نهر دجلة والفرات
تشير بلاد ما بين النهرين إلى منطقة واسعة، والتي تشمل كل من العراق وشرق سوريا وجنوب شرق تركيا وأجزاء من غرب إيران والكويت، وتعني كلمة بلاد ما بين النهرين بأنها الأرض بين نهري دجلة والفرات[١]، وينبع هؤلاء النهران من شرق تركيا ولكن من مصدران مختلفان يبعدان عن بعضهما البعض، حيث يكون أصل هذه المياه من أمطار الشتاء وذوبان الجليد في كل من جبال طوروس وجبال زاغروس ومن ثم يتدفقان إلى جنوب شرق تركيا، ومن ثم إلى شمال سوريا، وبعدها يعبر نهر الفرات مسافة أكبر بكثير من دجلة ويلتقيان في العراق وفي نهاية المطاف يصبان في خليج فارس[٢].
جغرافية نهر دجلة والفرات
تتميز منطقة نهري دجلة والفرات باحتوائها على روافد صغيرة والتي تتغذى من البحيرات الضحلة العذبة ومن مياه المستنقعات، وتحاط هذه المنطقة بالصحراء، كما أنها تعد جزءًا من الهلال الخصيب الأكبر، وكان أول ظهور لها في فترة أوروك؛ ولذلك توصف بأنها مهد الحضارة، وفي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، بدأت تركيا بمشروع جنوب شرق الأناضول، والهدف من ذلك المشروع هو بناء سدود على مجرى نهري دجلة والفرات، أدى ذلك إلى حدوث مشاكل مائية بشكل منتظم، وبالإضافة إلى آثار السدود على البيئة حيث أسهم ببناء السدود السورية والإيرانية أيضًا في التوتر السياسي داخل الحوض، خاصة أثناء الجفاف، وفي الثمانينيات تعرضت المنطقة لخطر كبير؛ بسبب الحرب التي اندلعت بين دولتي إيران والعراق داخل حدودها، وبذلك جفت الأراضي الرطبة بالعراق بالكامل وبقيت زمنًا طويلًا على هذا الحال.[٣]
تتمتع منطقة نهري دجلة والفرات بمناخ شبه مداري قاري، حيث تصل متوسط درجات الحرارة في المنطقة خلال فصل الصيف إلى 32 درجة مئوية، وفي فصل الشتاء إلى ما يقل عن 10 درجات مئوية والتي يمكن أن تصل إلى درجات تجمد، ويصاحب ذلك رياح خفيفة ومتغيرة، وينتج عن ذلك تأثيرُا سلبيًا على الزراعة والاتصالات في المنطقة، وتشهد المنطقة اليوم تغيرات كبيرة في درجات الحرارة خلال النهار ويصاحب ذلك هطول خفيف للأمطار في الروافد السفلية لنهري دجلة والفرات وأمطار غزيرة على المرتفعات من تلك المنطقة، ويمكن للثلوج من التساقط والذوبان خلال فصل الربيع مما يؤدي ذلك إلى زيادة حجم الأنهار.[٢]
الثروة البيئية في دجلة والفرات
يتمتع نهرا دجلة والفرات بتوافر غابات البلوط التي تغطي الجبال وسفوحها في تركيا، كما تزدهر بعض النباتات في المنطقة على مدار العام، وأما عن المناطق غير المروية فيها فيكون موسم النمو قصيرًا جدًا؛ بسبب موت الزهور البرية وغيرها من النباتات التي تظهر خلال فصل الربيع، وتتواجد العديد من أشجار القصب التي يصل ارتفاعها إلى 8 أمتار وأشجار النخيل ويبلغ ارتفاعها 1000متر.[٢]
وأما بالنسبة للثروة الحيوانية في دجلة والفرات فتتنشر الخنازير البرية في البساتين والمستنقعات وتتواجد الضباع وحيوان ابن آوى على طول الأنهار جنوب العراق، وتم العثور على الأسود على طول نهر دجلة عام 1926م، وتعيش الغزلان والذئاب والثعالب في السهل الغريني وغيرها من الحيوانات، وتتواجد فيها الطيور كالبلبل والغربان والبوم والصقور والنسور، وبالإضافة إلى ذلك يتواجد في المنطقة عدة أنواع من الأفاعي والكوبرا والثعابين غير السامة، وبالنسبة لثروتها المائية فإن الأنهار تحتوي على الضفادع والسلاحف المائية، وأنواع متعدد من الأسماك كسمك السلور.[٢]
المراجع
- ↑ "Mesopotamia: The Land Between Two Rivers", www.livescience.com, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Tigris-Euphrates river system", www.britannica.com, Retrieved 12-12-2019. Edited.
- ↑ "Tigris–Euphrates river system", en.wikipedia.org, Retrieved 12-12-2019. Edited.