محتويات
مفهوم الاعتزاز بالإسلام
إنّ الاعتزاز بالإسلام صفةٌ مغروسةٌ في كيان الإنسان وقلبه؛ لأنّ للاعتزاز دورًا مهمًّا في ربط قلب المؤمن وزيادة علاقته مع الله -عز وجل- ولا ينبغي أن يكون اعتزاز الإنسان مجرد تراث قد ورثه عن أجداده وآبائه، إنّ الطريق إلى الاعتزاز في الإسلام طريقٌ لا يأتي بتلك السهولة.[١]
إن من كان يُعرض عن هذا الدين، وكانت الحياة الدنيا وملذاتها هدفه الوحيد، ومن يبيعون آخرتهم لكسب الدنيا وشهواتها، فهؤلاء لا يمكنهم تذوق حلاوة الإيمان ولا يستطيعوا تذوق هذه العزة التي حكم الله -تعالى- بها لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)،[٢][١]ومن الطرق التي يجب اتباعها لغرس صفة الاعتزاز بالإسلام للأطفال حتى يكبروا وينشأوا على ذلك، هو تربيتهم وتنشئتهم على هذا الدين وعلى العقيدة الصحيحة، ويكون الخيار الأول والأخير في قائمتهم ولا يبغون عنها حولًا، ومن الوسائل المساعدة كذلك أن يطّلعوا على مواقع العبر ومواطن القدوة الصالحة؛ إذ إنّ الإسلام يتجلى بالعديد من هذه العبر وقصص العز والمجد.[٣]
كيف يكون الاعتزاز والافتخار بالدين الإسلامي
هناك العديد من الأمور التي نستطيع من خلالها أن نقوّي اعتزازنا وفخرنا بديننا الإسلاميّ الحنيف، ومن هذه الأمور ما يأتي:[٤]
- أن يتذكر المسلم دائمًا أنّه ينتمي إلى كوكبة الأنبياء والرسل -عليهم السلام-، وأنّه من أُمَّةٍ قد فضّلها الله -تبارك وتعالى- على كلّ الأمم، وهي أُمَّة خاتم الأنبياء والمرسلين -عليهم السلام- وسيد الأولين والآخرين محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- إنّ المسلم الذي يفتخر بدينه ويعتز به دائمًا، يجب أن يستحضر في كلّ وقتٍ أنّه قد أسلم نفسه وروحه لله -رب العالمين-.
- يجب على الإنسان المسلم ألّا يستحي ويخجل بكونه إنسانٌ ينتسب إلى الدين الإسلاميّ، ويجب بالمقابل أن يتشرّف ويفتخر ويعتز بالإسلام، ويكون مقتنعًا بشكلٍ تامٍّ أنّ هذا الدين هو الدين الصحيح وكلّ حُكمٍ فيه حكيم، وأن يعلم أنّه صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ.
- يستحسن للمسلم أن يكون في غاية النباهة والوعي الكامل لما يحيط من حوله من مؤامراتٍ ومخطَّطاتٍ يحيكها أعداء الإسلام ومن يعرض عن هذا الدين ويقف في وجهه، خصوصًا بعد انتشارها الكبير في شتّى أنحاء العالم، من خلال كلامهم وحركاتهم ومؤامراتهم وحروبهم؛ فالمسلم لا يتعرّض للذلّ ولا يرضى بالهوان والضعف.[٥]
أدلة على الاعتزاز بالإسلام
تناول القرآن الكريم في مواضع كثيرةٍ الاعتزاز بالإسلام وضروة أن يتحلّى المسلم بذلك:[٦]
- قوله -تبارك وتعالى-: (يا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٧]
- قوله -تبارك وتعالى-: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).[٨]
- قوله -تبارك وتعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)،[٩] هذه الآية الكريمة دليلٌ على أنّ الإسلام دين شامل وصالحٌ لكلّ زمانٍ ومكانٍ، وهذا وحده كافٍ للاعتزاز بالإسلام والافتخار به.
المراجع
- ^ أ ب محمد الحسن الددو الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ سورة المنافقون، آية:8
- ↑ __، كتاب مع المعلمين، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ علي بن عمر بادحدح، دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ د. أمين بن عبد الله الشقاوي (18/7/2017)، "الاعتزاز بالدين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة ، آية:54
- ↑ سورة النساء، آية:139
- ↑ سورة المائدة، آية:3