معنى قول كل عمل ابن آدم له إلا الصوم

كتابة:
معنى قول كل عمل ابن آدم له إلا الصوم

متن حديث: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ".[١]


صحة حديث: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم

حديث "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم"،[١] هو حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه.[٢]


معنى حديث: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم

حديث "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم" هو من الأحاديث القدسية، وإن لم يُذكر فيه أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول هذا الحديث روايةً عن ربّه تبارك وتعالى، حيث وردت روايات أخرى في معناه توضح ذلك، وقد ذكر العلماء الكثير من المعاني والأسباب لإضافة الله تعالى الصوم لنفسه وبقية الأعمال لابن آدم، فقد يرد سؤال: أليست كل العبادات لله تعالى؟ وهي كذلك، ولكنّ الله تعالى خصّص الصوم لبيان فضله وشرفه وعظمة أجره فالعطاء على قدر عظمة المعطي، وقيل في إضافته له أنّه لم يُتعبّد إلى غيره به، أي أنّ الكفّار الذين كان لهم آلهة مزعومة تقرّبوا إلى آلهتهم بأشكال شتّى من العبادات، ولكن لم يحدث أن خُصّص لأحد من تلك المعبودات وقت محدّد يُصام لها فيه.[٣]


وقيل سبب إضافته إنّه عمل سرّي لا يدخل فيه رياء فقد يُفطر الإنسان ويظنّه الجميع صائمًا، ولكنّ الصائم يُحافظ على صومه من أجل رضا ربّه وطمعًا بثوابه لا طلبًا لرضا الآخرين،[٣]والخلوف هو تغيّر رائحة الفم، ولكونه أطيب عند الله تعالى من رائحة المسك تفسيرات كثيرة: فالله تعالى منزّه عن الروائح، ولكنّ المراد أنّ خلوف فم الصائم أكثر قبولًا عند الله تعالى من رائحة المسك والطيب عند البشر، أو على فرض تصوّر المفاضلة بين المسك وخلوف فم الصائم عند الله تعالى لكان الخلوف أطيب، وفسّرها البعض بتقدير محذوف وهو أنّ الخلوف أطيب عند الملائكة من المسك، والله تعالى أعلم.[٣]


هل فرض الله عز وجلّ الصيام على عباده لحكمة؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: الحكمة من فرض الصيام


الدروس المستفادة من حديث: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم

تضمّن حديث "كل عمل ابن آدم له إلّا الصوم"،[١] الكثير من الفوائد والعبر، وفيما يأتي بعضها:[٤]

  • الصوم من أكثر العبادات ثوابًا فالله تعالى يُجازي عن الحسنة بعشرة أمثالها وإنّما الصوم فيضاعفه أجره أضعافًا كثيرة لا يعلمها إلّا هو.
  • الصوم من أحب الطاعات إلى الله تعالى حيث أضافه إلى نفسه سبحانه.
  • الحرص على تنقية الصوم من الرياء وحب الظهور والسمعة، وذلك لأنّه لا يطلع عليه أحدٌ إلّا الله تعالى، فيحرص المسلم على أن لا يفجر ويمنّ على الناس بصيامه، فالأصل أن يكون خالصًا لله.
  • الإكثار من الصوم هو طريق لنوال رضا الله تعالى والفوز بالجنّة، والله سبحانه يحب العمل خالصًا له، والصيام خير العبادات التي تدل على إخلاص المسلم.


كما يمكنك التعرّف على الأحاديث التي تختص بالصيام بالاطلاع على هذا المقال: أحاديث عن فضل الصيام

المراجع

  1. ^ أ ب ت رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5927، حديث صحيح.
  2. البخاري، صحيح البخاري، صفحة 164. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت بدر الدين العيني، كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري، صفحة 61. بتصرّف.
  4. حسام الدين عفانه، كتاب فتاوى يسألونك، صفحة 57. بتصرّف.
4841 مشاهدة
للأعلى للسفل
×