معلومات عن مسجد نمرة

كتابة:
معلومات عن مسجد نمرة

معلومات عن مسجد نمرة

حين قدم النّبيّ محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- حاجًا إلى جبل عرفات أقام بالقرب منه في وادي عرنة، فصلّى وخطب خطبته الأخيرة في حجة الوداع عند جبلٍ صغيرٍ يدعى نمرة، وفيما بعد تمّ بناء مسجدٍ في ذلك المكان سُمِّي بمسجد نمرة؛ حيث تمّ بناؤه في بدايات الدولة العباسيّة في منتصف القرن الثّاني الهجريّ، ثم بعد ذلك أصبح يُعرف هذا المسجد الأثريّ بعدّة أسماءٍ ومسمياتٍ منها مسجد إبراهيم الخليل ومسجد عرفة ومسجد عرنة.[١][٢]

ويُعدّ في الوقت الحالي أحد أهمّ المعالم والعلامات المميّزة في مشعر عرفات، حيث يمكن الاهتداء إليه من كافة جهات عرفات، وقد شهد مؤخراً أكبر توسعةٍ له في التّاريخ؛ حيث أصبحت مساحته تبلغ أكثر من 110 آلاف مترٍ مربع، وأُلحقت به من جهة الخلف مساحةٌ مظلّلةٌ قُدّرت بما يقارب 8000 مترٍ مربّع.[١][٢]

وللمسجد ستُّ مآذنَ يبلغ ارتفاع كلٍّ منها 60 متراً، وله ثلاث قبابٍ، وعشرة مداخلَ رئيسةٍ تحتوي على 64 باباً، وبه يؤدّي أكثر من 400 ألفٍ من ضيوف الرّحمن حجّاجِ البيت الحرام صلاة الظّهر والعصر يومَ عرفة جمعاً وقصراً؛ اقتداءً بفعل الرسول عليه الصلاة والسلام، وبعد التوسّع الكبير للدّولة الإسلاميّة وانتشار الإسلام في أصقاع الأرض وأرجائها.[١][٢]

وأدّى ذلك إلى ازدياد عدد الحجّاج لبيت الله الحرام والذين جاوز عددهم المليوني حاجٍّ، وقد تمّت توسعة مسجد نمرة، فأصبح من المساجد الضّخمة؛ حيث يقسم داخله إلى جزأين شرقيٍّ وغربيّ، فالقسم الشرقيّ منه يتبع لعرفات، أما القسم الغربيّ منه والذي يضمّ محرابه ومنبره فهو غير تابعٍ لموقف عرفات، إلّا أنّ الصّلاة فيه جائزةٌ لفعل النّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-.[١][٢]

حكم الوقوف في مسجد نمرة يوم عرفة

وعندما تكرّر توسيع المسجد مرّاتٍ عدّة، وُضعَ في داخله علاماتٌ وإشاراتٌ تبيّن لمن يؤدون أعظم مناسك الحج ما هو من عرفات وما ليس منها، فالوقوف في مسجد نمرة في الجزء الذي يقع في حدود عرفة من بعد الزّوال إلى الغروب وقوفٌ صحيح، فكما جاء عند النوويّ وغيره من العلماء أنّ مقدّمة المسجد من طرف وادي عرفة ليست في عرفات، وآخره في عرفات، فقالوا: من وقف في مقدّمته لم يصحَّ وقوفه، ومن وقف في آخره صحّ وقوفه.[٣]

أهمية المساجد في الإسلام

تعدّ المساجد في العالم الإسلاميّ مراكز عظيمةً لها كبير الأثر في المجتمعات؛ فهي خيرُ المؤسّسات لإصلاح الحياة، ومعروفٌ أنّ إصلاح أيّ بيئةٍ لا يتمّ إلا بتفعيل دور أكبر مؤسّسةٍ إرشاديّةٍ فيها، فكانت المساجد خير مراكز للتربية والإرشاد، حيث حثّ الإسلام على بنائها بقوله -تعالى-: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)،[٤][٥]

ولذلك فإنّ أوّل عملٍ قام به النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- عندما قدم المدينة أن شرع ببناء المسجد، وأصبحت المساجد مكان أداء العبادة من صلاةٍ واعتكافٍ وغير ذلك من تعلّمٍ واجتماع، وعليه فقد حرص المسلمون على تأسيس المساجد في كلّ بقعة، ولاسيّما تلك المقدّسة منها، وكان من أهمّها مسجد نمرة الذي أسس على صعيد جبل عرفات، والذي سيتناول هذا المقال الحديث عنه.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 862. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث عاتق البلادي، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، صفحة 205. بتصرّف.
  3. "وقت الوقوف بعرفة والمكث داخل مسجد نمرة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
  4. سورة التوبة، آية: 18.
  5. ^ أ ب "أهمية المساجد ودورها في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
5093 مشاهدة
للأعلى للسفل
×