معنى آية قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم

كتابة:
معنى آية قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم

معنى آية: قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم

قال الله -عز وجل-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)،[١] تتحدث هذه عن إحدى النعم والمعجزات التي منها الله -عز وجل- على إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، وهذه المعجزة حدثت عندما قام قوم إبراهيم -عليه السلام- بإلقاء إبراهيم -عليه السلام- في النار؛ فنجاه الله -عز وجل- من قومه.

عندما حطم إبراهيم -عليه السلام- الأصنام قرر قومه أن يحرقوه، فصاروا يجمعون الحطب مدة شهر، حتى أن المرأة المريضة إذا شفيت؛ تنذر أن تحمل الحطب لحرق إبراهيم -الصلاة والسلام- وحفروا له حفرة عميقة، وأوقدوا له فيها النار، ومن شدة حرها ولهيبها؛ كان الطائر إذا مر من فوقها يحترق، ثم قيدوا إبراهيم -عليه السلام- ورموه في النار.[٢]

وعند ذلك "جاء جبريل -عليه الصلاة والسلام- إلى إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-؛ فقال له: ألك حاجة؟ قال إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أما إليك فلا، فقال جبريل: فاسأل ربك، فقال إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-: حسبي من سؤالي علمه بحالي".[٣]

وعندها قال الله -عز وجل-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)،[٤] أيّ جعل الله -عز وجل- في النار بردا يزيل ويرفع حرها، وجعل فيها حرا يزيل بردها، فسلب الله -عز وجل- بقدرته وعظمته خاصية النار، وهي خاصية الإحراق، وهنا أمر الله -عز وجل- النار بأن تكون برد وسلاما، لا بردا فسحب، بل جعل فيها السلامة مع البرد.[٥]

لطائف في تفسير الآية الكريمة

هناك لطائف في تفسير هذه الآية الكريمة، ومن هذه اللطائف ما يأتي:[٥]

  • أمر الله -عز وجل- هذه النار بعينها دون غيرها، ولذلك جاءت كلمة نار في هذا المقام منادى مبني على الضم، والمنادى المبني على الضم يكون معرفاً غير منكر، ولو قال الله يا نارَ؛ أي بنيت على الفتح، لنكرت، وشملت جميع النيران التي خلقها الله -عز وجل-.
  • لو لم يقل الله -عز وجل- وسلاماً؛ لكانت برداً على إبراهيم -عليه السلام- فآذته وأهلكته.
  • أمر الله -عز وجل- النار فقط بأن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم -عليه السلام-.
  • لو لم يقل الله -عز وجل- على إبراهيم؛ لسلبت خاصية النار إلى الأبد، ولكانت برداً وسلاماً على الناس جميعاً.

ما ترشد إليه الآية الكريمة

هناك مجموعة من العبر ترشد إليها هذه الآية الكريمة، ومنها ما يأتي:

  • الأمور كلها بيد الله -عز وجل-، لا يتحرك ساكن، ولا يسكن متحرك إلا بإذنه.
  • نصرة الله -عز وجل- لرسله، ولعباده المؤمنين، قال الله -عز وجل: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي).[٦]
  • صدق التوكل على الله -عز وجل-، والثقة بقدرة الله -عز وجل- هو سبب في النجاة والنصر.
  • إن الله -عز وجل- إذا قال للشيء كن فيكون.
  • معجزة إبراهيم -عليه السلام- دليل على وحدانية الله -عز وجل-، وصدق إبراهيم -عليه السلام.
  • الالتجاء والتضرع بالدعاء إلى الله -عز وجل- عند نزول الكرب وحلول المصائب.
  • إن الخلق لو اجتمعوا على مضرة أو منفعة شخص ما لن يضروه أو ينفعوه إلا بأمر الله -عز وجل- وإذنه.

المراجع

  1. سورة الأنبياء، آية:69
  2. محمد الصابوني (1417)، صفوة التفاسير (الطبعة 1)، القاهرة:دار الصابوني، صفحة 245، جزء 2. بتصرّف.
  3. الحسين البغوي (1420)، تفسير البغوي (الطبعة 1)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 294، جزء 3.
  4. سورة الأنبياء، آية:69
  5. ^ أ ب محمد القرطبي (1384)، تفسير القرطبي (الطبعة 2)، القاهرة:دار الكتب المصرية، صفحة 304، جزء 11. بتصرّف.
  6. سورة المجادلة، آية:21
4490 مشاهدة
للأعلى للسفل
×