معنى الفدية في الإسلام

كتابة:
معنى الفدية في الإسلام

معنى الفدية في الإسلام

الفدية في اللغة: هي ما يدفع لفكاك الأسير، وفي الشرع هي ما يقدمّه المكلف من بدلٍّ وعِوض، للتخلص من شيء مكروه،[١] كالذي يجب فعله على من فعل محظوراً من محظورات الإحرام، ووجب بسبب الإحرام أو الحرم، ولمن أفطر بعذر في رمضان؛ لأنه يتحمل الصوم بمشقة شديدة، قال -تعالى-: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).[٢][٣]

أقسام الفدية

تقسم الفدية على قسمين هما:[٤]

  • على التخيير: ويخير فيه المكلف بين أكثر من شيء، يكون بين أشياء كفدية اللبس؛ أي في حق من لبس مخيطاً، وفدية الطيب، والأذى، فيخير بين صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاة، قال -تعالى-: (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ)،[٥] فهو بالخيار بين هذه الأشياء الثلاثة؛ أي شيء يفعله منها أجزأه، وجزاء الصيد مثل ما قتل من النعم، إلا الطائر فإن فيه قيمته، كالحمامة فيها شاة، والنعامة فيها بدنة، ويتخير بين إخراج المثل أو تقويمه؛ أي يثمن البدنة أو الشاة ويشتري بثمنها طعاماً يتصدق به على الفقراء، أو يصوم عن إطعام كل مسكين يوماً.
  • على الترتيب: بأنه يجب على الشخص شيء واحد، فإن لم يجده ينتقل إلى ما بعده، كالمتمتع فيلزمه شاة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام وسبعة إذا رجع، والجماع يلزمه بدنة، فإن لم يجد فيصوم كالمتمتع، والمحصر يلزمه دم وإن لم يجد فصيام عشرة أيام، فمن كرر محظوراً من جنس واحد غير قتل الصيد، فكفارة واحدة، وإن فعل محظوراً من عدة أجناس، فلكل واحد منها كفارة مختلفة، وكل هدي أو إطعام يكون لمساكين الحرم، أما فدية الأذى فتكون في الموضع الذي حلق به، والمحصر يكون في موضعه، أما الصيام فيجزئه في أي مكان.

أسباب الفدية في الصيام

هناك أسباب عديدة توجب الفدية وخاصة في ما يتعلق بالصوم، وفيما يلي بيان أسباب الفدية المتعلقة بالصوم:[٦]

  • العجز عن الصيام: من لا يقدر على الصوم بأي شكل من الأشكال عليه الفدية؛ كالشيخ الكبير، والعجوز، فيسبب لهم الصيام المشقة الشديدة، فعليهم أن يفطروا ويخرجوا عن كل يوم إطعام مسكيناً؛ ولأن الصوم واجب فيجوز أن يسقط إلى الكفارة كالقضاء، ومن كان عاجزاً عن الإطعام فلا شيء عليه، قال -تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).[٧]
  • المريض الذي لا يرجى برؤه: قال -تعالى-: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)؛[٨] لأنه لا يجب عليه صوم.
  • الحامل والمرضع مع القضاء: فتجب الفدية عليهما عند الجمهور عدا الحنفية، إذا خافتا على ولدهما؛ لأنهما أفطرا بسبب نفس عاجزة من طريق الخلقة، فوجبت الكفارة كالشيخ الهرم، أما إذا خافتا على نفسيهما فعليهما القضاء فقط بالاتفاق.
  • التفريط في قضاء رمضان: تجب الفدية بالاتفاق على من فرط في قضاء رمضان مع القضاء عند الجمهور عدا الحنفية، فأخره حتى جاء رمضان آخر، قياساً على من أفطر متعمداً، فقد استهان بحرمة الصوم.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 65. بتصرّف.
  2. سورة البقرة، آية:184
  3. حمد الحمد، فقه الصيام والحج من دليل الطالب، صفحة 3. بتصرّف.
  4. موفق الدين ابن قدامه، عمدة الفقه، صفحة 47. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:196
  6. وهبه الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 1744-1747. بتصرّف.
  7. سورة البقرة، آية:286
  8. سورة الحج، آية:78
5992 مشاهدة
للأعلى للسفل
×