محتويات
معنى اسم الله الوكيل
يعد التعبد بأسماء الله -تعالى- الحسنى عبادةً يؤجر عليها العبد، كما أنها تزيد في إيمانه وفي معرفته لربه، ومن هذه الأسماء اسم الله -تعالى- الوكيل، وقد تكرر اسم الله -تعالى-الوكيل في القرآن الكريم كثيراً، وفي الآتي بيان معنى اسم الله الوكيل.
معنى كلمة الوكيل في اللغة
ترجع كلمة الوكيل إلى الجذر اللغوي (و ك ل)، ويدل على الاعتماد على الغير، وإذا قيل رجل وكل: أي رجل ضعيف لأنه يعتمد على غيره، والتوكل فيه إظهار العجز، وإذا ضيع المرء أمره وهو يعتمد على غيره يقال عنه: واكل، ويسمى الوكيل وكيلاً لأنه يُعتمد عليه في الأمر، وإذا تأخر الراعي خلف القطيع يقال عنه الوكال، لأنه يعتمد على غيره في رعاية القطيع.[١]
معنى اسم الله الوكيل في الاصطلاح
تتعد المعاني لاسم الله -تعالى- الوكيل، وفيما يأتي بيان ذلك:
- الوكيل: أي أن الله -تعالى- كافي عباده في سائر أمورهم وأسبابهم.[٢]
- الوكيل: من له صفات الكمال في العلم والقدرة والحكمة، فيتولى أمور عباده بما ييسرها لهم، ويبعد عنهم العسر.[٣]
- الوكيل: هو الذي يتفرد بأنه الذي بيده مقادير ومقاليد الخلق.[٤]
- الوكيل: الكافي، المتكفل بأرزاق الخلق ويدبر لهم مصالحهم، وهو الوحيد الذي ينفرد بأمور كل العباد وكل الخلق.[٥]
- الوكيل: هو الذي يوكَّل إليه كل الأمر لكل الخلق، في قلوبهم وأقوالهم وأعمالهم، وهو وكيلٌ مطلقٌ يوفي بما توكل به.[٦]
- الوكيل: الكافي، والحافظ.[٧]
اسم الله الوكيل في القرآن الكريم
سأذكر الآيات التي ذكرت اسم الله الوكيل فيما يأتي:
- جاء اسم الله الوكيل في الاعتماد على الله -تعالى- عند الخوف وعند ملاقاة العدو، لقوله -تعالى-: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.[٨]
- جاء اسم الله -تعالى- الوكيل جواباً لما يتوعده الأعداء من كيد، (نص تأليفي) لقوله -تعالى-: ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً﴾.[٩]
- ذكر الله- تعالى- بأنه رب المشرق والمغرب ثم أمر بالتوكل عليه لكمال قدرته، وهذا من قوله -تعالى-: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً﴾.[١٠]
اسم الله الوكيل في السنة النبوية
سأذكر الأحاديث التي ذكرت اسم الله الوكيل فيما يأتي:
- قوله - صلى الله عليه وسلم-: "كيف أنعمُ وقد التقمَ صاحبُ القرنِ القرنَ وحنى جبهتَه وأصغى سمعَه ينتظر أن يؤمرَ أن ينفخَ فينفخ قال المسلمون فكيف نقول يا رسولَ اللهِ قال قولوا حسبُنا اللهُ ونعمَ الوكيلُ"،[١١] فعند نفخ الصور لا وكيل يرجع إليه في هذا الأمر العظيم إلا الله -تعالى-.
- وفي بيان فضل التوكل على الله -تعالى- قال -صلى الله عليه وسلم-: "لو أنكم تتوكَّلُونَ على اللهِ حقَّ توكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرزُقُ الطيرَ تَغْدُو خِمَاصًا وتروحُ بِطانًا"،[١٢] فمن أحسنَ الإيمانَ باسم الله -تعالى- الوكيل وطبقه صادقاً في قلبه وقوله وعمله، رزقه الله -تعالى- على ضعفه وقلة حيلته، كما يرزق الطيور على ضعفها وقلة حيلتها.
المراجع
- ↑ ابن فارس، مقاييس اللغة، صفحة 136. بتصرّف.
- ↑ الزجاجي، اشتقاق أسماء الله، صفحة 136. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي، صفحة 244. بتصرّف.
- ↑ ابن العربي، أحكام القرآن، صفحة 350. بتصرّف.
- ↑ الخطابي، شأن الدعاء، صفحة 77. بتصرّف.
- ↑ أبو حامد الغزالي، المقصد الأسنى، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ الأزهري، تهذيب اللغة، صفحة 203. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران ، آية:173
- ↑ سورة النساء، آية:81
- ↑ سورة المزمل ، آية:9
- ↑ رواه الترمذي ، في سنن الترمذي ، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:3243، حسن.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:111، إسناده صحيح.