معنى الطاغوت لغةً واصطلاحًا

كتابة:
معنى الطاغوت لغةً واصطلاحًا

مفهوم الكفر

الكفر في اللغة هو التغطية والستر، أمّا في الاصطلاح فهو ضدُّ الإيمان في القول والفعل والاعتقاد،[١] كما أنّ الكفر هو دين الشيطان، ويورّث صاحبه الضلال في دنياه والشقاء في آخرته، كما أنّ الكفر هو رفض الدخول في الإسلام، أو هو الخروج منه بعد دخوله، والاعتقاد بدين آخر غير دين الله تعالى، ويكون ذلك بسبب التكبر والعناد أو ربما بسبب الحمية لدين الأجداد والآباء، أو لأطماع دنيوية؛ كالمال، أو الجاه والمنصب، ويكون الكفر بالتكذيب والاستهزاء بالله أو برسوله أو بكتابه، كما يمكن أن يكون الكفر بالذبح لغير الله تعالى، أو بالسجود لغيره، أو العمل بالسحر أو تعليمه، وسيتحدث هذا المقال عن معنى الطاغوت لغةً واصطلاحًا، وهو الغلو في الكفر.[٢]

معنى الطاغوت لغةً واصطلاحًا

في الحديث عن معنى الطاغوت لغةً واصطلاحًا، فإنّ الطاغوت في اللغة من الفعل طغى، ومضارعه يطغى، أيّ مجاوزة القدر، كما يعني الارتفاع والغلو في الكفر، ومن جاوز الحدود في عصيانه يُدعى طاغٍ، وأمّا المعنى الاصطلاحي للطاغوت فهو لا يبتعد كثيرًا عن معناه في اللغة فالطاغوت في الاصطلاح كما يقول عنه الإمام الطبري، هو كلّ صاحب طغيان على الله تعالى، فخالفه وعبد غيره أو قهر وظلم أحدًا من عباده، أو أطاع أحدًا من دون الله، سواءً كان ما يعبده من الناس أو الشياطين أو الأوثان أو الأصنام، أو أي شيء.[٣]

وقد جاء ابن القيم وزاد في تعريف الطبري فقال بأنّ الطاغوت هو ما تجاوز به العبد الحدود في العبادة أو التبعية أو الطاعة، فيكون طاغوت القوم هو ما يحتكمون لأمره من دون الله أو ما يعبدونه من دون الله، أو يمشون وراءه على غير هدى وبصيرة، ويطيعونه بما لا يعلمون أنّه من طاعة الله تعالى، وإن تأمل الإنسان طواغيت العالم وكيف يتعامل الناس معها فهم يحتكمون لأمرها من دون الله ورسوله، وكل ذلك يكون في حال كان الإنسان راضيًا بطاغوت؛ أمّا إن كان غير راضٍ فلا إثم عليه،[٣] والطاغوت دون شكّ هو كافر؛ فالطواغيت الذي تحدّث عنهم القرآن الكريم هم رأس الكفر، وأولهم إبليس رأس الكفر ورأس الطواغيت، وكذلك من يعبدون من غير الله وهم راضون بذلك، ومن يدّعون معرفتهم بالغيب؛ فهم يكفرون بالله ويجعلون من أنفسهم شركاء له والعياذ بالله فهم من الطواغيت، ومن يحكمون بغير ما أنزل الله من أحكام في كتابه وفي سنة نبيه.[٤]

أدلة الطاغوت في القرآن الكريم

بعد معرفة معنى الطاغوت لغةً واصطلاحًا، يجدر ذكر المواطن التي جاء فيها ذكر الطاغوت في القرآن الكريم وهي مواطن كثيرة، فقد جاء ذكره في سورة النساء وسورة الزمر وسورة المائدة، وفيما يأتي مواضع ذكره في السور الكريمة:

  • في سورة النساء، وذلك في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا* وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا* فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا* أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا}.[٥][٦]
  • في سورة الزمر وذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ}.[٧][٨]
  • في سورة المائدة وذلك في قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ}.[٩][١٠]

المراجع

  1. "ماهية الكفر...وعلى من يطلق"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  2. "مفهوم الإيمان والكفر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "معنى الطاغوت لغة واصطلاحًا وحكم التحاكم إليه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  4. "ما معنى الطاغوت‏؟‏ وهل كل طاغوت كافر‏؟‏"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 60-63.
  6. "مع القرآن - يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020.
  7. سورة الزمر، آية: 17.
  8. "تفسير القرطبي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020.
  9. سورة المائدة، آية: 60.
  10. "تفسير الطبري"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-02-2020.
5354 مشاهدة
للأعلى للسفل
×