مفهوم التراث الثقافي

كتابة:
مفهوم التراث الثقافي

التراث

التراث هو ما كلّ خلّفه الأجداد ليكون جسرًا من الماضي نعبر به من الحاضر إلى المستقبل، والتراث في الحضارة بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان، ويتنوع التراث باختلاف ما تحمله الجذور إلى الشجرة، ولا حضارة بدون تراث لأنها ستصير حضارة طفيلية ترتوي من تراث الآخر لا من تراثها، شأن الطفيليات التي تقتات مما تنتجه الأشجار الأخرى، فما إن تحبس عنها الأشجار قوتها حتى تندثر مهما بلغت طولًا وعرضًا، لذا يجب أن تكون الحضارة أصيلة لا تبعية عندها، مستقلةً تملك جذورها العميقة في جوف الأرض.[١]

مفهوم التراث الثقافي

يُعرف مفهوم التراث الثقافي بأنه كل ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب ومختلف أنواع الفنون ونحوها من جيل إلى آخر، وهو يشمل كلّ الفنون الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس، كما يشمل عادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال، ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات، والتراث الشعبي يعكس ما توصلت إليه حضارات الشعوب، فأي حضارة لا تُعتبر عريقة ذات جذورٍ تاريخية إلا بمقدار ما تحمله من شواهد على رقيها الإنساني، ولكون الإنسان عبر مسيرته التاريخية يحاول أن يرقى بنفسه، فارتقاؤه هذا ينعكس على ما يخلفه من سلوكيات تتأصل في حياة الناس.[٢]

الأنواع التراثية

يندرج تحت هذا العنوان أنواع مختلفة من التراث الثقافي، وحسب اهتمام المنظمات والمؤسسات العالمية بها، ومن أنواع مفهوم التراث الثقافي ما يأتي التراث المادي وغير المادي والوطني الوثائقي، وتاليًا تفصيلُها.

التراث الثقافي المادي

يشتمل التراث المادي على الآثار والمباني والأماكن الدينية والتاريخية والتحف من منشآت دينية وجنائزية، كالمعابد والمقابر والمساجد والجوامع، ومبانٍ حربية ومدنية مثل الحصون والقصور والقلاع والحمامات، وأيضًا السدود والأبراج والأسوار، والتي تعتبر جديرة بحمايتها والحفاظ عليها بشكل أمثل لأجيال المستقبل. ويعتبر علم الآثار والهندسة المعمارية والعلوم والتكنولوجيا هي التي تحدد معيارية هذا التراث.[٣]

التراث الثقافي غير المادي

يتضمّن مفهوم التراث الثقافي غير المادي التقاليد الشفهية وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية أو الطقوس، إضافةً إلى الأعياد والمعارف والممارسات التي تخص الطبيعة والكون، وكذلك المهارات التقليدية المتعلقة بالتراث الثقافي غير المادي، ويشكل التراث الثقافي غير المادي -بالرغم من طابعه الهش- عاملًا مهمًا في الحفاظ على التنوع الثقافي في مواجهة العولمة الثقافية المتزايدة. ففهم التراث الثقافي غير المادي للمجتمعات المحلية المختلفة يساعد على الحوار بين الثقافات ويشجع على الاحترام المتبادل لطريقة عيش الآخر. [٤]

التراث الوطني الوثائقي

يختلف النوع هذا عمّا سبق، فهو يعبر عن مفهوم تراث وتاريخ شعوب وأمم العالم بشكل جامع، ويعدّ بوابة عالمية لوثائق وتاريخ الحضارات القديمة، مثل المخطوطات والمتاحف والأرشيفات الوطنية، والأقراص السمعية والبصرية، والأفلام السينمائية والصور الفوتوغرافية، ولقد عملت اليونسكو على إنشاء برامج بهدف الحفاظ على ذاكرة العالم في مجمل المكتبات والمحفوظات سنة 1992، وقد تنوّعت مختلف أنشطة المنظمة هذه في استخدام أحدث الوسائل التقنية والتكنولوجية، فصار بإمكان الناس الاطلاع على هذا التراث الغني للأمم وثقافاتها من خلال بعض شبكات التواصل الاجتماعي وصفحات المواقع الألكترونية ما شابه.[٥]

المراجع

  1. "التراث"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  2. "تراث ثقافي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  3. "تراث ثقافي مادي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
  4. منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ما هو التراث الثقافي غير المادي؟، صفحة 4. بتصرّف.
  5. "سجل ذاكرة العالم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019. بتصرّف.
8030 مشاهدة
للأعلى للسفل
×