فهد، وبحسب مؤسسة الحياة البريّة الأفريقية؛ فإن التراجع في أعداد الفهود يرجع إلى عدة أسباب منها فقدان مواطنها والنزاعات البشرية بالإضافة إلى الإتجار والصيد غير المشروع، وهناك جهود تُبذل للحفاظ على أعداد الفهود الحالية ومحاولة زيادتها منها[٢]:
- إنشاء مجموعات كالمؤسسة الأفريقية للحياة البريّة وصندوق حماية الفهود التي تتعاون مع المجتمعات القريبة من مواطن الفهود لإيجاد حلول مستدامه للزراعة والنمو السكّاني بحيث يكون هناك مساحة لكل من الفهود والبشر.
- إنشاء المناطق المحميّة ومتنزهات الحياة البريّة كتلك الموجودة في جنوب أفريقيا والتي وفّرت للفهود الحماية بعد أن أخذت منها مواطنها.
- تساعد حدائق الحيوان كحديقة سان دييغو وحديقة سميثسونيان الوطنية على توفير برامج تربية للفهود للعمل على زيادة أعدادها، بالإضافة إلى أنها تسعى للتغلّب على النقص في التنوّع الوراثي ضمن مجتمعات الفهود.