مفهوم أصول الفقه

كتابة:
مفهوم أصول الفقه

مفهوم أصول الفقه

يذكر أهل العلم تعريفين لعلم أصول الفقه؛ الأول باعتباره مركباً من مضاف ومضاف إليه؛ وهذا يقتضي تعريف جزأيه، والتعريف الثاني باعتباره علماً مستقلاً من علوم الشريعة الإسلامية، وفيما يلي بيان التعريفين:


تعريف أصول الفقه باعتباره مركباً

  • أصول: الأصول في اللغة جمع أصل، وهو أسفل الشيء وأساسه، الذي يُبنى عليه غيره ويُعتمد عليه، وفي الاصطلاح؛ فقد استعمل الفقهاء كلمة الأصل في معانٍ كثيرة؛ أهمها:[١][٢]
    • مقابلة الفرع؛ وذلك في الفقه وأصوله؛ كالخمر أصلٌ والنبيذ فرعٌ له.
    • الراجح؛ كالقرآن أصل للقياس؛ أي راجح عليه.
    • المستصحب؛ كقولنا الأصل الطهارة لمن كان متيقناً؛ أي تستصحب الطهارة حتى يثبت العكس.
    • القاعدة؛ أي التي تبنى عليها المسائل.
    • الدليل؛ كقول الفقهاء الأصل في هذه المسألة القرآن والسنة؛ أي الدليل عليها.
  • الفقه: الفقه في اللغة مطلق الفهم، وإدراك معنى الكلام، ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: (قالوا يا شُعَيبُ ما نَفقَهُ كَثيرًا مِمّا تَقولُ)،[٣] وفي الاصطلاح الشرعي هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية، فهو عبارة عن معرفة الأحكام الشرعية؛ كالحلال والحرام والمكروه والمباح، واستخراجها من الأدلة التفصيلية؛ وهي القرآن والسنة والإجماع والقياس.[١]


تعريف أصول الفقه باعتباره علماً

عرّف جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والحنابلة علم أصول الفقه أنه العلم بالقواعد الكلية التي يتوصل بها إلى استنباط الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية، وعرّف الشافعية أنه معرفة دلائل الفقه إجمالًا، وكيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد.[٤]


فعلم أصول الفقه هو العلم بالقواعد العامة والضوابط الكلية التي يستطيع المجتهد بواسطتها معرفة الحكم الشرعي واستخراجه من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وغير ذلك من مصادر التشريع، والتي تبيّن للفقيه المسلك الذي يجب عليه أن يلتزمه في استخراج الأحكام من أدلتها.[٥]


ويهتم علم أصول الفقه بدراسة الأدلة الإجمالية، وكيفية الاستفادة منها، واستخراج الأحكام من المصادر، ويبيّن الدليل الصحيح الذي يرشد إلى حكم الله، وسبب ترجيحه على غيره، والتعارض الذي يحصل بين الأدلة الشرعية، ويهتم بدراسة حال المجتهد وصفاته وشرائطه، وبيان معنى الاجتهاد والتقليد وأحكامهما.[٦]


أهمية علم أصول الفقه

تكمن أهمية علم أصول الفقه بالنقاط التالية:[٧][٨]

  • معرفة طرق استنباط الأحكام الشرعية، والحكم في الحوادث والوقائع المستجدة، فعلم أصول الفقه منهج قويم وواضح يرسم للعلماء الطريق لمعرفة حكم الله في المسائل التي لم يرد نص بحكمها، إذ هو صالح لكل عصر.
  • التمكن من فهم الأدلة الشرعية فهماً صحيحاً، والقدرة على الترجيح بينها عند التعارض، ومعرفة الراجح والمرجوح؛ والتوصل إلى حكم الله.
  • التفقه في الدين، وعبادة الله على نور وبصيرة، والقدرة على تفسير النصوص الشرعية واستنباط الأحكام الشرعية، والتمكّن من تفسير القرآن الكريم وشرح الأحاديث النبوية، والقدرة على الدعوة إلى الله تعالى وعلى دينه بأسلوب مقنع، والتصدي لأعداء الشريعة، والبيان أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان.


المراجع

  1. ^ أ ب محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 17-18. بتصرّف.
  2. عياض السلمي، أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله، صفحة 14. بتصرّف.
  3. سورة هود، آية:91
  4. محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في الفقه الإسلامي، صفحة 23-28. بتصرّف.
  5. عبد الكريم النملة، الجامع لمسائل أصول الفقه وتطبيقاتها على المذهب الراجح، صفحة 13. بتصرّف.
  6. عبد الكريم النملة، المهذب في علم أصول الفقه المقارن، صفحة 38-40. بتصرّف.
  7. "مبادئ علم أصول الفقه وموضوعه وثمرته"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
  8. عبد الكريم النملة، الجامع لمسائل علوم الفقه وتطبيقاتها على المذهب الراجح، صفحة 13-14. بتصرّف.
6503 مشاهدة
للأعلى للسفل
×