محتويات
مفهوم التعليم المستمر
يُعرف التعليم المستمرّ بأنّه التعليم الذي يأتي بعد التعليم الرسميّ، أو بعد المرحلة الثانوية،[١] وأساسه المبادرة الذاتية ومواجهة التحديات، ويقوم على مبدأ التعلّم مدى الحياة، حيث يتعلّم الشخص فيه مجموعة من المهارات والمعارف الجديدة،[٢][٣] أو يُطوّر المهارات الموجودة لدى الأفراد في مجال معيّن،[٤] ويُشار إلى أنّ التعليم المستمرّ وسيلة للوصول إلى القدرات الكاملة، وتحقيق الذات، والحفاظ على رغبة الفرد في اكتساب معرفة جديدة خارج نظام التعليم الرسمي وبالتالي مساهمته في نجاح الحياة العمليّة للأفراد.[٥]
قد يكون التعليم المستمرّ شخصيّاً، أو داخل منظمة معيّنة،[٢] ويكون شخصيّاً من خلال برامج الدرجات العلميّة والدورات التي تُعقد عبر الإنترنت، ويكون تابع للمنظّمات مثل مجالس المدارس المحليّة، والكليات، والجامعات، حيث تُقدّم هذه المنظّمات دورات تعليم مستمرّ للأفراد في المجتمع، وقد تُقدّم بعض هذه المؤسسات شهادة في نهاية الدورة الواحدة أو في نهاية سلسلة دورات مُتعلّقة بذات الموضوع، ويُشار إلى أنّ بعض المهن تتطلّب من أفرادها متابعة الندوات والمؤتمرات لاكتساب الخبرة في المجال ومواكبته.[١][٤]
أشكال التعليم المستمر
تتنوّع أشكال التعليم المستمرّ، ويُمكن تصنيفها كالآتي:[٦]
- وِفقاً للمكان: إذ يُمكن أن يكون التعلّم بالاعتماد على البرامج في الكليات، والجامعات، ومراكز التدريب، أو في مكان العمل.
- وِفقاً للشهادة: قد يكون التعليم المستمرّ مُقدّماً كبرامج لإكمال الشهادات، أو برامج لإعطاء الشهادات، أو للحصول على درجة الدبلوم من الكليّات.
- وِفقاً للوسيلة: ومن أشهرها في العصر الحالي التعليم الإلكترونيّ، والمحاضرات والمؤتمرات الإلكترونيّة.
فوائد التعليم المستمر
للمنظمات
يعود التعليم المستمرّ بالنفع على المنظّمات والشركات، إذ إنّه أداة للابتكار، وفرصة لتحسين أداء الموظفين، فكلما ازداد عدد الموظفين الذين يمتلكون المعرفة ازدادت قدراتهم في العمل وبالتالي ستزداد مساهمتهم في نجاح الشركة، كما يؤكّد التعليم المستمرّ على تقدير الشركة لموظفيها، وجديّتها في التطوير الوظيفي لهم، وبالتالي ترتفع نسبة رضا الموظفين عن عملهم، ويجدر بالذكر أنّ التعليم المستمرّ يُقلّل التكلفة على المنظّمات، حيث إنّ زيادة فعاليّة الموظفين تُقلّل من الحاجة إلى تعيين موظفين جُدد وإعادة تدريبهم.[٢]
للأفراد
يُساهم التعليم المستمرّ بتطوير الأفراد إمّا على المستوى الشخصيّ أو المستوى المهنيّ، وذلك من خلال ما يأتي:[٢]
- تحسين الأداء: حيث يؤدّي تطوير المهارات واكتساب المعارف الجديدة إلى تحسين الأداء الشخصيّ والكفاءة الوظيفيّة للأفراد.
- التطوير والترقية الوظيفيّة: يُساهم التعليم المستمرّ في تقريب الأفراد من تحقيق أهدافهم المهنيّة؛ كالحصول على منصب جديد، إذ إنّ تحسين الأداء في العمل يُساعد بالحصول على الترقية المستقبليّة والحوافز الماليّة.
- الحصول على التراخيص أو الشهادات: يحتاج بعض الموظفين إلى الحصول على تراخيص أو شهادات مهنيّة، أو تحديث شهاداتهم الموجودة لديهم.
- الإثراء الشخصي: يؤدي متابعة الاهتمامات اللامنهجية في الجوانب غير المهنيّة أمراً مهمّاً لتطوير الفرد وفتح الباب لفرص جديدة ومستقبلية أمامه.
- الحفاظ على الفعاليّة الوظيفيّة: يُعدّ بقاء الشخص مُطلّعاً على التطوّرات المهنيّة عاملاً مهمّاً لإبقائه قادراً على مواكبة مهنته، والحصول على وظيفة جديدة إذا طرأ شيء في وظيفته الحالية.
نصائح لتحسين التعليم المستمر
هناك مجموعة من النصائح لتحسين التعليم المستمرّ، ومن أبرزها ما يأتي:[٧]
- وضع الأهداف: يُساعد وضع الأهداف على البدء بعمليّة التعليم المستمرّ، كما تجعل عمليّة التعلّم عمليّة أكثر إنتاجيّة وفعالية.
- التفكير والتخطيط: حيث أشارت أبحاث أُجريت في جامعة هارفارد أنّ الأفراد الذين يُمضون 15دقيقة يومياً في كتابة وترتيب ما تعلّموه خلال يومهم كانوا أكثر إنتاجية بنسبة 20% مقارنةً بغيرهم، حيث يُساعد ذلك الفرد على معرفة ما تعلّمه وما الذي يجب أن يتعلّمه مستقبلاً.
- الانتقائيّة: على الرغم من أهميّة البحث في المصادر المتنوّعة إلّا أنّ الانتقائيّة مطلوبة، وذلك تجنّباً للحصول على معلومات خاطئة، والحياد عن المجال الذي يرغب الشخص في تطويره أو اكتسابه.
- توفير محتوى الملائم: يُعدّ البحث عن المحتوى أحد أكثر الأمور التي تتسبّب بضياع الوقت في عمليّة التعليم المستمرّ، إذ لا بدّ من توفير محتوى مُحدّث يتناسب مع مختلف اهتمامات الأشخاص، حتّى يسهل عليهم اكتشافها والاستفادة منها.
- المشاركة الاجتماعية: تُعدّ مشاركة الفرد للأفكار والمعلومات والمهارات التي يكتسبها من عمليّة التعليم دافعاً للاستمرار في التعلّم، حيث تُساهم في حصوله على المساعدة من الخبراء، وتُوسّع من نطاق إدراكه لما تعلّمه، وقد تفتح له آفاقاً جديدة.
- تجربة طرق جديدة: يُساعد الاطّلاع على طرق مختلفة وتجربتها في عمليّة التعلّم المستمرّ على تبّني الطريقة الأكثر انسجاماً مع الفرد، ومن هذه الطرق: رسم المخطّطات، ومشاهدة الأفلام الوثائقية، وإنشاء الخرائط الذهنية ، والاستماع للموسيقا أثناء الدراسة، وغيرها.[٥]
- إعطاء الأولويّة للتعليم: من المهم عدم تأجيل البدء في عمليّة التعليم، وإعطاؤها الأولويّة، وذلك للحصول على أكبر قدر من المعلومات والمهارات.[٥]
- تنويع المصادر: يُنصح بالبحث على نطاق واسع من المصادر المختلفة، كالبحث في الكتب، والمجلات، والإنترنت، وسؤال الأصدقاء، فكلّما ازداد فضول الفرد وتنوّعت مصادره كلّما ازدادت فرصته في اكتساب معرفة مفيدة وجديدة.[٥][٧]
- التواصل مع المُلهمين: يساعد التواصل مع الأشخاص المُلهمين على استكشاف بعض الأفكار والموضوعات التعليميّة.[٥]
- البدء بالمشروع الخاص: يُعدّ بدء الأفراد بالتخطيط للمشاريعهم عن طريق تحديد الأفكار والأهداف أمراً مهماً، حيث يُساهم ذلك في البحث عن وسائل تُساعد على تحقيق الأهداف في المستقبل.[٥]
- تعليم الآخرين: يُساعد تعليم الآخرين على اختبار ما يعرفه الفرد من معلومات وخبرات ومهارات.[٥]
- التعلّم بشكل منتظم: يُنصح بوضع فترات منتظمة تفصل بين كلّ مهارة أو معلومة يكتسبها الفرد، وذلكَ تجنّباً لتكديسها وعدم الاستفادة منها.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "Six reasons why continuing education is important", www.wgu.edu, 26-4-2019، Retrieved 8-5-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Continuous Learning", www.valamis.com, 27-3-2019, Retrieved 8-5-2021. Edited.
- ↑ "What is Continuous Education", www.igi-global.com, Retrieved 8-5-2021. Edited.
- ^ أ ب "What is continuing education?", settlement.org, 19-1-2021، Retrieved 8-5-2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Ten Simple Ways To Engage In Lifelong Learning", www.teachthought.com, Retrieved 8-5-2021. Edited.
- ↑ "The Importance of Continuing Education", www.southuniversity.edu, 10-8-2016، Retrieved 8-5-2021. Edited.
- ^ أ ب Stephen Walsh (17-4-2018), "Ten Tips for Better Continuous Learning"، blog.anderspink.com, Retrieved 8-5-2021. Edited.