مفهوم التحليل في الفلسفة

كتابة:
مفهوم التحليل في الفلسفة

مفهوم التحليل في الفلسفة

التحليل الفلسفي هو عبارة عن مجموعة من الأساليب المستخدمة في تحليل المواضيع الفلسفية، ومن أهم تلك الأساليب وأبرزها أسلوب تحليل المفاهيم، وبشكلٍ عام فإن مفهوم التحليل في الفلسفة يختلف من فيلسوف لآخر، فعلى سبيل المثال لا يهتم الفيلسوف مور بما يعنيه التحليل الفلسفي بل يعنيه ممارسة التحليل الفلسفي ذاته على عكس عدد كبير من الفلاسفة الذين يهتمون بما يعني المفهوم الفلسفي، وقد يركز بعض الفلاسفة على تحليل الظاهرة اللغوية مثل الجمل، وبعضهم الآخر يركزون على الظاهرة النفسية مثل البيانات الحسية.


طريقة التحليل الفلسفي

يعتمد التحليل المفاهيمي بشكلٍ رئيسي على اختبار وتحليل المفاهيم إلى عناصر أساسية بهدف التعرف على القضايا الفلسفية المشتركة في عدة مفاهيم، حيث تحاول الأساليب المستخدمة في التحليل المفاهيمي معالجة المشاكل من خلال تحليل المفاهيم الرئيسيّة المتعلّقة بالمشكلة، وملاحظة مدى تأثيرها وتفاعلها مع المفاهيم الأخرى.


التحليل الفلسفي لدى بعض الفلاسفة

مما لا شكَّ فيه أنّ كل فيلسوف له منهجه ومنطقه التحليلي، فمثلاً حاول الفيلسوف بيرتراند راسل تحليل مجموعة من القضايا المرتبطة بأوصاف محددة، فمثلاً أراد تحليل موضوع أطول جاموس، وللقيام بهذا الشيء اختار فرداً مميزاً، وأوصاف محددة من بين مجموعة، فتوصل راسل أن ما تمَّ التعبير عنه من الأوصاف المحدّدة تُعبّر عن القضايا المحددّة كمياً من الناحية الوجودية، بينما تُبيِّن فرضية فيتغنشتاين أنّ المعنى يتحدّد بالاستخدام، فمثلاً يتمّ تحديد معنى كلمة أعزب حسب السياق والأسلوب.


التحليل عند الفيلسوف مور

رأى الفيلسوف مور أنّ التحليل الفلسفي لا يُمكن أن يكون إلا بأخذ الاعتبارات الآتية: 


التحليل ليس تحليلاً لتعبيرات لفظية

التحليل الفلسفي ليس تحليلاً لتعبيرات لفظية بل هو تحليل لتصورات وقضايا، حيث يشرح التعبير اللفظي كما يأتي: إنّ تحليل التعبير هـ و صغير هو أن نقول: إنها تحتوي الحرف هـ، والحرف و وكلمة صغير وهي عبارة تبدأ بالحرف هـ الذي يلتوه الحرف و فالكلمة صغير، هذا هو تحليل التعبير اللفظي، أي إنّه يرفض كلياً أن يكون التحليل تحليلاً بنائياً صرفاً.


التحليل هو الفكرة أو القضية

أي إن التحليل في الفلسفة هو ما تعنيه هذه الفكرة، أو هذا التصوّر أو تلك القضية، وأن أقوم بهذا التحليل يعني أن آتي بعبارة لفظية أخرى تجمعها هوية في المعنى بالعبارة اللفظية الأولى التي تعبر عن مجريات وتصورات قضيّة معينة، ومن هنا فإنّه لتحليل التصور أو القضية يُلزمنا استخدام عبارات لفظية على أن يتم الجمع بين العبارتين المختلفتين حتى تصبح تصوراً واحداً.


مثال ذلك أحد التصورات، أخ، حيث إنَّ التحليل الصحيح وفقاً لمور هو أن أُعطي تعبيراً آخر له ذات المعنى مثل شقيق ذكر، وعندما نقول إنّ التصوّر ذكر له علاقة وثيقة بالتصوّر شقيق ذكر فإننا نكون قدّمنا تحليلاً جيداً لكلمة أخ.


شروط التحليل

يوجد خمسة شروط يجب الالتزام بها لكي يكون تصور التحليل ومفهومه مقبولاً، وهي:

  • لا يُمكن لأي شخص معرفة أنّ موضوع التحليل ينطبق على موضوع معيّن دون أن يعرف أنّ عبارة التحليل تنطبق على الموضوع نفسه.
  • لا يُمكن لأحد أن يتحقّق من صدق موضوع التحليل دون أن يتحقّق من صدق عبارة التحليل.
  • يجب أن يكون التعبير عن التصور موضوع التحليل مرادفاً للتعبير الذي تمَّ استخدامه في عبارة التحليل.
  • يجب أن يذكر التعبير المستخدم لعبارة التحليل مصداقية التصوّرات التي يذكرها التعبير المستخدم في عبارة التحليل، أي إنّه يجب ذكر صراحة التصورين شقيق وذَكَر وهما التصوران اللذان لم يذكرهما التعبير أخ الذي تمَّ استخدامه في موضوع التحليل.
  • يجب أن يذكر التعبير المستخدم لعبارة التحليل الطريقة التي اجتمعت فيها تصوّرات عبارة التحليل في تصور موضوع التحليل.
7141 مشاهدة
للأعلى للسفل
×