محتويات
مفهوم الاستقصاء
الإنسان فضوليّ بطبعه، إذ يُحاول اكتشاف المعرفة من حوله عبر جمع البيانات وربطها بطرق عدّة مثل الملاحظة، كما يُطور أدوات لقياس تلك البيانات، ويضع الفرضيات، ثم يُقارنها بالنتائج، وهذه العمليّة قريبة إلى ما يُعرف بالاستقصاء.[١]
ويَعني الاستقصاء العلمي إلى مجموعة الطرق المتنوعة التي تُدرس بها الظواهر الطبيعية من قبل العلماء، لوضع التفسيرات العلمية لها وفقًا لأدلة واقعية، بالإضافة إلى أنّ الاستقصاء العلمي يأتي على عدّة أنماط بدءًا من طرح السؤال إلى إجراء البحث العلمي.[٢]
فيما يتمثل الاستقصاء في التدريس بمجموعة الأنشطة التي يُجريها المتعلم، حيث تعمل على إثارة تفكيره، للتوصل إلى معرفة جديدة، واستيعاب الأفكار العلمية، أيضًا معرفة كيفية دراسة الطبيعة من قبل العلماء.[٢]
أنواع الاستقصاء
هناك 4 أنواع من الاستقصاء وفقًا للعمليات العقلية المستخدمة خلاله، وهي كما يأتي:[٣]
الاستقصاء الاستقرائي
يُشير مفهوم الاستقراء إلى تحقيق المعرفة بالانتقال من الجزء إلى الكل، إذ تُحدد العناصر المشتركة بين الأجزاء، كما تُوضح العلاقة ببعضها البعض، ثم الوصول إلى قاعدة عامة تندرج تحتها تلك الأجزاء.[٣]
من الأمثلة على ذلك: عند تسخين قضيب مصنوع من الحديد سيحدث له تمدد، كذلك الأمر بالنسبة إلى الألمنيوم، فعند دراسة تلك العناصر سيتضح أنّها من الفلزات، بالتالي الوصول إلى قاعدة تنص على أنّ الفلزات تتمدد بالحرارة، ويُذكر أنّ هناك 6 قواعد يجب تحرّيها عند تنفيذ الاستقصاء الاستقرائي، وهي كما يأتي:[٤]
- صياغة الأسئلة؛ على أن تحتمل الإجابة عنها بنعم أو لا.
- الحرية في طرح الأسئلة، إذ يُمكن للمتعلم توجيه عدد كبير من الأسئلة عند طرح المشكلة.
- استجابة المعلم بتسجيل الفرضية أو توجيه أسئلة توضيحية لها مع تجنب إصدار الحكم عليها.
- اختبار الفرضية.
- العمل التعاوني بين الطلبة؛ لمناقشة الفرضية.
- تجريب الفرضية ثم التوصل إلى النتيجة.
الاستقصاء الاستنتاجي
يُشير مفهوم الاستنتاج إلى تحقيق المعرفة بالانتقال من الكل إلى الجزء، ومن العام إلى الخاص، ومن القاعدة إلى الأمثلة، إذ تُعرض قاعدة عامة ثم تُشرح بطريقة مباشرة، بعد ذلك تُعرض أمثلة وأجزاء تندرج تحت تلك القاعدة، حيث يختبرها المتعلم باستخدام القاعدة العامة.[٥]
من الأمثلة على ذلك: يشرح المعلم عملية التجوية الميكانيكية التي تنتج عن ظاهرة التجمد، والجفاف، والتكسير، كذلك الأمر مع عملية التجوية الكيميائية التي تنتج عن عملية التكربن، والأكسدة، والتميه، ثم يعرض عينات من المواد المتأثرة بالعمليتين، مثل: التربة، والصخور المتكسرة، والفلزات المتأكسدة، فيما تُحدد المجموعات الطلابية نوع العملية التي أثرت على تلك العينات عبر وضع فرضيات تُفسر سبب تغيرها، كما تُناقش مع المعلم لفهمها أكثر.[٦]
الاكتشاف
حدد العالم برونر مفهوم الاكتشاف في عملية تدريس بإعادة تنظيم المتعلم لمعلوماته السابقة، أو تحويلها لاكتشاف علاقات جديدة، كما يُطبق الاكتشاف في عملية التدريس بواسطة 3 خطوات، وهي كما يأتي:[٦]
- عرض البيانات، وتحديد المفهوم.
- اختبار اكتساب المفهوم.
- تحليل استراتيجيات التفكير.
حل المشكلات
ينخرط المتعلم في مشكلة حقيقية تُثير التساؤل في عقله، إذ يُحاول إيجاد حل لها، وذلك من خلال توافر شروط أساسية فيها، منها أن تُناسب الثقافة المنتشرة، كما تكون ذات أهمية، بالإضافة إلى أنّها ترتبط بالطالب، وجدير بالذكر أيضًا أنّ الطالب يتبع في حل المشكلات عدّة خطوات مهمة، وهي كما يأتي:[٧]
- الوعي بوجود مشكلة محددة.
- تعريف المشكلة، وتعيين حدودها، بالإضافة إلى تجزئتها إلى مشكلات صغيرة.
- البحث عن حل للمشكلة بوضع فرضية معينة.
- تجربة الفرضية، إذ تتضمن تصميم الأداة اللازمة، ثم تطبيقها لجمع البيانات.
- تحليل البيانات وتفسيرها.
- التوصل إلى النتائج، بالإضافة إلى صياغة العلاقات، والأنماط، والتعميمات.
- مشاركة النتائج.
أهمية الاستقصاء
تكمن أهمية الاستقصاء فيما يأتي:[٨]
- يُساعد على تطبيق المعرفة ضمن مجالات حديثة، وتحديد الروابط بين الأفكار وتقييمها، بالإضافة إلى الابتكار.
- يُسهم في تحقيق المشاركة الفاعلة، كما يُقدم خبرات واقعية ضمن اهتمامات الطلبة.
- يزيد من المغامرة الفكرية، حيث ينخرط الطلبة في خبرة تعليمية غامضة وغير مألوفة لديهم، بالإضافة إلى أنّه يُولد شعور السعادة لديهم أثناء ذلك.
- يُنمي المهارات الشخصية، مثل: حل المشكلات، والتفكير الناقد، أيضًا التفكير المنطقي، والعمل الجماعي.
- يُسهم في اتصال الطلبة، كما يتعلمون بواسطة التجربة والخطأ، إذ يُعد الخطأ جزءًا من عملية التعلم.[٩]
المراجع
- ↑ محمود الوهر، الاستقصاء والتدریس الاستقصائي في العلوم، صفحة 11. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود الوهر، الاستقصاء والتدریس الاستقصائي في العلوم، صفحة 16 - 17. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود الوهر، الاستقصاء والتدریس الاستقصائي في العلوم، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ محمود الوهر، الاستقصاء والتدریس الاستقصائي في العلوم، صفحة 32 - 33. بتصرّف.
- ↑ محمود الوهر، لاستقصاء والتدریس الاستقصائي في العلوم، صفحة 34. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود الوهر، الاستقصاء والتدریس الاستقصائي في العلوم، صفحة 35 -37. بتصرّف.
- ↑ محمود الوهر، الاستقصاء والتدریس الاستقصائي في العلوم، صفحة 41 - 42. بتصرّف.
- ↑ Lab4U Team, "9 Reasons Why you should implement Inquiry-Based learning in your classroom", lab4u, Retrieved 19/12/2021. Edited.
- ↑ Darcy Carlson (2/3/2016), " The Value of Inquiry", britannicalearn, Retrieved 19/12/2021. Edited.