محتويات
- ١ سورة يس
- ٢ معنى آية: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
- ٣ معاني المفردات في آية: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
- ٤ إعراب آية: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
- ٥ الثمرات المستفادة من آية: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
سورة يس
سورة يس هي السَّورة العظيمة التي تُعدُّ من السّور المكية باستثناء الآية 45 فهي آية مدنية، وقد جاء ترتيب السَّورة الكريمة في الجزء الثالث والعشرين من القرآن الكريم، عدد آياتها 83 آية، وهي من السّور التي بدأت بالحروف المقطعة حيث قال تعالى: {يس*وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}،[١] وقد سميت بذلك لأنَّ الله -عزّ وجلّ- افتتح السَّورة بها فكان ذلك من باب زيادة إعجاز القرآن الكريم، وقد تحدثت السَّورة عن البعث والنشور وذكرت في آياتها قصة أهل القرية وبديع صُنع الله -عزّ وجلّ- في خَلقه، ونزلت بعد سورة الجن فكانت السَّورة السادسة والثلاثين من حيث نزولها، وهي مما ورد فيها سكتة خفيفة واجبة في قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا}،[٢] وهنالك فضائل عظيمة لهذه السَّورة الكريمة منها ما ورد في السّنة النّبوية من أحاديث حيث قال ابن حبان: "مَن قرَأ يس في ليلةٍ ابتغاءَ وجهِ اللهِ غُفِر له"[٣] فهذا دليل على عِظَمِ أجر تلاوتها وفضلها الكبير.[٤]
معنى آية: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
سورة يس من السَّور التي ذكرت آيات الله الكونية وأجملت في ذكرها، ومنها ما ورد في قوله تعالى: {لَا ٱلشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ وَلَا ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ}[٥] وعلى ضوء هذه الآية الكريمة وردت عدة تفاسير سيتم ذكرها بالشرح التفصيلي: قال الطبري في تفسير الآية الكريمة: {لَا ٱلشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلْقَمَرَ} أي أنّه لا يصلح للشمس أنْ تُدرك القمر في وقته، بمعنى أنْ يذهب ضوء الشمس بضوء القمر وتكون الأوقات كلها نهارًا لا ليل فيها، و قال أيضًا: لا يشبه ضوءها ضوء الآخر،[٦]
وذكر البغوي في تفسيره أنّه لا يمكن أنْ يدخل النّهار على الليل قبل أنْ ينتهي وقت الليل، وقيل أنّه ليس من الممكن أنْ تجتمع الشمس مع القمر في فلك واحد لأنَّ لكل منهما حدُ لا يمكنه تجاوزه، وقال القرطبي: لكل من الشمس والقمر سلطان أي مدارٌ خاص لكل منهما فلا يدخلان على بعضهما فيذهب كل واحد بسلطان الآخر، وقيل أنَّ القمر موجود في السماء الدنيا والشمس في السماء الرابعة، ومع المسافات الهائلة بينهم يستحيل أن يدرك كل منها الآخر.[٧]
وقد ذكر البغوي في تفسيره في تتمة الآية الكريمة: {وَلَا ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ} أنَّ الليل والنهار متعاقبان بأوقات معلومة فلا يتقدم ولا يسبق أحدهما وقت الآخر، وعلى هذا لا يمكن أنْ يتصل ليل بليل ولا نهار بنهار، ومما ذكره السعدي: أنَّ هذه الآية دليل على عظمة الله -عزّ وجلّ- وإبداع ودقة خلقه فالمقصود أنْ لا يدخل سلطان هذا على هذا قبل انقضاء أوقاته،[٧] وقد أجمل ابن باز وذكر أنْ جميع مخلوقات الله -عزّ وجلّ- خُلقت بحكمة وإبداع وبقدر معلوم ومنها، الشمس والقمر والليل والنهار؛ فهذه المخلوقات لها أوقات وأقدار معلومة لا يتم الإخلال بها بقدرة الله عزّ وجلّ- وتيسيره، فالشمس سلطانها في النهار، والقمر سلطانه في الليل، وكذلك النهار يأتي بنوره والليل يأتي بظلامه دون إخلال واختلاف؛ فهي مسيّرة من عند الله، ومن الجدير بالذكر؛ أنَّ الليل قد ينقص ساعة والنهار قد يزيد ساعة في الأربع وعشرين ساعة وعلى العكس وذلك مع اختلاف فصول السّنة، وما هذا إلا بإذن الله وحكمته، فهذه الآية الكريمة بها من الآيات ما بها،[٨] إلا أنّه قد اشُكل على البعض في هذه الآية مع الخسوف والكسوف اللذان قد يجعلا الليل نهار والنهار ليل، وهذا مما لا تعارض فيه؛ لأنَّ الخسوف والكسوف ليسا من الإدراك المقصود؛ فالآية تحدثت عن عدم استحالة إدراك الشمس للقمر والليل للنهار.[٩]
معاني المفردات في آية: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
فيما سبق تم بيان تفسير الآية الكريمة بالشرح التفصيلي، ولا بُدَّ من معرفة معاني المفردات للآية الكريمة حتى يكتمل المعنى ويتضح، وبذلك يصبح العبد قادرًا على فَهم الآية بتفاصيلها ومجمل معانيها، وهذا مما يزيد لدى حافظ القرآن القدرة على الإستيعاب والفَهم، و معاني المفردات في الآية الكريمة: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} على النحو الآتي:
- لا الشمس: لا: حرف لغة، الشمس معروفة مؤنثة، والجمع منها: شموس، ونقول: شمس يشمس شموسًا، وهي النجم الرئيس الذي تدور حوله الأرض والكواكب الشمسيّة.[١٠]
- ينبغي: الأصل منها: نبغ و نبوغًا، وانبغى على والمفعول منبغىً عليه، وينبغي بمعنى: يصح حدوثة ويتسيّر ويسهل، وقيل: يجب ويلزم.[١١]
- لها ، أن: حروف لغة.
- تُدرك: الاسم منها: دَرَكَ والمصدر: إدراك، نقول: درك أدرك واستدرك، وهي بمعنى: اللحوق، والتبعة.[١٢]
- القمر: الجمع: أقمار، وهو الجرم السماوي الصغير الذي يدور حول الكواكب الأكبر منه، وهنالك القمر الذي يدور حول الأرض.[١٣]
- ولا الليل: الليل هو ما يعقب النهار من الظلام، وقيل من مغرب الشمس إلى طلوعها، والجمع منه: ليالِِ.[١٤]
- سابِق: السابق: المتقدم، و قيل بمعنى: الشيء الذي لم يحن وقته بعد.[١٥]
- النهار: هو ضياءٌ ما بين طلوع الفجر إِلى غروب الشمس، والجمع منه: أنهُر، ونُهُرٌ.[١٦]
إعراب آية: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
إنَّ اللغة العربية بحر واسع قد يصل بالإنسان إلى برِِ مليء بالفَهم والإدراك وكمِِّ من المعلومات، فكيف إنْ جُمعت اللغة العربية مع آيات القرآن الكريم وأبحر العبد والقارئ بإعراب آياته، فهذا مما يزيده تلذذ وتلاوة لكتاب الله، فإن استطاع أنْ يعرف التفسير ومعاني المفردات ومن ثمَّ إعراب آياته؛ فما ذلك إلا إتقان وإدراك لما يقرأ ويحفظ، ولذلك سيتم إعراب الآية الكريمة: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} كالآتي:[١٧]
- لا: لامٌ نافية مهملة.
- الشمس: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- ينبغي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
- لها: اللام: حرف جر لا محل له من الإعراب، والهاء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر.
- أن: حرف مصدري ونصب.
- تدرك: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة، والمصدر المؤول "أن تدرك": في محل رفع فاعل للفعل المضارع "ينبغي".
- القمر: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- و: حرف عطف.
- لا: لامٌ نافية مهملة.
- الليل: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعة الضمة.
- سابق: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعة الضمة، وهو مضاف.
- النهار: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
إعراب الجمل
- جملة {لا الشمس ينبغي لها}: لا محل لها من الإعراب وهي استئنافية.
- جملة {تدرك}: لا محل لها من الإعراب وهي صلة الموصول.
- جملة {ولا الليل سابق النهار}: لا محل لها من الإعراب وهي معطوفة على جملة {لا الشمس ينبغي لها}.
الثمرات المستفادة من آية: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار
إنَّ القرآن الكريم المعجزة الكبرى الخالدة التي تجعل العبد عند قراءة وتدبر سوره وآياته يقف متفكرًا متعبدًا لخلق الله -عزّ وجلّ- ومما جاءت به سورة يس من الآيات المباركة التي تنزل السكينة على قارئها، فكانت السّورة الكريمة مليئة بالعبر والحِكم العظيمة، وفي هذه الآية الكريمة بيان لثمرات قد يجني منها القارئ الكثير من الفائدة، حيث قال تعالى: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} و من الثمرات المستفادة منها ما يأتي:[١٨]
- إنَّ التفكر في خلق الله -عزّ وجلّ- وبديع صنعه مما يزيد من إيمان العبد وثباته في الدنيا والفوز بالآخرة.
- إنَّ الشمس والقمر من آيات الله العظيمة التي إنْ تفكر بهما العبد وقف حائرًا أمام عظمة وإتقان الخالق، حيث إنْ لكل منهما فلك خاص وسلطان محدد لا يدرك أي منهما الآخر.
- إنَّ الليل والنهار المتعاقبان ما هما إلا من مخلوقات الله -عز وجل- التي تقوم عليها حياة العبد فالنهار الذي يأتي بنوره يحمل معه العمل والرزق، والليل الذي يأتي بظلامه يحمل معه النوم والسكينة، حيث قال تعالى:{وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ}.[١٩]
- إنَّ الشكر واجب على العبد المسلم عند تفكره بهذه المخلوقات التي تدل على دقة خلق الله لها والتي تشمل هذا النظام البديع في الكون العظيم.
- إنَّ الكون قائم على إتقان الخالق -عزّ وجلّ- فالكواكب والنجوم بينهما مسافات هائلة، لذلك يستحيل أنْ يكون هنالك تصادم وإخلال في مدارك ومدارت هذه الكواكب والنجوم.
المراجع
- ↑ سورة يس، آية:1 2
- ↑ سورة يس، آية:52
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جندب، الصفحة أو الرقم:2574، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "سورة يس 36/114"، www.e-quran.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-18. بتصرّف.
- ↑ سورة يس، آية:40
- ↑ "تفسير سورة يس"، quran.ksu.edu.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ^ أ ب "تفسير الآية 40 "، www.quran7m.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ "تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ...}"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ "تفسير قوله تعالى: ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ) وعلاقته بالكسوف والخسوف"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ "معنى الشمس"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ "معنى ينبغي"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ "معنى تدرك"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ "معنى القمر"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19.
- ↑ "معنى الليل"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ "معنى سابق"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ "معنى النهار"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19.
- ↑ "إعراب الآية 40"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ "معنى قوله تعالى (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر..)"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-19. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:73