معلومات عن قرين الأنثى

كتابة:
معلومات عن قرين الأنثى

تعريف القرين

قال -تعالى- في مُحكَم تنزيله: (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا)،[١] ومعنى القرين في اللُّغة: هو الذي يقارنك ويُصاحبك أي يلازمُك، ومنه قولهم: قرنت الشيء بغيره، إذا شددته إليه،[٢] ومن هنا نستنتج أنّه ما سُمّيَ قرينًا؛ إلا لأنّه يلازم الإنسان ويكون مقرونًا به.

ذكر القرين في القرآن

ورد ذكر القرين في القرآن الكريم في عدَّة مواضع، منها قوله -تعالى-: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)، [٣] وقد بينت الآية الكريمة أنَّ سبب لزوم القرين للإنسان هو ابتعاده عن ذكر الله -تعالى-.[٤]

وقد ذكر المفسِّرون في تفسير هذه الآية ما مفاده: أن الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية يخبر عمّن يتعامى عمّا جاءه من الذكر من عنده -عز وجل-، ويُعرض ويتغافل عن كتاب الله وهدي نبيه -صلوات الله وسلامه عليه-، فيقيِّضُ له الله عز وجل شيطاناً بسبب غفلته، "فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ" أي: مقترن به في الدنيا وفي الآخرة؛ ليدخُلَ النَّار مع قرينه والعياذ بالله.[٤]

دور القرين وماذا يستطيع أن يفعل

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما منكُم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بهِ قرينُهُ منَ الجنِّ، قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: وإيَّايَ؛ إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَني علَيهِ فأسلَمَ، فلا يأمرُني إلَّا بخيرٍ)،[٥] يتبيَّن لنا من هذا الحديث الشَّريفِ أنَّ دور القرين يتمثَّل فقط في إغواء الإنسان، وتزيين المعاصي له ومحاولة إعانته على الشَّر.[٦]

كما أنَّ مَكايدَ الشَّيطانِ لا يَخلو مِنها أحدٌ؛ حتَّى نَكونَ مِنها على حَذَرٍ، فيقول -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: "ما مِنكم مِن أحدٍ"، أي: مَهما بَلغَ منَ العِبادةِ والعِلمِ ما بَلغَ، "إلَّا وَقدْ وُكِّلَ به قَرينُه مِنَ الجِنِّ"، أي: شَيطانٌ يُوَكَّلُ به يُغويه، ويُسوِّلُ له ويُشَكِّكُه في الدِّينِ.[٦]

قرين الأنثى

تبيّن لنا ممّا سبقَ أنَّ القرين موكول بالإنسان سواءً أكان ذكرًا أم أُنثى، وعلمنا أنَّ وظيفته تقتصر على إغواء المسلم؛ ليقع في المعصية ويُبعده ذلك عن ذكر الله -تعالى- وغيرها، وقد سُئِلَ العلّامة ابن باز -رحمه الله- عن قرين الأنثى أو ما يُسميها الناس: "أم الصبيان"؛ والتي تسبب بإسقاط الجنين، فردَّ بأنَّ هذه الأشياء التي يقولها الناس كلها لا أصل لها، ولا تعتبر.[٧]

وإنما هي من خرافات العامة، والتي يزعمون أنها جنية مع الصبيان، وهذا كله لا أصل له، فكل إنسان معه ملك وشيطان كما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكل إنسان معه قرين ليس خاصّاً بزيد ولا بعمرو، فمن أطاع الله واستقام على أمره، كفاه الله شر شيطانه، كما ورد في حديث النبي -عليه الصّلاة والسّلام-، أما "أم الصبيان" فلا أساس لها، ولا صحة لهذا الخبر ولهذا القول.[٧]

وخلاصة القولِ أنَّ القرين ابتلاءٌ من الله -عز وجل-، وعلى العبد أن يتحصَّن من شرِّه بمُجاهدته فيما يورده من الشُّبهات والشَّهَوات، ويرُدَّ ذلك بالصَّبر والْيقين، ويشتَغِلَ بدعوة الناس إلى الهدى.[٨]

المراجع

  1. سورة النساء، آية:38
  2. الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 512. بتصرّف.
  3. سورة الزخرف، آية:36
  4. ^ أ ب أحمد حطيبه، تفسير أحمد حطيبه، صفحة 2. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2814، صحيح.
  6. ^ أ ب "شرح حديث: ما منكم من أحد الا وكل به قرينه من الجن"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2022. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "حقيقة ما يسمَّى "أم الصبيان" أو "القرينة" ومدى نفع الذبح في دفع الأذى عن الجنين"، الإسلام سؤال وجواب، 23/7/2010، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2022. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 4131. بتصرّف.
5477 مشاهدة
للأعلى للسفل
×