محتويات
ما هو مرض الانهيدونيا
انعدام التلذّذ أو كما يُعرف في الطبّ النفسي باسم الانهيدونيا، هو فقدان إمكانية الشعور بالمتعة، ويعني ذلك فقدان القدرة على الحصول على المتعة من الأشياء والتجارب التي تُكسب المتعة بطبيعتها عند الأشخاص الأسوياء، فالانهيدونيا هو الصفة الأساسيّة والميزة التي يرتكز عليها كل من الاكتئاب والفصام وغيرهما من الأمراض النفسية، ويمكن القول أن الأم التي تعاني من هذا المرض -أو الصفة- لا تشعر بالمتعة عند لعبها مع طفلها، ومشجّع الكرة الانهيدوني لا يشعر بالإثارة عندما يفوز فريقه، والمراهق الانهيدوني لا يشعر بالمتعة عند اجتيازه لاختبار القيادة على سبيل المثال، وهكذا. [١]
أعراض مرض الانهيدونيا
معظم الأشخاص يدركون معنى المتعة، ويتوقعون المتعة من الأشياء التي سبق لهم أن جرّبوا المتعة فيها، ولكن مرضى الانهيدونيا يفقدون هذا الإدراك، فالأشياء التي كانت تحدث المتعة لديهم لم تعد كالسابق، وقد تم تقسيم الانهيدونيا إلى نوعين رئيسيين هما: [٢]
- الانهيدونيا الاجتماعية: عندما لا يريد الشخص أن يمضي وقتًا ممتعًا مع الأشخاص الآخرين.
- الانهيدونيا الجسدية: وهذا النوع يتصف بعدم قدرة الشخص على الاستمتاع بالأحاسيس الجسدية، كأن يكون العناق بدون معنى، أو الطعام بدون طعم، حتّى أنّ المريض يفقد رغبته بالجنس ويعتبره أمرًا غير ممتعًا.
وإضافة لما سبق يمكن للانهيدونيا أن تكون ذات أعراض أوضح من ذلك، فمن الأعراض التي يجب أخذها بعين الاعتبار ما يأتي:
- الانسحاب من المجتمع.
- فقدان العلاقات مع الأشخاص أو الانسحاب من العلاقات السابقة.
- الإحساس السلبي تجاه النفس والآخرين.
- انخفاض القدرات العاطفية، كفقدان التعبيرات اللفظية وغير اللفظية.
- صعوبة التعامل مع الحالات الاجتماعية المختلفة.
- الميل لإظهار التعابير المزيّفة، كالتظاهر بالسعادة في حفل الزفاف.
- فقدان الرغبة الجنسية، أو عدم الاكتراث بالحميمية الجسدية.
- الشعور ببعض المشاكل الجسدية.
أسباب مرض الانهيدونيا
يرتبط مرض الانهيدونيا بمرض الاكتئاب، ولكن هذا لا يعني أن جميع مرضى الانهيدونيا يشعرون بالكآبة أو بالحزن، حيث يمكن أن يكون هذا المرض مرتبطًا بأمراض نفسية أخرى كالفُصام والاضطراب ثنائي القطب، أو يمكن أن يظهر المرض عند أشخاص مصابين بأمراض غير نفسية كمرض باركسنون والسّكري وأمراض الأوعية القلبية وحالات الإدمان، هذا ويعتقد العلماء أن للانهيدونيا ارتباط بتغيرات على مستوى النشاطات الدماغية، حيث تحدث مشكلة في إنتاج الدماغ للدوبامين واستقباله -وهو ناقل عصبي يزيد الإحساس بالسعادة-، ويُعتقد أنّه عند مرضى الانهيدونيا تعاني المنطقة الجبهية من القشرة الدّماغية من الإفراط في التنبّه للدوبامين، وهذا يتعارض مع المسارات التي تسيطر على الإحساس بالسعادة عند حصول الأمور الممتعة. [٢]
تشخيص مرض الانهيدونيا
يتم تشخيص مرض الانهيدونيا بشكل عام عن طريق الاستجواب السريري والفحص العام، حيث يسأل الطبيب عن الأعراض والحالة الذهنية العامة، ويُفضّل أن يملك المريض قائمة بجميع أعراضه قبل الزيارة، متضمّنة فقدان الإحساس بالسعادة، فإخبار الطبيب عن جميع الأعراض يساعد في تشخيص المرض وتقييم شدّته، وقد يُجري الطبيب فحصًا جسديًا كاملًا لتحديد ما إذا كان هناك مرض جسدي أم لا، كما قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوص الدموية للتأكّد من عدد من الأمراض كعوز الفيتامينات أو مشاكل الغدّة الدرقية، والتي يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في إحداث مشاكل المزاج. [٣]
علاج مرض الانهيدونيا
قد يكون من الصعب علاج مرض الانهيدونيا، حيث إنّه لا يوجد علاج واضح للحالة، والخطوة الأولى عادة ما تتمثّل بإيجاد السبب المجهول والتركيز عليه وعلاجه ومن ثم رؤية ما إذا تحسّنت حالة المريض أم لا، وهذا غالبًا ما يكون العلاج خصوصًا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب، فالأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للاكتئاب -كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة SSRIs- قد يجدون أن الانهيدونيا قد تحسّنت لديهم مع تقدّم علاج الاكتئاب، ولكن هذا لا يحصل دائمًا عند كل المرضى، فأحيانًا ما تجعل هذه الأدوية المشاعر مبهمة وتجعل من الصّعب علاج المشكلة بشكل أكبر، هذا ويعمل المختصّون على تقديم علاجات جديدة للأشخاص الانهيدونيّين الذين لا يتحسّنون بعد استخدام العلاجات التقليدية كمضادّات الاكتئاب ثلاثية الحلقة والعلاج بالكلام مع الطبيب النّفسي، فمن الأدوية التي يمكن أن تشكّل مستقبلًا لعلاج مثل هذه الحالات هو الكيتامين، وهو دواء يستعمل لتحسين الحالة المزاجية كما يمكن استخدامه كمضاد اكتئاب، ويحتاج الأمر إلى دراسة أكبر من ذلك، ولكن بشكل عام، بيّنت دراسة أجريت في الولايات المتّحدة [٤]، أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب -أي هوس مع اكتئاب- والذين عانوا من الانهيدونيا تحسّنت أعراضهم خلال 40 دقيقة من حقنة الكيتامين. [٢]
الوقاية من مرض الانهيدونيا
لا يوجد إجراء يقي بشكل فعّال تمامًا من مرض الانهيدونيا، إلّا أنّ هناك بعض الأمور التي يمكن أن تساعد مرضى الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب في تغيير حياتهم للأفضل وتحسين مردودهم بغض النّظر عن تناول الأدوية، ومنها ما يأتي: [٥]
- الإبقاء على الخطة العلاجية: لا يجب على المريض أن يتخلّف عن جلسات ومواعيد الطبيب النفسي المحدّدة مسبقًا، حتّى عند كونه يشعر بحالة جيدة، لا يجب عليه أن يترك الأدوية الموصوفة مطلقًا، كما يجب أخذ الوقت الكافي قبل الحكم على فعالية العلاج النفسي.
- تثقيف المريض حول المرض الاكتئابي المستمر: إنّ معرفة المريض ودرايته الكاملة بحالته الصحية تساعده بشكل كبير على تخطّيه إياها بالطريقة الأمثل.
- معرفة نقاط الضعف والابتعاد عنها: يجب معرفة كل ما يحرّض الحالة النفسية للمريض والابتعاد عنها، كما يجب العمل مع الطبيب النفسي على إيجاد الجو المناسب للمريض لإبقائه في حالة نفسية مستقرّة قدر الإمكان.
- تجنّب الكحول والمخدّرات: قد يبدو للكحول تأثيرًا مخففًا للاكتئاب في البداية، إلّا أنّه حتمًا سيفاقم حالة الاكتئاب في المستقبل، وقد يجعل الحالة صعبة العلاج بشكل كبير، ويجب اللجوء للطبيب عند عدم القدرة على السيطرة على حالة الإدمان الكحولية.
المراجع
- ↑ Medical Definition of Anhedonia, , "www.medicinenet.com", Retrieved in 15-12-2018, Edited
- ^ أ ب ت What Is Anhedonia?, , "www.webmd.com", Retrieved in 15-12-2018, Edited
- ↑ What Is Anhedonia?, , "www.healthline.com", Retrieved in 15-12-2018, Edited
- ↑ Anti-anhedonic effect of ketamine and its neural correlates in treatment-resistant bipolar depression., , "www.ncbi.nlm.nih.gov", Retrieved in 15-12-2018, Edited
- ↑ Persistent depressive disorder (dysthymia), , "www.mayoclinic.org", Retrieved in 15-12-2018, Edited