محتويات
رجيم الصيام
يعرف رجيم الصيام على أنه نمط غذائي يعنى بوقت تناول الطعام أكثر من اهتمامه بتحديد أطعمة مسموحة وأخرى ممنوعة، يتم فيه التناوب بين فترات الامتناع الكلي أو الجزئي عن الطعام وفترات السماح بذلك، وقد يكون هذا التناوب على مدار يوم أو أسبوع، ويعد رجيم الصيام ظاهرة عالمية استطاعت لفت نظر العلم لها وتسخير موارده للبحث في فوائدها المحتملة كإنقاص الوزن والوقاية من الأمراض وإطالة العمر، ولرجيم الصيام العديد من الأنواع التي تختلف فيما بينها في شدتها؛ مما يجعله مناسبًا لمعظم الراغبين في تجربته.[١]
مبدأ عمل رجيم الصيام
يتلخص مبدأ عمل رجيم الصيام في إجبار الجسم على حرق الدهون المتراكمة فيه واستخدامها كمصدر بديل للطاقة التي من المفترض أن يحصل عليها من الغذاء، ومن الجدير بالذكر أن جسم الإنسان مهيأ منذ القدم لتحمل فترات طويلة من الصيام قد تمتد لساعات أو أيام دون أية مضاعفات تذكر، لذلك فإن من الذكاء استغلال هذه الميزة للتخلص من مشكلة السمنة، وفيما يأتي تفاصيل هذه العملية:[٢]
- يتحول الطعام في الجسم الإنسان بفعل عمليات الأيض إلى طاقة يستخدمها لإتمام عملياته الحيوية ونشاطاته اليومية، ويخزن الفائض منها لحين الحاجة إليها.
- يعد سكر الجلوكوز الناتج عن عملية هضم الكربوهيدرات مصدرًا أوليًا لطاقة الجسم، وعندما تزداد مستويات الجلوكوز في الدم يبدأ البنكرياس بإفرار هرمون الإنسولين الذي يلعب دورًا مهمًا في تحرير ما يحمله الجلوكوز من طاقة وتخزين الفائض منه على هيئتين: الجلايكوجين في كل من الكبد والعضلات والخلايا الدهنية في جميع أنحاء الجسم.
- يتميز مخزن الجلايكوجين بمحدوديته وسهولة الوصول إليه في حال عدم توفر الطعام، في حين تتميز الدهون بكونها مخزنًا غير محدود لكنه صعب الاستخدام.
- فعندما تقل مستويات الجلوكوز وهرمون الإنسولين في الدم خلال الصيام، يلجأ الجسم إلى الجلايكوجين أولًا فيستهلكه ويوفر له طاقة تكفيه مدة 24-36 ساعة، ومن ثم يلجأ إلى الدهون المخزنة ويستخدمها كمصدر أساسي للطاقة.
أنواع رجيم الصيام
يمكن تطبيق رجيم الصيام خلال أربع طرق تختلف فيما بينها بمدة الصيام وكيفية التناوب بينه وبين فترات الأكل، وتحديد الطريقة الأكثر ملاءمة يتم من خلال الالتزام بكل واحدة منهن مدة لا تقل عن الشهر قبل الانتقال إلى أخرى ومراقبة التغيرات الجسدية والنفسية التي ستحصل خلال كل واحدة منهن، ومن الجدير بالذكر أن رجيم الصيام بكافة طرقه غير معني بنوعية أو كمية الطعام المتناولة، ولكن ينصح بالتركيز على الأطعمة الصحية ذات القيمة الغذائية العالية والغنية بالألياف، والابتعاد عن الأطعمة غير الصحية والعالية بالسعرات الحرارية والدهون، بالإضافة إلى شرب الماء بكميات كافية، ولا بد من التنويه إلى أن الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل الصحية عليهم مراجعة طبيب قبل التوجه إلى مثل هذا النوع من الأنماط الغذائية، وفيما يأتي شرح مبسط لكل من الطرق الأربعة:[٣]
- طريقة 24 ساعة: وهو طريقة من طرق الصيام تتمثل بالامتناع عن الطعام مدة أربع وعشرين ساعة لمرتين غير متتابعتين خلال الأسبوع الواحد، ومن الجدير بالذكر أن هذه الطريقة تتسبب في الشعور بجوع شديد، لذلك فهي غير مناسبة للمبتدئين في هذا النظام الغذائي.
- رجيم المحارب Warrior Diet: وتقوم هذه الطريقة على الصيام مدة عشرين ساعة وحصر مدة الأكل في أربع ساعات، وتعد من أكثر طرق رجيم الصيام صعوبة لما تسببه من شعور بعدم الارتياح في المعدة.
- طريقة 16:8: صممت هذه الطريقة لتناسب لاعبي رياضة الأثقال، تتميز عن سابقتيها بقصر مدة الصيام، إذ تصل إلى ست عشرة ساعة في اليوم للذكور وأربع عشرة ساعة للإناث، ويمكن خلالها تناول المشروبات الخالية من السعرات الحرارية دون أية محددات.
- طريقة 5:2: يلجأ العديد من الأشخاص إلى هذه الطريقة من رجيم الصيام بهدف تحسين مستويات الكولسترول والسكر في الدم وإنقاص الوزن، تقوم على تحديد كمية السعرات الحرارية المتناولة لتصل إلى 500-600 مدة يومين غير متتابعتين خلال الأسبوع الواحد.
فوائد رجيم الصيام
إن بحثًا بسيطًا على الإنترنت يظهر للباحث الفوائد الجليلة لهذا النظام الغذائي؛ كإنقاص الوزن والتحكم بالسكري والوقاية من أمراض القلب، لذلك لا بد من التنويه إلى أن العلم وحتى هذه اللحظة يفتقر إلى الإثباتات القاطعة لما يتداوله الناس، أما الأبحاث العلمية المتوافرة في هذا المجال فإن معظمها قد أجري على حيوانات التجارب أو على عدد قليل جدًا من الناس ولفترات قصيرة جدًا، لذلك لا يمكن تعميم نتائجها على الناس بصفة عامة، وفيما يأتي توضيح لأهم هذه الفوائد.[٤]
إنقاص الوزن
إن أهم فوائد رجيم الصيام تتمثل بقدرته على تحويل الجسم إلى آلة لحرق الدهون والتخلص من الوزن الزائد، ويلجأ إليه العديد من الأشخاص لهذا الهدف وذلك لسهولة الالتزام به وعدم تحديده لأنواع أو أشكال أو كميات محددة من الطعام، ويشبه رجيم الصيام في مبدأ عمله الكيتو دايت الذي يقنن كمية الكربوهيدرات المتناولة ويجبر الجسم على استخدام الدهون كمصدر للطاقة.[٥]
تقليل مستويات سكر الدم
يلعب هرمون الإنسولين دورًا مهمًا في عمليات هضم الكربوهيدرات، إذ يعد مسؤولًا عن نقل الجلوكوز، وهو ناتج هضم الكربوهيدرات، من الدم إلى جميع خلايا الجسم لتستخدمه في عملياتها الحيوية، لكن في حالة الإصابة بمرض السكري فإن خللًا يتسبب في عرقلة عمل هذا الهرمون وارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في الدم ويصاحب ذلك عدد من الأعراض كتعب الجسم العام والعطش الشديد والتبول المتكرر، لكن رجيم الصيام ينظم مستويات سكر الدم ويدعم عمل هرمون الإنسولين.[٥]
تعزيز صحة القلب
يلعب رجيم الصيام دورًا مهمًا في تقليل احتمال الإصابة بالعديد من أمراض القلب؛ إذ يرفع من مستويات الكولسترول النافع ويقلل من مستويات الكولسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم، وأظهرت دراسة أجريت على حيوانات التجارب أن رجيم الصيام يرفع مستوى بروتين الأديبونيكتين المعني بإتمام عمليات أيض السكريات والدهون مما يحمي الجسم من أمراض القلب والجلطات.[٥]
مقاومة الالتهاب
ويعرف الالتهاب على أنه رد فعل مناعي تجاه أي اعتداء خارجي على الجسد، ويرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة كالسكري والسمنة والسرطان، وفي دراسة نشرت في مجلة Nutrition Research أجريت على 50 شخص بهدف معرفة تأثير صيام شهر رمضان على الجسم لوحظ انخفاض في بعض علامات الالتهاب Inflammatory Markers، وفي دراسة أخرى نشرت عام 2015 وجد أن انخفاضًا ملحوظًا في علامات الالتهاب يرتبط بساعات الصيام الطويلة خلال الليل، وعلى الرغم من ضرورة تكثيف الأبحاث في هذا المجال إلا أن الدراسات المتوافرة تبشر بوجود دليل علمي على العلاقة بين رجيم الصيام والوقاية من الأمراض المزمنة.[٥]
المحافظة على وظائف الدماغ
بالإضافة إلى الدور المهم الذي يلعبه رجيم الصيام في إنقاص الوزن والوقاية من الأمراض المزمنة، فإنه أيضًا يعزز وظائف الدماغ المعرفية والإدراكية ويحمي من مشكلات الذاكرة، ويمكنه تأثيره المقاوم للالتهاب من إبطاء تطور الأمراض التنكسية في الجهاز العصبي والتي تتسبب في موت وتلف الخلايا العصبية مثل مرض ألزهايمر، والأهم من ذلك كله أن الصيام يعزز عملية الالتهام الذاتي Autophagy والتي تتمثل بالتخلص من العضيات الخلوية التالفة وتلك التي فقدت وظيفتها.[٥]
تقليل الشهية
يعرف هرمون اللبتين Leptin على أنه هرمون الشبع، يفرز من الخلايا الدهنية، وتتمثل وظيفته في إرسال إشارات للدماغ للتوقف عن الأكل في الوقت المناسب، فتقل نسبته في الدم عند امتلاء المعدة وتزداد عند الشعور بالجوع، وبسبب إفرازه من الخلايا الدهنية فإن مستوياته تكون مرتفعة عن الحد الطبيعي لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد مما يؤدي إلى مقاومة خلايا الجسم له وصعوبة الشعور بالشبع، وقد يكون لرجيم الصيام تأثير في مستويات هرمون اللبتين فتقل خلال فترات الصيام وتزداد حساسية خلايا الجسم له فيقل الإحساس بالجوع وينقص الوزن.[٥]
مضاعفات رجيم الصيام
على الرغم من فوائد رجيم الصيام المحتملة وسهولة الالتزام به مقارنةً بغيره من الأنماط الغذائية التي تهدف إلى إنقاص الوزن وتحسين نوعية الحياة، إلا أنه لا يعد آمنًا للجميع بصفة عامة، بل على بعض الأشخاص توخي الحذر عند اتخاذهم قرار اتباع رجيم الصيام لأنهم معرضون للإصابة ببعض المضاعفات الصحية، وفيما يأتي بيان ذلك:[٦]
- من يعاني من اضطرابات الأكل يكون أكثر عرضة للإصابة باضطراب نهم الطعام.
- إن اتباع رجيم الصيام مع الالتزام بنظام رياضي قد يعرض الشخص إلى هبوط مستويات السكر في الدم، يصاحبه بعض الأعراض كالدوار واضطراب وتشوش الذهن.
- قد يتسبب اتباع رجيم الصيام انخفاضًا حادًا في مستويات سكر الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
- عدم الالتزام بتناول وجبة الإفطار من العادات غير الصحية ذات تأثير سلبي على الإنسان؛ إذ تزيد من احتمال الإصابة بالسمنة.
المراجع
- ↑ "What Is Intermittent Fasting? Explained in Human Terms", www.healthline.com, Retrieved 06-10-2019. Edited.
- ↑ "Intermittent fasting for beginners", www.dietdoctor.com, Retrieved 09-10-2019. Edited.
- ↑ "How to begin intermittent fasting", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 09-10-2019. Edited.
- ↑ "What is Intermittent Fasting?", www.eatright.org, Retrieved 09-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Intermittent Fasting: A Beginner’s Guide to Improving Health and Losing Weight", www.draxe.com, Retrieved 09-10-2019. Edited.
- ↑ "Fasting diet: Can it improve my heart health?", www.mayoclinic.org, Retrieved 10-10-2019. Edited.