محتويات
البقريات
تُصنّف البقريات من ضمن مملكة الحيوانات وهي من الثدييات، وتتنوع الحيوانات التي تنضم تحت هذه الفصيلة وتختلف في طريقة معيشتها، ولكنها تتشابه في الهيكل الخارجي لها، حيث إنها تمتلك أربعة قوائم بحوافر مميزة تقف عليها وحجمها كبير جدًا، كما أنها تمتلك قرونًا قصيرة على مقدمة رأسها في جنس الذكور منها فقط، كما تتشابه في طريقة تكاثرها حيث إنها تتكاثر بالولادة، وتنتشر بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، وتضم فصيلة البقريات الأبقار والجواميس والظِباء والثيران وحيوانات الياك، وفي هذا المقال سيتم تقديم معلومات عن حيوان الياك وطريقة معيشته وصفاته.[١]
حيوان الياك
يتميز حيوان الياك أو الياق بأنه يُشبه الثور الموجود في هضبة التبت وله شعر طويل لونه أسود أو بني يُغطي جسمه وقرونًا على رأسه وذيلًا طويلًا، ويوجد حيوان الياك في الصين ونيبال ومنغوليا وآسيا الوسطى في الأماكن المرتفعة التي يتراوح ارتفاعها ما بين 4000 إلى 6000 متر، ويُعرف حيوان الياك في الصين باسم الماشية المُشعِرة، ويعيش حيوان الياك في البريّة ويمكن تربيته في المنازل أيضًا، ويمكن التمييز بينهما بأن الياك البري أكبر حجمًا من الياك المنزلي، ومن الصفات التي يتميز بها حيوان الياك ما يأتي:[٢]
- يصل ارتفاع حيوان الياك إلى حوالي المترين إلى الكتف، ويبلغ وزنه إلى أكثر من 800 كيلو غرام.
- يعيش في المرتفعات العالية، ويُساعده الشعر الذي يُغطي جسمه على منحه الدفء حتى في درجات الحرارة المنخفضة التي تصل إلى -40 درجة مئوية.
- يختلط اللون الأبيض مع اللون الأسود في شعره الذي يتميز بطوله الذي يُغطي حتى أسفل بطنه.
- يصل طول قرونه المنحنية السوداء إلى 80 سم في الذكور وإلى 50 سم في الإناث.
- يمتلك حيوان الياك رئتان كبيرتان حوالي ثلاثة أضعاف حيوانات الماشية الأخرى.
- يمتلك قلبًا قويًا، ويكون لديه خلايا دم حمراء كثيرة تنقل الأوكسجين بفاعلية أكثر من الرئتين إلى القلب.
- يُقدّر عدد حيوانات الياك حوالي 12 مليون، ويُعزّى ارتفاع عددها إلى زيادة الاهتمام بها من قبل السكان المحليين.
- يستفيد الناس بشكل كبير من حيوان الياك، بسبب إنتاجها الحليب بكميات كبيرة، كما يستخدمها الناس في الحراثة.
- يستفيد الناس من لحومها كطعام، ومن فرائها وجلودها أيضًا.
- يتناول حيوان الياك الأعشاب حيث ينزل إلى السهول في فصل الربيع ليأكل الأعشاب، وفي فصل الصيف يرجع إلى الأعلى ويتناول الطحالب والأشنات.
- يشرب حيوان الياك الماء في فصل الشتاء عن طريق تناوله للثلج، فيحصل على حاجته من الماء.
- تعيش حيوانات الياك على شكل مجموعات، وتعرّضت إلى الصيد الجائر مما جعلها من الحيوانات المهددة بالانقراض.
تكاثر حيوان الياك
تعيش أنثى حيوان الياك مع صغارها على شكل قطيع يحتوي من 6 إلى 20 حيوانًا، ويمكن أن يصل العدد إلى أكثر من 100 حيوان، أما الذكور فتعيش بمفردها أغلب السنة أو على شكل مجموعات لا تزيد عن 12 حيوانًا، وعندما يبدأ موسم التزاوج في شهر سبتمبر ينضم الذكور إلى القطيع ويتقاتلون من أجل الإناث، وتُصدر الذكور أصواتًا غريبة مثل الشخير خلال تلك الفترة فقط، وتبلغ مدة الحمل عند أنثى حيوان الياك البالغة حوالي تسعة أشهر، وتلد الأنثى صغيرًا واحدًا في كل مرة وعادةً ما تكون الولادة في شهر يونيو، وتتكرر الولادة للأنثى البالغة كل عام، وترعى الأم صغيرها وتهتم به وتُرضعه الحليب لمدة عام كامل، ثم يبدأ الصغير بالاعتماد على نفسه والاستقلال بحياته مُنفصلًا عن أمه، ويصل إلى الحجم الكامل والبالغ في سن من 6 إلى 8 سنوات، وييلغ متوسط عُمر حيوان الياك حوالي 25 عامًا، وقد عمل الأشخاص في مختلف المناطق على تدجين حيوان الياك للحصول على ماشية تتمتع بالمواصفات المميزة لحيوان الياك، فهي حيوانات قوية وسهلة الانقياد ومُنتجة بشكل كبير ويمكن الاستفادة منها كمصدر دخل للعديد من الأُسر.[٣]
علاقة حيوان الياك مع الإنسان
قام الإنسان بتربية حيوانات الياك منذ الآف السنين، والاستفادة منها لتغطية احتياجات عائلته من الحليب واللحوم والصوف لصناعة الملابس، كما أنه يستخدمها في نقل الأحمال للمناطق المرتفعة، ويستخدم مخلفاتها كمصدر وقود وحيد في المرتفعات في جميع مناطق هضبة التبت، ومن استخدامات حيوان الياك الاخرى ما يأتي:[٤]
- القيام بالرحلات الاستكشافية والتسلق؛ لأن حيوانات الياك تتحرك بسهولة في الممرات الجبلية.
- رسم خطوط الحراثة للزراعة بسهولة.
- صناعة الجبنة من حليب الياك، وكذلك الزبدة التي يستهلكها السكان بكميات كبيرة.
- صناعة المنحوتات من الزبدة التي تُستخدم في الاحتفالات الدينية، ولإضاءة المصابيح أيضًا.
- المشاركة في سباقات الياك مثل التزلج على الجليد وبولو الياك وسباقات الركض.
الحفاظ على حيوان الياك من الانقراض
كانت أعداد حيوانات الياك في تزايد مستمر في الفترة قبل القرن التاسع عشر، وكانت تعيش في المناطق المرتفعة على امتداد كبير ما بين جبال الهيمالايا إلى بحيرة بايكال في سيبيريا وفي التبت، وبعد عام 1900م بدأت أعداد حيوانات الياك بالتناقص بسبب الصيد غير المبرر لها من قبل السكان المحليين في التبت ومنغوليا، وهناك أعداد قليلة منها حاليًا في شمال التبت وسهول لاداخ في الهند، ولكنها ليست محمية من خطر الانقراض بشكل جدّي، كما أن القيام بعمليات التهجين المختلفة يُعرّض أعداد حيوانات الياك إلى الخطر،[٢] وقد تم تصنيف حيوانات الياك البرية منها على أنها حيوانات مهددة بالانقراض من قبل الإتحاد العالمي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية، وأنها عُرضة للخطر أكثر من غيرها من الحيوانات، وقد بدأت الصين بشكل رسمي بإنشاء المحميات الطبيعية للمحافظة على ما تبقى من حيوانات الياك، وفرض العقوبات على الصيد الجائر لهذه الحيوانات، وحسب احصائيات عام 1995 م فإن أعداد حيوانات الياك البرية يُقدّر بحوالي 15000 حيوان فقط.[٣]