معلومات عن شخصية الحكواتي

كتابة:
معلومات عن شخصية الحكواتي

الفن الشعبي

الفن الشعبيّ هو الإرث أو الإنتاج الفنيّ البسيط والعفوي الذي تتوارثه الأجيال المتلاحقة حتى يصير جزء ثقافي في العقل الجمعي، بل يصل الأمر بأن يحفظ كموروث بيولوجي من أصل ثقافي، ويختلف الفن الشعبي من حضارة لأخرى، تتعدد صور الفن الشعبي بين مسموع ومرئي، ويظهر جليًا في أهازيج وهدهدة ومناغاة الأم لرضيعها، وحكاوي الأجداد للأحفاد، و أساطير الأمم، وأغاني الأفراح، ويدخل في ذلك الغناء والإنشاد الديني، والملاحم والقصص، وجميع ما يسمع من غناء تراثي، يشجي أذن الجميع، ويحرك المشاعر مسموعًا، ومنه ما يقر العين مرئيًا من تراث معماري شعبي، وزي شعبي، ومن أحد أهم الشخصيات التي تجسد الفن الشعبي، شخصية الحكواتي، التي باتت نادرة في هذه الفترة، وحل محلها التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، سيتم في هذا المقال التحدث عن شخصية الحكواتي وعن سمات شخصية الحكواتي وأشهر الحكواتيين وتأثير شخصية الحكواتي على المجتمع.[١]

شخصية الحكواتي

راوٍ شعبيّ -كما يُعرف في بعض البلاد العربيّة كسوريا- وحَكَّاء: صيغة مبالغة من حكَى، من يقصُّ الحكايةَ والقصَّةَ في جمع من النَّاس، فالحكواتي أو الراوي أو القصّاص، هو شخص امتهن سرد القصص، في المنازل والمحال والمقاهي والطرقات، كان يحتشد حوله الناس قديمًا، وما يميز شخصية الحكواتي الأمس في مقاهي مدينة دمشق أيضًا تلك النفحة من القيم والفضائل التي كانت تتسم بها شخصيات رواياته، وكانت تغذي نفوس المتلقّنين وعقولهم، وشخصية الحكواتي شخصية واحدة جسدها كثيرون على مر عقود من الزمن، وهي مهنة عرفتها بلاد الشام، وحظيت بشعبية كبيرة جعلتها جزءًا من التراث الشعبي في هذه البلاد واشتهرت مدينة دمشق شهرة كبيرة بالحكواتي، حيث أصبح الحكواتي من التراث الشعبي السوري في مدينة دمشق وتاريخ عريق مع زوار دمشق.[٢]

سمات شخصية الحكواتي

ما يميز حكواتي الأمس في مقاهي مدينة دمشق تلك النفحة من القيم والفضائل التي كانت تتسم بها شخصيات رواياته، وكانت تغذي نفوس المتلقّنين المستمعين وعقولهم ولا سيما الشباب منهم، على عكس ما تضخه في هذه الأيام المحطات الفضائية ومقاهي الإنترنت من عادات غريبة ومنفّرة وتحرف بعض منها العقول عن المسرى والطريق الصحيح، ومن صفات الحكواتي ما يأتي:[٢]

  • له دور في غرس القيم والفضائل عن طريق الشخصيّات والأحداث وتسلسل الروايات، خاصّة عند الشباب وتوجيههم بالإتجاه الصحيح و أيضًا غرس الصفات الإيجابيّة مثل الصدق والشجاعة والمروءة والأمانة.
  • تعدّ مهنة الحَكواتي تجمع بين الأدب والشعر والفن، فليس من السهل أن تكون حكواتي، إذ تحتاج إلى شخصيّة مثقّفة وذات خبرة ومهارة في سرد القصص والروايات التاريخية المُفعمة بالمغامرات والأحداث المشوّقة، والقدرة على جذب انتباه المستمعين وتشويقهم لمعرفة باقي التفاصيل.
  • الحكواتي شخصية واحدة جسدها كثيرون على مر عقود من الزمن، وحظيت بشعبية كبيرة جدًا جعلتها جزءًا من التراث الشعبي في هذه البلاد، واشتهرت مدينة دمشق شهرة كبيرة بالحكواتي فلا يوجد مقهى من مقاهي مدينة دمشق التراثية قديمًا إلا وبه حكواتي.
  • إن الحكواتي مهنة أو حرفة انتهت بانتهاء حاجة المستمعون والمجتمع بشكل عام لها، فهي كانت وسيلة تسلية جماعية وفي الوقت نفسه وسيلة تثقيف وترسيخ للقيم والأخلاق التي تحلى بها أبطال القصص والروايات التي كان يسردها الحكواتي.
  • ما يزيد في الحماسة والتشويق أن الحكواتي كان يقوم بتجسيد شخصيات روايته وكلامهم بتحريك يديه وترفيع صوته أو تضخيمه.
  • عَمَل الحكواتي كان يتواصل على مدار السنة، لكن خصوصيته بالنسبة لشهر رمضان مرتبطة بان مواضيعه تتناسب مع الشهر الفضيل والقيم التي يمثلها، وهذه القيم عادة ما كان الحكواتي يتحدث عنها وعن فضائلها في رواياته ومجسدة بتصرفات أبطال هذه الروايات، كما أن الصائم بعد الصيام والتهجد والتعبد كان يحتاج إلى وقت للراحة والترويح عن النفس، فكان يجد ذلك في جلسة الحكواتي، لكن بعد أن يكون أدّى صلاة التراويح.
  • قديمًا جرت العادة بأن يجلس الحكواتي على منصّة مرتفعة قليلاً، ومعه كتابه لا يفارقه، ويلتف الناس حوله صغارًا كانوا أم كبارًا، فعندما يبدأ الحكواتي بسرد القصّة يسود الهدوء وحسن الاستماع، فترى الناس تارًة ترتفع أصواتهم فرحًا وتارًة ترتفع حزنًا وهجاًء، بحسب نبرة صوت الحَكواتي وحركات يديه ورأسه مع الأحداث.

أشهر الحكواتيين

في بلاد الشام للحكواتي شهرته في المقاهي، الذي عرفه الناس الآن عبر التلفاز أو القصص والحكايات، فيقف الحكواتي مستعينًا بكتاب يصطحبه معه بشكل دائم في كل مكان، ويبدأ سرد الرواية أو الحكاية التي غالباً ما تكون عن شخصية تاريخية مهمة، وبما أن الحكواتي هي مهنة يقتات منها، فكان الحكواتي يتقاضى من صاحب المقهى الذي يتولى تحديد بدل الدخول إلى مقهاه بما في ذلك المشروبات، فكان الزبون يدفع عشر بارات أي ربع قرش مقابل الاستماع إلى الحكواتي وثمن المشروبات، أو يدفع خمسة بارات مقابل أي منهما، ومن أشهر الحكواتيين.[٣]

  • الحاج محمد الشقلي الحلبي.
  • الحاج عبد الرحمن الحكواتي.
  • الحاج إبراهيم الحكواتي.
  • الحاج أحمد الزركاني.
  • محمد باريز.
  • بشير مجذوب.

تأثير شخصية الحكواتي على المجتمع

عرف العرب منذ القدم فنّ الأدب على مختلف أنواعها من ألقاء الشعر وقص القصص، وكان لمجلسهم النصيب الأكبر منه، ففى كان يلقى البعض الشعر أو الحكايات، والبعض الآخر يسعد لسماع هذه الفنون من الأدب، وخاصة أنها تختصر شكل الحياة عندهم من عادات وتقاليد ومعتقدات فى فترة وجيزة من الزمان، هى فترة الإلقاء، ويعد الحكواتي الشخص المبدع في فن”المقامات” الذي هو من أهم الفنون الأدبية التي لم تأخذ حقها مثل باقى الفنون، فهى قصة قصيرة تكتب بلغة إيقاعية، مطعمة بالشعر، يحكيها الحكواتي، أما عن الشخصيات الثانوية فهى محدودة، وتدور على حدث واحد، فى زمن محدود، ومنطقة واحدة، هدفها نقد العادات والتقاليد السيئة والشخصيات السلبية فى المجتمع، إن الحكواتي هي طرق تطور المسرح الذي هو في واقعنا الأن، والمسرح وفن المسرحية وكتاب القصص طرق مستنسخة من الحكواتي، وإن اسلوب الحكواتي هو أسلوب تأديبي تعليمي تهذيبي قبل أن يكون ترفيهيًا، والجمهور لدى الحكواتي جمهور غير سلبي.[٤]

المراجع

  1. "فن شعبي "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "حكواتي"، www.wikiwand.com/ar، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  3. "حكواتي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  4. "فن المقامات.. من فنون الأدب العربي المنسية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-12-2019. بتصرّف.
6619 مشاهدة
للأعلى للسفل
×