معنى آية أو كصيب من السماء، بالشرح التفصيلي

كتابة:
معنى آية أو كصيب من السماء، بالشرح التفصيلي

سورة البقرة

تعدّ سورة البقرة أطول سور القرآن الكريم، فهي من السّبع الطّوال، وإحدى سور القرآن المدنيّة، فهي أوّل سورة نزلت في المدينة بعد هجرة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إليها من مكّة المكرّمة، ترتيبها في المصحف الشّريف السّورة الثّانية بعد سورة الفاتحة، وتقع في الأجزاء الثلاثة الأوائل، عدد آياتها مئتان وستّ وثمانون آية، فيها أطول آية في القرآن الكريم، وهي آية الدَّين رقم 282، وقد ورد ذكر لفظ الجلالة فيها أكثر من 100 مرة، تبدأ بحروف مقطعة، قوله تعالى: {الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}،[١] سمّيت سورة البقرة بهذا الاسم لسرد قصّة البقرة فيها التي أمر نبيّ الله موسى -عليه السّلام- بني إسرائيل بذبحها وضرب الميت -الذي قُتل، ولم يُعرف قاتله- بأجزاء منها، لمعرفة قاتله، وقد عنيت سورة البقرة بجانب التّشريع شأنها شأن باقي السّور المدنيّة، التي تعالج النّظم والقوانين التّشريعيّة التي يحتاج إليها كلّ مسلم، وفيما يأتي معنى آية: أو كصيب من السماء، بالشرح التفصيلي.[٢]


معنى آية: أو كصيب من السماء، بالشرح التفصيلي

تفسير معنى آية: أو كصيب من السماء، بالشرح التفصيلي، وهي قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}،[٣] وهي الآية التّاسعة عشرة من سورة البقرة، وهي مثل ضربه الله تعالى في المنافقين الذين يعبدون الله على حرف وسيتمّ في تفسيرها اعتماد عدّة تفاسير ، وهي كالآتي:


تأويل الآية في تفسير الطّبريّ

جاء في تفسير الطّبريّ -وهو واحد من الآراء المتعدّدة في تأويل الآية- في قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ}، أي: ضرب الله تعالى مثله في المنافقين؛ بأنّ مثلهم كمثل جماعة من النّاس، ساروا في ليلة مظلمة، فيها مطر وبرق ورعد، والخوف يملأ قلوبهم، فكلّما أضاء البرق لهم طريقهم ساروا فيه، وعندما يذهب البرق، يصيبهم التّيه، وكذلك المنافقون، فكلّما أصابالإسلام خير اطمأنوا له، وفرحوا به، وإن تعرّض الإسلام لنكبة؛ انقلبوا على أعقابهم، وأرادوا أن يرجعوا كفّارًا، أي: كانوا كقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ}[٤]، قوله: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}، أي: يتّقي المنافقون وعيد الله الذي جاء كتابه وعلى لسان رسوله، صلّى الله عليه وسلّم، بما يظهر على ألسنتهم من إقرارهم، كاتّقاء الخائف من أصوات الصّواعق بتغطية مسمعيه بوضع أصابعه فيها، من شدّة الخوف، قوله: {وَاللَّهُ

مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}، أي: إنّ الله جامعهم ومنزل بهم عقوبته.[٥][٦]


تأويل الآية في روائع البيان والتّفسير

وأمّا في روائع البيان والتّفسير لمحمّد علي الصّابوني، فسّر السّعديّ قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ}، بقوله: {كَصَيِّبٍ}، أي: كصاحب صيّب، أي: صاحب سحاب ومطر شديد من السّماء، مع وجود ظلمة اللّيل وظلمة السّحاب وظلمة المطر وصوت الرّعد الذي يصاحب السّحاب يسمع منه وضوء البرق الذي يسبق صوت الرّعد وينير السّماء والأرض، فيكشف ما استتر في هذه الظّلمة، قوله: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}، أي: يجعل القوم الذين أصابهم الصّيّب أصابعهم في آذانهم، أي: كلّ واحد منهم يجعل أصبعيه في أذنيه، وهو من توزيع جمع الأصابع على جمع الأشخاص، فيفعلون ذلك خوفًا من شدّة صوت الرّعد، ومن نزول الصّواعق عليهم، فيصيبهم الهلاك والموت، قوله، {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}، أي: عالم بحالهم، أو يجمعهم ليذّبهم.[٧][٨]


تأويل الآية في موسوعة التّفاسير

وجاء في موسوعة التّفسير، قوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء}، أَوْ: هنا أراد بها التّنويع، فبعض المنافقين يشبه المثل الأول، قوله: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً..}، وبعضهم الآخر يشبه هذا المثل، والصيِّب: القرآنُ الكريم، القرآن الذي يُظهر المنافقون إيمانَهم به بألسنتِهم دون قلوبهم، قول: {فِيهِ ظُلُمَاتٌ}، هي ظُلمات اللَّيل، والسَّحاب، والمطر، أي: خصال المنافقين من الشكِّ، والكُفر، والنِّفاق، وَ{رَعْدٌ}، أي: ما في القرآن من وعيدُ القرآن وزواجر وأوامِر ونواهٍ، فهُم في حالِ خوفٍ منها وفزعٍ شديد، {وَبَرْقٌ}، أي: حُججُ القرآن وبراهينه، قوله: {يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ}، {الصَّوَاعِقِ}، أي: الآياتُ القرآنيّة المتضمّنة التّكاليفَ

الشرعيَّة والوعيدَ وغيرَه، أي: يصمّون آذانهم عن سماع صوت الصّاعق، أي: عن سماعَ زواجر القُرآن الكريمِ ووعيده، {حَذَرَ الْمَوْتِ}، أي: خوفًا من حلول وعيد الله الذي توعَّدهم به في القُرآن، وإشفاقًا من حلول عُقوبته بهم على نِفاقِهم؛ إمَّا في الدُّنيا، وإمَّا في الآخِرة، قول: {واللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ}، أي: يحيطهم قدرةً وعلمًا، فلا يستطيعون إعجازه، ولا يُغني حذرُهم عنهم شيئًا.[٩]


معاني المفردات في آية: أو كصيب من السماء

بعد الوقوف على تفسير الآية، وهي قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ}، سيتمّ شرح بعض كلماتها التي تحتاج إلى توضيح من معاجم اللّغة العربيّة، وهي:

  • صَيِّبٍ: اسم، وهو: سحابٌ كثيفٌ قاتم تصحبه عواصف الرَّعد المطيرة، وصَّيِّبُ: سحَابُ ذو مطر، والصّيّب: مطر شديد الانصباب.[١٠]
  • ظُلُماتٌ: ظُلمة: اسم، الجمع: ظُلُمات و ظُلْمات و ظُلَم، الظُّلْمَةُ: سواد اللّيل وظلامه، غياب النّور، غياهب الظُّلمات: شدّتها، وظُلُمات البحر: شدائدُه، عاش في الظُلمة: في وحدة وانعزال، فقد شهرتَه، بحر الظُّلمات: اسم أطلقه القدماءُ على المحيط الأطلسيّ.[١١]
  • الصَّواعِقِ: صَعَقَ: فعل: صعَقَ يَصعَق، صَعْقًا وصاعِقةً، فهو صاعِق، والمفعول مَصْعوق، صَعَقتِ السَّماءُ النَّاسَ: ألقت عليهم صاعقة صَعَقَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ: ضَرَبَتْهُمْ بِعُنْفٍ، صعَقتِ الكارثةُ النَّاسَ: أذهلتهم، كان لها وقع شديد عليهم صعقه نبأ مفجع.[١٢]
  • حَذَرَ: حَذَر: اسم، الجمع : أَحْذار: مصدر حَذِرَ، خُذْ حذَرَكَ: عَلَيْكَ بِاليَقَظَةِ اِلْتَزَمَ الحَذَرَ اِلْتَزَمَ جانِبَ الحَذَرِ، حَذَرَكَ زيْداً: احْذَرْه التزم جانبَ الحَذَر: كان حريصًا في موقفه، بحَذَر: بتيقّظ واستعداد، تفاؤل مشوب بالحَذَر: تفاؤل مصحوب بتوقّعات مختلفة، على حَذَر منه: متيقِّظًا متنبِّهًا.[١٣]
  • مُحِيطٌ: مُحيط: اسم: الجمع: مُحيطات، اسم فاعل من أحاطَ يحيط، إحاطة، فهو محيط، واسم المفعول مُحاط، الإحَاطَةُ بِالموْضُوع: الإِلْمامُ بِهِ، التَّمَكُّنُ مِنْهُ، العِلْمُ بِهِ، عَالِمٌ مُحِيطٌ بِكُلِّ عُلُومِ عَصْرِهِ: مُلِمٌّ بِهَا، عَارِفٌ بِهَا، المحيط: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي أحاطت قدرتُه وسعة علمه بجميع خَلْقه.[١٤]


سبب نزول آية: أو كصيب من السماء

ضرب الله تعالى في سورة البقرة مثلين للمنافقين، فاصطلح أهل التّفسير على تسميتهما بالمثل النّاري والمثل المائي، فالمثل النّاري قوله تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ}،[١٥] وأمّا المثل المائي هي الآية التي بني عليها المقال، وهي قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ}. [١٦]


وفيما يتعلّق بسبب نزول هذه الآية، نزلت هذه في رجلين من المنافقين؛ هربا من الرّسول محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، في ليلة مظلمة ملتجئين إلى المشركين، فأصابهم في طريقهم، وفي ظلمة اللّيل المطر الشّديد والبرق والرّعد، فكانا كلّما سمعا صوت الرّعد وضعا أصابعهما في آذانهما خشية من أن تصيبهما الصّواعق التي يسمعون صوتها من خلال الرّعد فتهلكهما، وكانا كلّما أضاء البرق طريقهما، مشيا فيه وعندما يذهب البرق يتيهان في طريقهما ويتحيّرا كيف يتابعان سيرهما، ثمّ قالا: ليتنا نعود إلى الرّسول محمّد فنضع أيدينا في يديه، ونرجوه أن يقبل توبتنا، وكان لهما ذلك، وعادا إلى الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، وبايعاه على السّمع والطّاعة ورجواه أن يقبل منهما توبتهما فعفا عنهما وحسن إسلامهما، فضرب الله تعالى شأن هذين المنافقين الهاربين مثلاً لمنافقي المدينة، قال ابن عباس: "وكان المنافقون إذا حضروا مجلسَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جعلوا أصابعَهم في آذانِهم فرَقًا من كلامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن ينزلَ فيهم شيءٌ أو يذكروا بشيءٍ فيُقتَلوا ، كما كان ذانك المنافقان الخارجان يجعلان أصابِعَهما في آذانهِما"،[١٧] وهذا كفعل قوم نوح، الذين قال الله عنهم: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}.[١٨][١٦]


إعراب آية: أو كصيب من السماء

الإعراب هو الإفصاح والإبانة، ولذلك يأتي إعراب الآية الكريمة: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ}، مفردات وجملًا؛ استكمالًا لإغناء المقال، وهو كلآتي:[١٩]

إعراب المفردات

  • أو: حرف عطف.
  • كصيّب: الكاف حرف جرّ، صيّب: اسم مجرور بالكاف، وعلامة جرّه الكسرة، متعلّقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره "مثلهم"، وفي الكلام حذف مضاف، أي: "مثلهم كأصحاب صيّب".
  • من السّماء: من: حرف جرّ، السّماء: اسم مجرور بمن وعلامة جرّه الكسرة، متعلّقان بمحذوف نعت لـ "صيّب".
  • فيها: في: حرف جرّ، والهاء: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بحرف الجرّ، متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم.
  • ظلمات: مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة.
  • ورعدٌ وبرق: الواو: حرف عطف في الموضعين المتتابعين، "رعد، برق": اسمان معطوفان على ظلمات مرفوعان وعلامة رفعهما الضّمّة.
  • يجعلون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النّون في آخره، والواو: ضمير متّصل مبني في محلّ رفع فاعلًا.
  • أصابعهم: أصابع: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة، و"هم": ضمير متّصل في محلّ جرّ مضافًا إليه.
  • في آذانهم: في حرف جرّ، آذان: اسم مجرور بـ"في"، وعلامة جرّ الكسرة، متعلّقان بـ "يجعلون"، و"هم" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ مضافًا إليه.
  • من الصّواعق: من: حرف جرّ، الصّواعق: اسم مجرور بـ"من"، متعلّقان بـ "يجعلون".
  • حذر: مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • الموت: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
  • والله: الواو: استئنافيّة أو اعتراضيّة، اللّه: لفظ الجلالة، مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة.
  • محيط: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة.
  • بالكافرين: الباء: حرف جرّ، الكافرين: اسم مجرور بالباء متعلّقان بـ"محيط"، وعلامة جرّه الياء، والنون عوض من التّنوين في الاسم المفرد.

إعراب الجمل

  • مثلهم كصيّب: معطوفة على الاستئنافيّة في الآية17، لا محلّ لها من الإعراب.
  • فيه ظلمات: في محلّ جرّ نعت ثان لـ "صيّب".
  • يجعلون..: استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.
  • اللّه محيط بالكافرين: استئنافية أو اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب.


الثمرات المستفادة من آية: أو كصيب من السماء

من خلال ما تقدّم من تفسير لمعنى قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ}، ففي الآية مثل يصور الله من خلاله أحوال المنافقين من القرآن الكريم، بصورة جماعة، خرجوا متخلّين عن دينهم وعقيدتهم، فأصابهم من هول الطّريق ما أصابهم، وهذا المثل معطوف على المثل السّابق: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا}، فيمكن أخذ بعض الثّمرات المستفادة منها، وهي:

  • الإيمان والتّصديق بكلّ ما جاء في كتاب الله، وفي سنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- وبكل ما أخبر الله ورسوله به، وبكل ما شرعه الله لعباده من قول وعمل وتقرير وعقيدة، ونقل عن طريق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، دون أيّ خلل أو شكوك فيه.
  • من يخرج عن طاعة الله تعالى أو عن طاعة رسوله، فإن أراد الله به خيرًا، أرسل إليه تنبيهات وإشارت، فإن كان من أهل القلوب المبصرة عاد ورجع، وإن كان ممّن طبع على قلبه، ضلّ وتاه في غيّه وفساده.
  • كلّ ما في هذا الكون، جعله الله تعالى في خدمة الإنسان، فإن كان مؤمنًا تقيًّا استفاد منه، وإن كانا كافرًا أو مشركًا أو عاصيًا، فقد يجعل الله هذه الأشياه وبالًا عليه، وتصبح أشبه بالوحوش الضّارية التي تطارده وتخيفه وترعبه، وقد تهلكه.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:1-2
  2. "سورة البقرة"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-21. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:19
  4. سورة الحج، آية:11
  5. "أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) "، quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  6. "تفسير قوله تعالى " أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت ""، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  7. "تفسير: (أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق) "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  8. "أَوْ كَصَيِّبٍۢ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فِيهِ ظُلُمَٰتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمْ فِىٓ ءَاذَانِهِ..."، www.quran7m.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  9. "سورة البقرة آية 19"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  10. "تعريف و معنى صَيِّبٍ في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  11. "تعريف و معنى ظُلُماتٌ في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  12. "تعريف و معنى الصَّواعِقِ في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  13. "تعريف و معنى حَذَرَ في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  14. "تعريف و معنى مُحِيطٌ في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية:17
  16. ^ أ ب "أسباب النزول - (أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق)"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
  17. رواه ابن جرير الطبري، في تفسير الطبري، عن أبي صالح ومرة، الصفحة أو الرقم:201، حديث لست أعلمه صحيحا إذ كنت بإسناده مرتابا.
  18. سورة نوح، آية:7
  19. ".إعراب الآية رقم (19):"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-22. بتصرّف.
4457 مشاهدة
للأعلى للسفل
×