مفهوم التفكر في الإسلام

كتابة:
مفهوم التفكر في الإسلام

حقيقة التفكر

التفكر مأخوذ من الفِكر والتأمل، وهو عمل قلبي، من العبادات التي تحتاج إلى إعمال العقل في الوصول إلى نتيجة معينة، ويدخل فيه النظر والتأمل، ويحتاج إلى طاعة، وعمل وانقياد إلى الله -تعالى-، وإلى صبر وتكلف، وأن يستخدم الإنسان جميع جوارحه للوصول إلى علم صحيح، وقد حثت آيات كثيرة إلى النظر في خلق الله.[١]

والتفكر سواء كان في آيات القرآن، أو آيات الكون فهو أعظم العبادات، فالله -عز وجل- ذم من يعرض عن التدبر، والنظر في ملكوته، في قوله -تعالى-: (وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾،[٢] فهو يشمل نواحي الحياة المختلفة، ولا بديل عنه، فتتكرر آيات التفكر والتدبر بأساليب مختلفة، ليبقى الإنسان متيًقظا، ويزداد الإيمان تثبيتاً في القلب.[٣]

آيات واردة في القرآن تدعو إلى التفكر

وردت الكثير من النصوص القرآنية الحاثَّة على التفكر منها:[٤]

  • قال -سبحانه-: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.[٥]
  • وقوله -جل وعلا-: ﴿قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ﴾.[٦]
  • قال -تعالى-: ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ﴾[٧]
  • وقوله -عز وجل-: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.[٨]
  • يقول -سبحانه-: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.[٩]

أهمية التفكر وفوائده

دعا القرآن الكريم في كثير من آياته إلى التفكر في خلق الله، والنظر والاعتبار، لأن فيه فائدة عظيمة، تعود بالخير في الدنيا والآخرة ومن ذلك:[١٠]

  • زيادة الإيمان بالقلب واليقين بالله وخشيته وتعظيمه، وكلما كان أكثر تفكراً كان أكثر خشية من الله -تعالى-.
  • التفكر سبب في إدراك حقائق الأشياء، وهو أفضل أعمال القلب وأصل الطاعات.
  • مدح الله -عز وجل- عباده الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض، لأن فيه قرب منه -سبحانه-.
  • فيه يقظة الأمة والنهوض بها، وكثرة الاعتبار من أخبار الأمم السابقة، من خلال النظر إلى ما حلَّ بهم.[١١]

الغاية من التفكر

للتفكر غايات أرادها الإسلام من عباده، أعظمها توظيف العقل في النظر والتمعن والوصول إلى حقيقة الأشياء ومعرفة الله -تعالى- وصفاته وكماله وشمول علمه والإبداع في خلقه وهداية الإنسان إلى سنن الحياة ومعرفة أسباب وجوده، فهي وسيلة القرآن للدلالة على وجود الله، لقوله -تعالى-: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾.[١٢][١٣]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الاسلامية، صفحة 126. بتصرّف.
  2. سورة يوسف، آية:105
  3. مجدي الهلالي، كيف نحب الله ونشتاق اليه، صفحة 63. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم اخلاق الرسول الكريم، صفحة 67. بتصرّف.
  5. سورة ال عمران، آية:191
  6. سورة الانعام، آية:50
  7. سورة الروم، آية:8
  8. سورة الروم، آية:21
  9. سورة الزمر، آية:42
  10. عبد المجيد الوعلان، الايات الكونية دراسة عقدية، صفحة 50. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم اخلاق الرسول الكريم، صفحة 78. بتصرّف.
  12. سورة ال عمران، آية:190
  13. سيد سلبق، العقائد الاسلامية، صفحة 22. بتصرّف.
4842 مشاهدة
للأعلى للسفل
×