معنى الحقيقة في الفلسفة البراجماتية

كتابة:
معنى الحقيقة في الفلسفة البراجماتية

معنى الحقيقة في الفلسفة البراجماتية

تُعرّف الحقيقة في الفلسفة البراجماتية بأنها كل ما يؤدي إلى النجاح؛ إذ إن كل ما يؤدي بنا إلى النجاح فهو حقيقي، وكل ما يعطينا أكبر قسط من الراحة وما هو صالح لأفكارنا ومفيد لنا فهو حقيقي، ويعني ذلك أن الحقيقة هي التي تنتهي بنتائج مُرضية، وأن الفكرة يجب أن تُمتحن عن طريق ما يُعرف بالاختبار العملي؛ إذ لا قيمة للأفكار ما دامت حبيسة في عقولنا؛ إنما عليها أن تخضع لمبدأ التحقق للتأكد من صحتها أو بطلانها.[١]


إن الحقيقة في الفلسفة البراجماتية ذات طابع عملي، أي أنها ليست مفهومًا قبليًا يمكن الاتفاق عليه، وبذلك تصبح من منتجات التجربة، وهذا الأمر لا يعني انعدام وجود معايير لها، لأن المعيار هو الاختبار، ويقصد بحيازة الفكرة الحقيقية أو الصحيحة، هو أن يمتلك الشخص أدوات للعمل، ولذلك يمكن ملاحظة أن هنالك من يسمي البراجماتية بالفلسفة العملية.[١]


الفلسفة البراجماتية يصعب تصنيفها على أنها واقعية بحتة، لأنها وجهت انتقادات للذاتية التي قامت عليها هذه التيارات، وامتدت البراجماتية لتشمل النظم والمعتقدات التي يؤمن بها الأفراد، والحقيقة بالنسبة للفلاسفة البراجماتيين، يجب أن تكون نافعة بالضرورة، وسميت أحيانًا بالفلسفة النفعية، ورغم الخلاف الدائر بين الفلاسفة حول حدود الاستفادة من الأفكار الحقيقية، فانقسموا إلى عدة تيارات:[١]

  • منهم من رأى النفعية للإنسان وحده.
  • منهم من رأى أن النفع يجب أن يمتد ليشمل أكبر قدر ممكن من الأشخاص، فكلما زاد عدد المنتفعين من فكرة ما زادت احتمالية أن تكون حقيقة، وهذا الرد كان نتيجة لسلسلة انتقادات تعرضت لها الفلسفة البراجماتية.


تعريف الفلسفة البرجماتية

إن أصل مفهوم البراجماتية يرجع إلى الفلسفة اليونانية، إلا أنها ظهرت كتيار فلسفي مستقل عندما أعلن بيرس عنها في إحدى مقالاته الفلسفية، وبعدها ذاع صيتها، والفكرة الأساسية التي قامت عليها أن الحقائق لا تقوم إلا بناءً على النتائج، وهذا يعني أن قيمة الفكرة لا تكون إلا بما تنتجه من نفع، لكن هذا التعريف يترتب عليه انعدام وجود حقيقة ثابتة، وهذا من مبادئ البراجماتية، فالحقيقة تنمو، ولا يوجد ما هو يقيني وثابت، وهذا المبدأ له جذور في الفلسفة اليونانية، فهيراقليطس رأى أنه لا يوجد ثبات في الوجود، وكل شيء يتحرك، وفي صيرورة، وقال في هذا الصدد: "إنك لا تستطيع أن تضع قدمك في نفس مياه الهر مرتين"، وهذا كناية عن التغير المستمر، فالمياه لا تكون نفسها.[٢]


تطور الفلسفة البراجماتية

مرت الفلسفة البراجماتية بمراحل تطور، ولا زالت تتطور حتى القرن الحادي والعشرين، ومن أهم الفلاسفة الذين طوروا عليها الفيلسوف جون ديوي، فقد وظف الفكر البراجماتي في التربية، فالتعلّم لا يكون إلا من خلال العمل والتدريب؛ لذلك دعا إلى إثارة تفكير الطلبة من خلال طرح قضايا ومفاهيم تثير تساؤلهم، وتضعهم في مواقف حيوية.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت وليم جيمس، البراغماتية، صفحة 180-185. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رنا الشويعر وسهام العصيمي، الفلسفة البراجماتية، صفحة 7-8. بتصرّف.
6371 مشاهدة
للأعلى للسفل
×