محتويات
السياحة في الجزائر
الجزائر دولة عربية، تقع في الشمال الغربي من قارة أفريقيا، وهي تحظى بالكثير من مقومات الجذب السياحي وتبدو بلدًا مغريًا للزيارة والاستكشاف، فهي مكان مناسب للتنزه والسياحة نظرًا إلى ما تملكه من تنوع كبيرٍ يجمع بين الطبيعة الساحرة والأماكن التاريخية العظيمة والعمران الحضاري المعاصر، تملك الجزائر تضاريس زاخرة بالمناظر المتنوعة من الجبال الشاهقة والغابات الكثيفة والصحاري الواسعة والسواحل الطويلة الممتدة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، كما تضم الكثير من المواقع الأثرية التي تنتمي إلى العهود النوميدية والفينيقية والبيزنطية والاسلامية وصولًا للعثمانية والفرنسية المتوزعة على كافة المدن الجزائرية مثل قلعة سانتا كروز في مدينة وهران والآثار الرومانية في تيبازة ونافورة عين الفوارة في مدينة سطيف. [١]
مدينة سطيف
مدينة سطيف من أهم مدن الشمال الشرقي الجزائري وهي منطقة عبور بين مدن ولايات الشرق والوسط الجزائري، تمتد على مساحة تصل إلى 127,30 كم2، وتقع على بعد 300 كلم شرق الجزائر العاصمة، وكلمة سطيف هي كلمة رومانية الأصل "سيتيفيس" تعني التربة السوداء، تتمتع المدينة بطابع جغرافي متميز وتنوع طبيعي بين الجبال والهضاب والسهول الواسعة ومناخ متوسطي ماطرٍ باردٍ في الشتاء وجافٍ حارٍ في الصيف، تلعب المدينة دورًا اقتصاديًا وتجاريًا هامًّا حتى أصبحت تمثل العاصمة الاقتصادية للجزائر، شهدت مدينة سطيف أحداثًا تاريخية هامة منذ بدايات البشرية حتى الآن، فتعاقبت عليها الحضارات والثقافات القديمة وصولًا لدورها الهام الذي لعبته في تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي.[٢]
تضم المدينة الكثير من المواقع الأثرية الهامة المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو كصرح جميلة، والمعالم التاريخية التي تعود إلى حضارات عديدة وثقافات متنوعة كالرومانية والنوميدية والعثمانية والاسلامية كآثار العهد الفاطمي في منطقة بني عزيز والمسجد العتيق والفرنسية كمحطة القطار والحديثة كالمركز التجاري بسطيف، الأكبر على مستوى الجزائر، كما تمتاز بوجود الحمّامات الطبيعية الشهيرة بدرجة حرارة المياه المعدنية العالية كحمّام قرقور وحمّام السخنة وحمّام الصالحين، لذلك تعد مدينًة سياحيًة بامتيازٍ فهي تتوفر على كل ما يجذب الزوار والسائحين وتنظم الكثير من الفعاليات الدينية والاقتصادية والثقافية، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن نافورة عين الفوارة أحد المعالم السياحية الأثرية المتميزة في المدينة.[٢]
نافورة عين الفوارة
إن النوافير كانت ولا تزال من المعالم الأساسية والمظاهر الحضارية الجميلة التي تزين المدن، حتى أنها تحظى بعناية خاصة وتحاط بالرخام والزخارف ليبدو منظر الماء وهو يتدفق عبر قنواتها كالشلالات ساحرًا وجميلًا، أما نافورة عين الفوارة، فهي تحفة فنية منحوتة من الحجر والمرمر تتربع على نبع ماءٍ صافٍ، تتوسط ساحة الاستقلال في مركز مدينة سطيف قبالة المسجد العتيق، تشكل النافورة جزءًا هامًا من إرث السكان التاريخي والحضاري، وهي من أهم معالم المدينة، يجتمع الناس حولها ويتباركون بمائها وتقام في جنباتها الحفلات والسهرات والأعراس حتى كتب فيها الكثير من الشعراء العرب عديد القصائد والروايات، فصارت أكبر مستقطب للسياح الأجانب والزوار المحليين واقترن اسمها باسم المدينة ويجزم سكان مدينة سطيف أن من شرب من ماء الفوارة سيتعلق بالمدينة وسيعود حتمًا إلى زيارتها . [٣]
تاريخ نافورة عين الفوارة
إنّ نافورة عين الفوارة تمثال حجريٌّ رائع قام بنحته الفنان الفرنسي فرانسيس دو سانت فيدال، شاهدها الحاكم العسكري لمدينة سطيف في متحف الفنون الجميلة في مدينة باريس فأعجب بها ثم نقلها إلى سطيف سنة 1898 وبقيت إلى الآن شاهدة على تاريخ المدينة الحديث المليء بالتضحيات والنضال والأحداث.[٤]
تعرّض تمثال المرأة العارية للكثير من محاولات التخريب والهدم من قبل اصوليين متشددين، فقد أقدمت مجموعة منهم على محاولة تفجير التمثال في العام 1997 خلال ما يسمى بالعشرية السوداء، لكن سرعان ما تم ترميمه من قبل السلطات المحلية في زمن قياسي، توالت لاحقًا محاولات تخريب وتشويه تمثال النافورة الواقع على النبع وكان أخرها في العام 2017 حينما أقدم أحد المتطرفين على ضرب وجه التمثال مستخدمًا مطرقًة لكن التمثال لا يزال واقفًا صامدًا مطلًّا على المدينة ملقيًا السلام على أهلها.[٤]
يتناقل الجزائريون روايات عديدة ومختلفة تحكي قصة قدوم التمثال لعاصمة الهضاب العليا قبل أكثر من مئة عام، منها قيام الحاكم الفرنسي بنصب هذا التمثال فوق النبع العذب لانزعاجه من منظر السكان وهم يستخدمون ماء النبع للوضوء والصلاة، وفي رواية أخرى يقال أن التمثال لامرأة كان يحبها الحاكم العسكري الفرنسي وتزوجت من غيره فطلب وضعها على النبع تخليدًا لذكراها.[٤]
تصميم نافورة عين الفوارة
قام الفنان الفرنسي فرانسيس دو سانت فيدال بنحت نافورة عين الفوارة على شكل امرأة عارية ممشوقة القوام ترتكز على صخرة تعلو الأرض بنحو مترين، فتبدو المرأة وكأنها تعاين المارّة وتنظر حولها مبديًة سعادتها وهي تقدم الماء الذي ينهمر منها من أربع جهات فيكون باردًا منعشًا في الصيف ودافئًا في الشتاء، ويتميز التمثال بتناسقه واندماجه مع نبع الماء ومحيطه فيبدو وكأنه قطعة من طبيعة المكان وجغرافيته وجزء مهم من ذاكرة السكان المحليين ووجدانهم.[٤]
أهمية نافورة عين الفوارة
يمكن القول أن نافورة عين الفوارة مبعث فخرٍ واعتزازٍ كبيرين لدى السكان في مدينة سطيف، هذا التمثال الذي يتوسط ساحة الاستقلال الكبيرة َويطل على المسجد العتيق أصبح يمثل مركزًا وقطبًا سياحيًا هامًا يجذب آلاف السياح المحليين والأجانب، وجعل من المنطقة مكانًا يشهد حركًة واكتظاظًا وتبادلًا تجاريًا كبيرًا، وبالإضافة إلى أهمية ومكانة النافورة التاريخية والسياحية تملك جانبًا روحيًا ومعنويًا وأثرًا كبيراً في قلوب سكان المدينة، فهي شاهد على بطولات أبنائهم أثناء الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي وتعد رمزًا من رموز المدينة، حتى أصبحوا يتباركون بمائها ويشربون منه في المناسبات والاحتفالات العامة الرسمية والخاصة.[٣]
المراجع
- ↑ "algeria", www.nationsonline.org,26-11-2019، Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Sétif", en.wikipedia.org,26-11-2019، Retrieved 23-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ain El Fouara", www.tripadvisor.com,26-11-2019، Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Ain_El_Fouara_Fountain", www.wikiwand.com,26-11-2019، Retrieved 23-11-2019. Edited.