محتويات
معلومات عن سورة محمّد
التعريف بسورة محمّد
تعدّ سورة محمد من السور المُجمَع على كونها مدنيّة، حيث كان نزولها ما بين غزوة بدر وغزوة الأحزاب، ويبلغ عدد آياتها في العدد البصري أربعين، وفي العدد الكوفي ثمان وثلاثين، وفي غيرهما تسع وثلاثين،[١][٢] وتجدر الإشارة إلى أن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- وقتادة ذهبوا إلى كونها سورة مدنية باستثناء آية واحدة، وهي قول الله -تعالى-: (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ)،[٣] حيث نزلت بعد خروج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من مكة مُنهياً حجة الوداع.[٤]
مناسبة سورة محمّد لما قبلها وبعدها
ترتبط آخر سورة الأحقاف بأول سورة محمد ارتباطاً واضحاً، حيث قال الله -تعالى- في آخرالأحقاف: (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ)،[٥] ثمّ وصف الله -تعالى- هؤلاء الفاسقين بقوله في أول سورة محمد: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ).[٦][٧]
كما ترتبط آخر سورة محمد بأول سورة الفتح ارتباطاً واضحاً أيضاً، حيث ختم الله سورة محمد بقوله: (هَا أَنتُمْ هَـؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّـهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم)،[٨] فهذه الآية تحثّ المؤمنين وتدعوهم للإنفاق والبذل في سبيل الله -تعالى-.[٩]
ثمّ يقول الله -تعالى- في أوائل سورة الفتح: (وَيَنصُرَكَ اللَّـهُ نَصْرًا عَزِيزًا* هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ)،[١٠] حيث يُبشر الله -تعالى- عباده المؤمنين الذين لبّوا دعوته للإنفاق في سبيله بنصره وتأييده لهم، وأيضاً فإن اسم السورة محمد يُناسبه أن يأتي بعد سورته سورة الفتح؛ لأن الفتح كان لمحمد -صلى الله عليه وسلم-.[٩]
أسماء سورة محمّد
سًمّيت سورة محمد بهذا الاسم لاحتوائها على اسم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والحديث عمّا أُنزل عليه،[١١] ولها أسماء أخرى عُرفَت بها منها: سورة القتال؛ وذلك لاستفاضة الحديث فيها عن القتال من بيان أحكامه أثناء المعركة وبعدها،[١٢][١٣] وتوضيح ما يترتب عليه من فوائد جمّة،[١٤] وسورة الذين كفروا باعتبار أوّلها، حيث قال الله -تعالى-: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ).[٦][١١]
موضوعات سورة محمّد
هناك عدّة موضوعات اشتملت عليها سورة محمد منها ما يأتي:[١٣]
- الحديث عن القتال وأحكامه، والأسرى، والغنائم.
- الحديث عن المنافقين وصفاتهم وما أعدّ الله لهم من تهديد وعذاب، ووصف الجنة ونعيمها المُعدّ للمؤمنين.[١٣][١٥]
- الحديث عن تأييد الله -تعالى- ونصره للمؤمنين، والشقاء والخسارة للكافرين.[١٦]
- الحديث عن القرآن الكريم، والدعوة إلى تدبّره وفهمه، والحثّ على ذلك.[١٥]
المراجع
- ↑ مجير الدين العليمي (1430)، فتح الرحمن في تفسير القرآن (الطبعة 1)، دمشق:دار النوادر، صفحة 308، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ محمد طنطاوي (1998)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر، صفحة 213، جزء 13. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية:13
- ↑ الشوكاني (1414)، فتح القدير (الطبعة 1)، دمشق:دار ابن كثير، صفحة 35، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحقاف، آية:35
- ^ أ ب سورة محمد، آية:1
- ↑ محمد الهرري (1421)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت:دار طوق النجاة، صفحة 120، جزء 27. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية:38
- ^ أ ب عبد الكريم الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، القاهرة:دار الفكر العربي، صفحة 391، جزء 13. بتصرّف.
- ↑ سورة الفتح، آية:3-4
- ^ أ ب أحمد حطيبة، تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير، تونس:الدار التونسية، صفحة 71، جزء 26. بتصرّف.
- ^ أ ب ت وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 75-76، جزء 26. بتصرّف.
- ↑ محمد القاسمي (1418)، محاسن التأويل (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 463، جزء 8. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد حطيبة، تفسير الشيخ أحمد حطيبة، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1393)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، مصر:الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية، صفحة 942، جزء 9. بتصرّف.